جيوب الميليشيات المتبقية في المخا تتحصن بين المدنيين

الجيش اليمني يكسر مجددا هجمات انقلابية على صلو تعز

جيوب الميليشيات المتبقية في المخا تتحصن بين المدنيين
TT

جيوب الميليشيات المتبقية في المخا تتحصن بين المدنيين

جيوب الميليشيات المتبقية في المخا تتحصن بين المدنيين

تواصل قوات الجيش اليمني في تعز تمشيط مدينة المخا الساحلية ومحيطها، غرب المدينة، وتداهم أوكار ميليشيات الحوثي وصالح حيث ما زالت تختبئ في الوقت الذي ضيقت الخناق على الميليشيات داخل مدينة المخا.
وتستخدم العناصر المتبقية من ميليشيات الحوثي وصالح في مدينة المخا الأهالي دروعا بشرية، خاصة بعدما أطلق الجيش اليمني نداءاته المتكررة للأهالي المتبقيين بالخروج من المدينة والخروج بشكل خاص من نطاق المواجهات مع توفير ممر آمن لهم، بحسب ما أكدته مصادر عسكرية ميدانية.
وبينما تواصل قوات الجيش اليمني التصدي لمحاولات الميليشيات في مختلف جبهات المدينة في تعز، المصحوبة بقصف عنيف على مواقع الجيش والأحياء السكنية؛ اشتدت حدة المواجهات العنيفة بين قوات الجيش اليمني والميليشيات في جبهة الصلو الريفية، جنوب تعز، التي تحاول فيها الميليشيات وباستماتة كبرى استعادة معقلها السابق، قرية الصيار، في الوقت الذي تقدمت قوات الجيش اليمني إلى قرية الحود حيث تشهد المنطقة مواجهات عنيفة.
وأعلنت قوات الجيش اليمني إفشالها محاولات التقدم إلى مواقعها في الصلو وحيفان، جنوب المدينة، وفي العنيين بجبل حبشي، غربا، وأجبرت ميليشيات الحوثي وصالح على الفرار بعد سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
وبحسب المصادر، فإن ميليشيات الحوثي وصالح «تواصل التعويض عن خسائرها في جميع الجبهات بالقصف العنيف بمضادات الطيران من مواقعها في جبل العويد وعسيلة والنوبة والمجعمة على القرى السكنية وبشكل مستمر على قرى العبدلة والعشملة في مديرية مقبنة، غرب تعز، التي حققت فيها قوات الجيش اليمني انتصارات كبيرة واستعادت مواقع استراتيجية كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية».
ونفت المصادر ما تناقلته وسائل إعلام الانقلاب سيطرتها على منطقة المفاليس وتبة الخزان في مديرية حيفان، جنوب المدينة، وأن ما يجري هو التصدي لهجوم مباغت شنته ميليشيات الحوثي وصالح على مواقعها وإفشال أي محاولات تقدم لها.
وذكرت أن الميليشيات الانقلابية قامت باختطاف «20 شخصا من أبناء قريتي الزحيط ووادي البطاح في التعزية، شمال المدينة، دون أي أسباب واقتادتهم إلى مناطق مجهولة».
وفي محافظة المحويت، أفادت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» أن ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية باشرت أول من أمس، حملة عسكرية مكونة من ثلاثة أطقم عسكرية بعد صلاة الجمعة، واقتحمت قرية انشام بمديرية حفاش في محافظة المحويت، واختطفت 6 مواطنين دون أي أسباب واقتادتهم إلى معتقلاتها.
وأكدت أن هذه الميليشيات الانقلابية «قامت بالاعتداء على المصلين أثناء خروجهم من صلاة الجمعة واعتراضهم على اختطاف المواطنين، في الوقت الذي لا تزال تبحث عن آخرين وتقوم بحملة تفتيش ومداهمات للمنازل».
وفي محافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، أدانت السلطة المحلية في المحافظة استهداف الميليشيات الانقلابية لفرقاطة التحالف العربي.
وقالت في بيان لها «تابعت السلطة المحلية بمحافظة الحديدة مجريات الأحداث حول الهجوم الإرهابي الذي استهدف فرقاطة سعودية أثناء قيامها بدورية مراقبة غرب ميناء الحديدة مما أسفر عن استشهاد اثنين من أفراد طاقمها وإصابة ثلاثة آخرين».
وأكدت السلطة المحلية للقيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي والتحالف العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية الشقيقة «وقوفها ومساندتها ضد الانقلابيين الذين انقلبوا على الشرعية الدستورية، حيث يعتبر هذا الاستهداف هو الاستهداف الثاني عقب استهداف السفينة الإماراتية المحملة بالإغاثة والدواء».
ولفتت إلى أن «هذا العمل يعد دليلا دامغا على أن من يستخدم هذه الأساليب هو نفسه وبنفس الآلية والأدوات من دمر بالأمس البارجة الأميركية (إس إس كول) لإلصاق تهم الإرهاب باليمنيين ها هو يضع وبنفس الأسلوب دليل جريمته بنفسه».
وطالبوا «التحالف العربي على ضرورة مضاعفة اليقظة والحذر من محاولات مماثلة من قبل هذه العصابة وسرعة العمل على تحرير الساحل الغربي والسيطرة عليه».
إلى ذلك، قال بيان أصدرته القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية في وقت متأخر مساء أمس: «استشهد الوكيل راشد علي محمد الظهوري وهو أحد جنودها بقواتها المشاركة في عملية (إعادة الأمل) مع قوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية للوقوف مع الشرعية في اليمن»، وقدّمت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية العزاء والمواساة إلى ذويه، من دون أن تكشف عن تفاصيل أخرى.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.