جثث «داعش» سلاح عراقي في الحرب النفسية ضد التنظيم

مقتل واعتقال عشرات المسلحين في الجانب الأيسر من الموصل

طفلان نازحان يلعبان في مخيم الخازر شرق الموصل أمس (رويترز)
طفلان نازحان يلعبان في مخيم الخازر شرق الموصل أمس (رويترز)
TT

جثث «داعش» سلاح عراقي في الحرب النفسية ضد التنظيم

طفلان نازحان يلعبان في مخيم الخازر شرق الموصل أمس (رويترز)
طفلان نازحان يلعبان في مخيم الخازر شرق الموصل أمس (رويترز)

تنتشر في أحد شوارع الجانب الأيسر من الموصل جثث مسلحين تابعين لتنظيم داعش، تركتها القوات العراقية حيث سقطت قبل أسبوعين، في إطار حرب نفسية ضد التنظيم المتطرف.
وحسب تقرير لوكالة «رويترز»، فإن القوات العراقية لا تنوي إزالة هذه الجثث، رغم مخاطرها الصحية، سواء بسبب تفسخها أو وجود ستر ناسفة مع بعضها يمكن أن تنفجر في أية لحظة. ويضيف التقرير أن القوات العراقية وهي تستعد لإطلاق معركة تحرير الجانب الأيمن من المدينة تريد أن تزيل أي تعاطف مع التنظيم. وقال جندي عراقي: «سنترك الإرهابيين حيث هم»، وأضاف أن رسالة الجيش العراقي للمدنيين واضحة، وهي عدم الانضمام إلى «داعش»، وأنهم إن فعلوا ذلك سيلقون المصير نفسه.
إلى ذلك، أفادت مصادر في جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، أمس، بمقتل 6 من عناصر «داعش»، واعتقال آخرين في اشتباكات شهدتها أحياء في الجانب الأيسر من مدينة الموصل. وقال العقيد دريد سعيد لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن القوات العراقية خاضت اشتباكات مسلحة مع عناصر «داعش» في منطقة النور والزهور، على خلفية حملة مداهمة وتفتيش شنتها قوات مكافحة الإرهاب بحثًا عن مطلوبين من عناصر التنظيم في أزقة مناطق ضمن المحورين الشرقي والشمالي من الجانب الأيسر. وأضاف أن القوات العراقية تمكنت من قتل 6 من عناصر «داعش» في الاشتباكات.
كما اعتقلت أجهزة الأمن، أمس، 28 مشتبهًا بانتمائهم لتنظيم داعش في حيي النور والبكر، بعد أن فرضت حظرًا شاملاً على تجوال المدنيين وسير المركبات بأنواعها. وقال المقدم في الجيش العراقي عبد السلام الجبوري في تصريح إن «قوات مشتركة، وبالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني (المخابرات)، نفذت حملة أمنية في حيي البكر والنور، شرق الموصل، بحثًا عن منتمين أو مناصرين لتنظيم داعش الإرهابي»، وأضاف: «تم القبض على 28 مشتبهًا به، بالاستناد إلى قاعدة بيانات بحوزة الأجهزة الأمنية، فضلاً عن معلومات من السكان المحليين».
من جانبه، قال العقيد سالم محمود الكبيسي، الضابط في قوات الرد السريع (تتبع الداخلية)، إن «القوة الأمنية الآتية من العاصمة بغداد طوقت حيي النور والبكر، شرق الموصل من جميع المحاور، ومنعت الدخول والخروج منهما لأي سبب كان، وبدأت بشن عملية دهم وتفتيش، بحثًا عن الخلايا النائمة التابعة لتنظيم داعش».
ونقلت عنه شبكة «رووداو» أن «هناك إلى جانب القوة الاستخباراتية الآتية من بغداد، التي تطوق حيي النور والبكر، قوات جهاز مكافحة الإرهاب»، مشيرًا إلى أن «العملية سوف تشمل إجراء مسح أمني شامل لسكان الحيين»، وأضاف أن «الوضع معقد في الجانب الأيسر للموصل، ويحتاج لمزيد من التعاون الأمني والتخطيط لضمان إعادة الأمن والاستقرار وحماية المدنيين العزل من العمليات الانتقامية التي ينفذها تنظيم داعش بين الحين والآخر».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.