إقليم برقة يتهم الحكومة بالتراجع عن تنفيذ اتفاق النفط

ارشيفية
ارشيفية
TT

إقليم برقة يتهم الحكومة بالتراجع عن تنفيذ اتفاق النفط

ارشيفية
ارشيفية

علمت «الشرق الأوسط» أن رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا عبد الله الثني، قد يتراجع عن اعتذاره عن تشكيل الحكومة، إذا ما تلقى طلبا رسميا من المؤتمر الوطني العام (البرلمان) مرفوقا بمنحه كافة الصلاحيات التي تمكنه من أداء عمله. وقال مصدر رفيع المستوى في حكومة الثني لـ«الشرق الأوسط» بأنه «في ضوء الانقسام الراهن بين أعضاء المؤتمر الوطني حول تسمية رئيس الحكومة الجديد، فإن الثني قد يقبل إعادة تنصيبه إذا ما تلقى كافة الضمانات المطلوبة».
وأضاف المصدر الذي اشترط عدم تعريفه، هناك دعم أميركي وغربي لافت لاستمرار الثني على رأس الحكومة الانتقالية وهناك تأييد في الداخل لا يمكن تجاهله، إذا ما قرر المؤتمر الوطني العدول عن عملية اختيار رئيس جديد للحكومة خلفا للثني وقرر أن يعهد إليه مجددا بقبول تشكيل الحكومة، فإنه سيقبل. وتابع: «ثمة مخاوف من حدوث فراغ سياسي في السلطة في ليبيا، وإذا ما اقتضت المصلحة الوطنية العليا للبلاد فإن الثني لن يمتنع عن قبول تكليف مجددا، عادا أن الكرة الآن في ملعب المؤتمر الوطني الذي يعد أعلى سلطة سياسية وتنفيذية في البلاد.
ولفت المسؤول المقرب من الثني لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المخاوف من حدوث فراغ في السلطة هي مخاوف حقيقية، وهذا ما يقلق المجتمع الدولي والدول الصديقة لليبيا في هذه المرحلة. ولم ينجح الأعضاء الـ200 للمؤتمر الوطني على مدى عدة جلسات للتشاور فيما بينهم على الاتفاق على مرشح واحد من بين سبعة مرشحين تقدموا لشغل المنصب ومعظمهم محسوب على الكتل والأحزاب السياسية في المؤتمر. وتلقى الثني الذي شغل منصب وزير الدفاع في حكومة سلفه المقال علي زيدان، دعما أميركيا وغربيا معلنا في الآونة الأخيرة، يعزز من فرص استمراره في منصبه.
وكان الثني قد أعلن اعتذاره عن تشكيل الحكومة الأسبوع الماضي، إثر تعرضه لاعتداء من مسلحين لم يوضح الجهة التي ينتمون إليها، وقال: إنه لن يقبل الاستمرار في منصب يكرس الانقسام بين الليبيين أو يسفر عن سقوط ضحايا.
إلى ذلك، نفى أحمد الأمين الناطق باسم الحكومة الليبية لـ«الشرق الأوسط» اتهامات أطلقها أعضاء في المكتب السياسي لإقليم برقة بشرق ليبيا للحكومة، بعدم تنفيذ الجزء الذي يخصها من اتفاق تم التوصل إليه في الآونة الأخيرة لرفع حصار مرافئ النفط.
وقال الأمين بأن «الاتفاق ما زال ساريا ويجري تنفيذه وفقا لما تم الاتفاق عليه، لا توجد أي نية من طرف الحكومة لتعطيل هذا الاتفاق أو عرقلته حرصا على المصالح الوطنية». وكان علي الحاسي المتحدث باسم جماعة المحتجين التي تسيطر على عدة مرافئ نفطية في شرق ليبيا، قد أعلن أنها لن تعيد فتح مرفأي رأس لانوف والسدر، وأبلغ وكالة رويترز أن «الحكومة لم تف ببند واحد من اتفاق إعادة فتح المرافئ».
وأوضح أن الحكومة لم تدفع مرتبات للمحتجين الذين كانوا يعملون في قوة حراسة المنشآت النفطية كما اتفق عليه بموجب الصفقة التي تم التوصل إليها في وقت سابق من هذا الشهر لإعادة فتح أربعة مرافئ نفطية.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.