البحرين: تقرير يؤكد ترسيخ حقوق الإنسان

تحدث عن تعزيز أركان دولة القانون وبناء منظومة تشريعية متكاملة

البحرين: تقرير يؤكد ترسيخ حقوق الإنسان
TT

البحرين: تقرير يؤكد ترسيخ حقوق الإنسان

البحرين: تقرير يؤكد ترسيخ حقوق الإنسان

رصد التقرير السنوي الرابع للمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في البحرين المنجزات التي تحققت على صعيد الاهتمام بحقوق الإنسان ورعاية مبادئها وترسيخ أركانها ومقوماتها، وذلك خلال الأعوام القليلة الماضية.
وجاء التقرير الذي أصدرته المؤسسة مؤخرًا، في أربعة فصول رصدت التحولات المهمة التي شهدتها البحرين خلال عام 2016، والتي مثّلت تحولات نحو تعزيز مسار حقوق الإنسان والحريات العامة وضمان تمتع الأفراد بها.
وكان من بين أهم النتائج التي احتفى بها التقرير دعم أطر الديمقراطية في البلاد، وترسيخ أركان دولة القانون، وبناء منظومة تشريعية متكاملة، فضلاً عن تعزيز الممارسات الفعلية والعملية التي ترسخ المنظومة الحقوقية.
وأكد التقرير أن من بين أبرز الإنجازات الحقوقية التي شهدتها البحرين خلال عام 2016، التعديلات التي أُدخلت على قانون إنشاء المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، وما تضمنته من تعديل على بعض أحكام قانون إنشاء المؤسسة.
وشدد على أن تلك التعديلات كانت بهدف تقوية المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، ومنحها المزيد من الصلاحيات، ورفع تصنيفها دوليًا بما يجسد التزام البحرين بصون حقوق الإنسان.
يشار إلى أن المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان حصلت في أغسطس (آب) من عام 2016 على الصفة الاعتمادية الفئة (ب) من التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها المعروفة اختصارًا بـ«GANHRI».
كما أبرز التقرير قدرة المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في مشاركة مؤسسات المجتمع البحريني من أجل تعزيز مسيرة حقوق الإنسان، والقيام بوظائفها على أكمل وجه، في جانب المرئيات والآراء الاستشارية التي تقدمت بها إلى مجلسي الشورى والنواب، وكذلك مبادرة المؤسسة التي أحالت فيها رأيها الاستشاري لمجلس الوزراء، وكذلك الآراء الاستشارية المرفوعة إلى المجلس الأعلى للقضاء، والتي تتعلق في مجملها بتوسيع أطر المشاركة، وتعديل واستحداث بعض تشريعات المنظومة القانونية لتنسجم أكثر والمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
كما سلط التقرير الضوء على دور المؤسسة الذي لعبته في مجال تعزيز حقوق الإنسان من خلال إقامة عدد من الندوات والمحاضرات، وإبرام مذكرة تفاهم مع إحدى المنظمات العاملة في المجال، والمساهمة في المراجعة التشريعية بالتعاون مع مجلسي النواب والشورى، إضافة إلى إصدارها بيانات تزامنًا مع الأيام أو المناسبات الدولية، إلى جانب مشاركاتها الإقليمية والدولية في الكثير من الندوات وورش العمل والدورات التدريبية والمؤتمرات ذات الصلة بعملها.
وبيّن التقرير السنوي الرابع للمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في البحرين في رصده أهم إنجازات المؤسسة الحقوقية خلال العام الماضي، ودورها في توفير مظلة حمائية لضمان الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان، بالتعاون مع مؤسسات الدولة كافة، سواء الرسمية منها أو الأهلية.
وأشار إلى تفاعل المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان إيجابيًا مع الأحداث في الساحة، وإصدار بيانات عدة في مناسبات منفصلة، انطلاقًا من دورها الاستشاري الذي يحدده لها قانون إنشائها، كذلك حضور موفدين عن المؤسسة بعض جلسات المحاكم، وتفعيل الزيارات الميدانية كإحدى وسائل الرصد الممنوحة لها، وتلقي الشكاوى والملاحظات وطلبات المساعدة القانونية ودراستها وإحالة ما ترى إحالته لجهات الاختصاص ومتابعتها بهدف معالجتها وتسويتها مع الجهات المعنية.
وأشادت المؤسسة في تقريرها بالحقوق المكفولة للعمالة الوافدة بالمملكة، واستحداث مجلس الوزراء نظام تصريح العمل المرن، كما أشادت بالحقوق المكفولة لذوي الإعاقة من الفئات الخاصة، داعية إلى الإسراع في سن تشريع خاص لتنظيم ومعالجة شؤون العمالة المنزلية من ناحية، وإصدار قانون خاص ينظم العقوبات البديلة باعتبارها جزءًا من النظام العقابي في التشريع الجنائي الوطني من ناحية أخرى.
كما شدد تقرير المؤسسة على أن التشريعات التي صدرت في البحرين خلال الفترة الأخيرة تتواءم مع أحكام الدستور والمعايير الدولية وبما يعزز حقوق الإنسان بأبعادها المختلفة في منظومة الدولة، كما أكد التقرير توافر ضمانات المحاكمة العادلة في إشارة إلى ما جسدته محكمة التمييز تحديدًا من ضمانات لإرساء مبادئ الإنصاف والعدالة.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.