باريس سان جيرمان... كثير من المال وقليل من الكفاءات!

يملك المدرب إيمري بيده كل الأوراق الرابحة لكنه لم يفلح حتى الآن في تعويض غياب فيراتي

فيراتي (وسط) أصبح غيابه مؤثرًا في أداء سان جيرمان («الشرق الأوسط»)
فيراتي (وسط) أصبح غيابه مؤثرًا في أداء سان جيرمان («الشرق الأوسط»)
TT

باريس سان جيرمان... كثير من المال وقليل من الكفاءات!

فيراتي (وسط) أصبح غيابه مؤثرًا في أداء سان جيرمان («الشرق الأوسط»)
فيراتي (وسط) أصبح غيابه مؤثرًا في أداء سان جيرمان («الشرق الأوسط»)

قال لاعب خط الوسط الفرنسي بليز ماتويدي بنبرة غلب عليها الإحباط: «عندما يلعب المرء في صفوف باريس سان جيرمان، فإنه يخوض المباريات بهدف الفوز»، وذلك في أعقاب تعادل ناديه أمام موناكو بنتيجة 1 - 1. في هذه المرحلة من البطولة الموسم الماضي، كان باريس سان جيرمان قد حصد 28 من إجمالي 30 نقطة ممكنة على أرضه وتصدر الدوري بفارق 21 نقطة.
اللافت هذه المرة أنه لم يطرأ تغيير يذكر على موازين القوة المالية على صعيد الدوري الفرنسي الممتاز. وقد أنفق النادي ما يقرب من 60 مليون جنيه إسترليني هذا الشتاء على شراء لاعبين - يوليان دراكسلر وغونزالو غويديس - رغم أنهما يشاركان في مراكز لم يكن الفريق بحاجة ماسة لتعزيز خياراته بها. ولم تقدم أي من الأندية الأخرى الساعية للمشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، فيما عدا ليون، على تنفيذ صفقات شراء مشابهة. يذكر أن ليون استقدم ممفيس ديباي من مانشستر يونايتد.
من جانبه، ضم موناكو المتصدر الدوري هذا الموسم لاعب نادي أياكس الصغير فرانكو أنتونوتشي مقابل مبلغ زهيد لم يتجاوز 3 ملايين يورو، في الوقت الذي عزز فيه نيس خط الوسط لديه بإضافة لاعب خط الوسط المخضرم منير عبادي دون مقابل. أما موناكو فقد أنفق ببذخ الصيف الماضي على أمثال جبريل سيديبي وكاميل غليك، لكن ثمة فجوة في الموارد المالية تبدو واضحة.
ومع ذلك، بدأت أندية أخرى في التحرك نحو رأب الفجوة داخل الملعب.
بالنسبة لباريس سان جيرمان، نجد أن الإصابات والإيقافات أعاقته على مدار الحقبة القطرية من تاريخه التي انتقلت خلالها ملكية النادي إلى مجموعة من القطريين. وشهدت تلك الفترة أفول نجم خافيير باستوري. إلا أن هذا الأمر لم يقتصر عليه، ذلك أن كلاً من لايفن كورزاوا وأدريان رابيو وتياغو سيلفا غابوا عن عدد كبير من المباريات هذا الموسم.
والملاحظ أن تحسنًا كبيرًا طرأ على اللياقة البدنية لرابيو هذا الموسم، لكن تظل الحقيقة أنه من الممكن الاستعانة بآخر بدلاً منه مثلما الحال مع كوارزاوا وسيلفا، اللذين يبدو كل من ماكسويل وبريزنل كيمبمبي بديلين فاعلين لهما. ومع ذلك، يبقى ماركو فيراتي قصة مختلفة تمامًا. ويشتهر هذا اللاعب الإيطالي بأسلوبه القتالي داخل الملعب وتلقيه كثيرًا من بطاقات الإنذار والطرد، لكن يبقى أهم ما يميزه تمريراته الذكية وقدرته على المناورة بالكرة، الأمر الذي مكن باريس سان جيرمان من اللعب بالأسلوب المفضل لديه على نحو أكثر فاعلية.
والملاحظ أن باريس سان جيرمان يتصدر بطولة الدوري بفارق كبير عمن يليه على صعيد الاستحواذ على الكرة، مع تسجيل فيراتي وتياغو موتا مرارًا 100 لمسة للكرة خلال المباراة الواحدة. ومن خلال حركته الدقيقة ومعاونته أقرانه بتمرير الكرة إليهم، يساعد فيراتي فريقه على الاحتفاظ بالكرة. علاوة على ذلك، فإن رؤيته سواء كانت تدور حول تمرير كرة عالية باتجاه جناح سريع أو من خلال توجيه الكرة إلى ماتويدي - منحت أفراد فريقه الفرصة لاستغلال مهاراتهم على النحو الأمثل. ومع افتقار الفريق إلى مهارة زلاتان إبراهيموفيتش في حسم نتائج المباريات، تحول اللاعب الإيطالي الصغير إلى ربما أهم لاعب بالفريق، وبالتأكيد اللاعب الأكثر صعوبة من حيث إيجاد بديل له.
كان فيراتي قد تغيب عن مباراة موناكو بسبب إصابة في ربلة الساق. وبدا باريس سان جيرمان كأنه فريق آخر تمامًا من دونه،
ورغم أنه من غير المنطقي توقع نجاح أي نادٍ، حتى لو كان يحظى بأموال وفيرة مثل باريس سان جيرمان، من التفوق الكاسح على منافسيه، فإن غياب فيراتي سلط الضوء على عجز الفريق في عدم وجوده. ونظرًا لافتقارهم إلى عبقريته، اقتصر إسهام ثلاثي خط الوسط في الجانب الهجومي على الجري دون هدف محدد في أغلب الأوقات، والأمل في استقبال كرة عالية من موتا أو أحد لاعبي قلب الهجوم.
ومع تقديم التكتيكات المعتادة نتائج متراجعة، هل يعني ذلك أن إيمري لم يفلح في ترك بصمة مميزة له على الفريق؟ في الصيف الماضي، بدا أنه يشتري لاعبين يتوافقون مع خطة لعب 4 - 2 - 3 - 1، مع إمكانية تدوير جرزيجورز كريتشوفياك مع رابيو وفيراتي في وسط الملعب، مع احتمالات الاستعانة باللاعب الإيطالي كصانع ألعاب أيضًا. وبدا أن موتا وماتويدي في طريقهما للرحيل عن النادي - وبدا أن ماتويدي على وجه التحديد على وشك الانتقال إلى يوفنتوس - لكن عندما أخفق كريتشوفياك في الاستقرار وتحسن مستوى اللياقة البدنية لرابيو، استقر إيمري على خطة 4 - 3 - 3 التي يفضلها اللاعبون.
ومع أن فيراتي لاعب ممتاز ومرحب به بالتأكيد في أي فريق، فإنه بالنظر إلى التباين الكبير في الوضع المالي بين باريس سان جيرمان وباقي فرق البطولة، فإن غيابه لم يكن من المفترض أن يترك مثل هذا التأثير الحاد الذي خلفه. ولا ينبغي على النادي اللجوء لطرح أعذار واهية للأمر.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.