الحكيم وبارزاني يناقشان البرنامج السياسي لما بعد {داعش}

معلة أكد أن استقلال كردستان خيار وارد في غياب حلول المشكلات

الحكيم وبارزاني يناقشان البرنامج السياسي لما بعد {داعش}
TT

الحكيم وبارزاني يناقشان البرنامج السياسي لما بعد {داعش}

الحكيم وبارزاني يناقشان البرنامج السياسي لما بعد {داعش}

كشف حميد معلة، المتحدث الرسمي باسم المجلس العراقي الإسلامي الأعلى، أمس، عن تطابق في الرؤى خلال الاجتماعات التي عقدت أول من أمس بين وفد التحالف الوطني العراقي برئاسة رئيس المجلس عمار الحكيم، ومسؤولي أقليم كردستان.
ووصف معلة في حديث لشبكة «رووداو» الإعلامية، الزيارة بأنها «مهمة جدًا، ونحن نقف على حافات النصر على تنظيم داعش، وتطهير الأرض العراقية»، مضيفًا أن الزيارة «تأتي في إطار تقوية العلاقات بين أربيل وبغداد، حيث يحمل وفد التحالف الوطني وثيقة التسوية السياسية التي تتضمن البرنامج السياسي لما بعد (داعش) وإيجاد الأرضية المناسبة للحوار والتفاهم وحل المشكلات العالقة».
وتابع معلة أن «استقلال كردستان لم يطرح بشكل كبير خلال الاجتماعات، لكنه طرح ضمن المفردات التي تحقق طموحات أبناء كردستان»، مضيفا أنه «في حال عدم التوصل إلى حلول مرضية، فإن استقلال إقليم كردستان سيكون أحد الطرق التي يمكن أن نلجأ إليها». وقال: «أعتقد أن الحديث عن الاستقلال حديث مبكر، فالإخوة الكرد صوتوا على هذا الدستور وهم شركاء أساسيون وحقيقيون في العملية السياسية، وقدموا التضحيات وما زالوا، واليوم دماء البيشمركة مختلطة مع دماء الجيش العراقي والحشد الشعبي من أجل تطهير هذه الأرض، وهذه دلائل واضحة وعلامات مضيئة على أن الإخوة الكرد هم ضمن إطار عراق موحد يضمن حقوق الجميع ويحترم المكونات».
وأضاف أنه «حينما وضعنا هذه الورقة (التسوية السياسية) بيد إخواننا وشركائنا الكرد قالوا إن الوثيقة جيدة ومهمة، لدينا ملاحظات وبنود من الممكن أن نضيفها، وأكدنا أن هذه الورقة عبارة عن خريطة طريق بإمكان الجميع قراءتها وتشكيل لجان للتفاهم والتفاوض، وكتابة ورقة أخرى تضاف إليها، أو إضافة بنود جديدة أو التحفظ على بعضها، وكل ذلك عبر مشاغل تفاوضية تحت سقف الدستور والتاريخ المشترك والهموم والتطلعات المشتركة لبناء عراق حر فيدرالي يضمن الحرية والاستقرار والاستقلال لهذا البلد ويضمن الرفاه للشعب العزيز».
ومضى إلى القول إن «الدستور وثيقة ما زال الجميع يلتزم ويتمسك بها، وهي تتضمن حقوق جميع الشعب العراقي»، لافتًا إلى أن «التجربة الموجودة في كردستان العراق تجربة جيدة وناهضة، وهم يشاركونا في البأساء والضراء كما شاركونا في نضالات سابقة، والكرد قومية رئيسية في هذا البلد، وعنصر مهم وشريك فاعل وأساسي»، مستدركًا بالقول: «نعم توجد مشكلات في البلاد لا ينبغي تجاهلها؛ لذلك اقترحنا أن تكون هنالك صراحة واضحة وجدية عالية ولجان تفاوضية ذات صلاحيات حقيقية من أجل التوصل إلى حلول».
وكشف معلة «اقترحنا على رئيس إقليم كردستان (مسعود بارزاني) أول من أمس (السبت) تشكيل لجان حكومية وسياسية من شأنها أن تتفاوض بشكل واضح وصريح، وهذا هو الحل الأسلم»، متابعًا أن «القوى السياسية والإخوة الكرد الذين التقيناهم البارحة طلبوا وقتًا لقراءة التسوية السياسية وتشكيل اللجان، ووعدونا بالمساندة ودعم رئيس الوزراء حيدر العبادي، وأكدوا أنهم موجودون، لكن هناك مشكلات لا بد من إيجاد حلول واضحة وجريئة من شأنها الاحتفاظ بما هو قائم، ونحن نوافقهم على هذه الرؤية».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».