شوقي أبي شقرا لـ «الشرق الأوسط»: في مجلة «شعر» وجريدة «النهار» نظّفت القصائد قبل نشرها وصغت المحتوى

مذكراته تصدر قريبًا وتتناول نحو 100 شخصية ثقافية عربية ولبنانية

شوقي أبي شقرا لـ «الشرق الأوسط»: في مجلة «شعر» وجريدة «النهار» نظّفت القصائد قبل نشرها وصغت المحتوى
TT

شوقي أبي شقرا لـ «الشرق الأوسط»: في مجلة «شعر» وجريدة «النهار» نظّفت القصائد قبل نشرها وصغت المحتوى

شوقي أبي شقرا لـ «الشرق الأوسط»: في مجلة «شعر» وجريدة «النهار» نظّفت القصائد قبل نشرها وصغت المحتوى

بصدور مذكرات الشاعر والصحافي اللبناني شوقي أبي شقرا، بعد أيام، يكتشف القارئ تفاصيل جديدة، عن محطات رئيسية شكلت حركة الشعر العربي الحديث في النصف الثاني من القرن العشرين، وعلاقة هذه الحركة بتأسيس الصحافة الثقافية في لبنان، وصناعتها، كما وضع مداميكها الأولى ورسم معاييرها.
يصف أبي شقرا لـ«الشرق الأوسط» كتابه بأنه: «شهادة للتاريخ، مرآة، كتبت فيه عما يقارب 100 مثقف لبناني وعربي. استغرقتني الكتابة أكثر من سنة. هذا أنني وحدي وليس عندي سكرتيرة أو مساعد، إلا دار النشر هي التي أعانتني». يشرح أبي شقرا، ونحن نسأله إن كان قد خشي وهو يسجل مذكراته المليئة بالأحداث والأسماء الأدبية المعروفة، من ردود فعل غاضبة، ويقول: «لا تجريح ولا إساءة لأحد كي يأتي الكتاب مطابقًا للذوق والأصول. عندي أخلاق ونصاعة في الكتابة وحرص، وهدوء واحترام للآخر، كما كان يسميني محمد الماغوط (المرشد الجمالي) الذي لا يسقط دون مرتبة الجمال. لذلك أسميت كتابي (شوقي أبي شقرا يتذكر... كلمتي راعية وأقحوانة في السهول، ولا تخجل أن تتعرى)».
«الأقحوانة» تتعرى إذن، إنما بشيء من الخفر، لتروي مسارًا استمر لأكثر من خمسين سنة. ففي عام 1965 وبعد أن ترك «مدرسة الحكمة» وعمل أستاذا كان أبي شقرا (الذي بلغ ثمانينه اليوم)، أحد مؤسسي «حلقة الثريا» مع رفاقه جورج غانم، وإدمون رزق وميشال نعمة. حركة أدبية في مدينة تتفتح على نهضة، وبلد يتحول إلى جسر. شغف القراءات لبعضهم بعضا، الندوات التي تجعل الحلقة تكبر، الأمسيات والنقاشات. هناك في «الثريا» سيلتقي نور سلمان، جورج شامي، وأنور سلمان. حركة لا تزال تدور في إطار كلاسيكيي، لكنها محطة للقفز إلى مكان أكثر رحابة إلى مجلة «شعر»، حيث المغامرة مفتوحة على التغيير، والحرية والاختبار والتجريب، وصداقات تمتد جسورها مع شعراء عرب وجدوا لهم في بيروت، ومع «جماعة شعر» مكانًا لصياغة القصيدة الجديدة، يوم كان الشعر الكلاسيكي حاضرًا بقوة. هناك التقى بدر شاكر السياب، جبرا إبراهيم جبرا، نازك الملائكة، وأدونيس. هذا الأخير الذي «بعد صداقة قوية بيننا، جاء النفور. حين يتطور الإنسان، يصبح لكل آراؤه، ونحن كل منا تطور في اتجاه». الماغوط وأبي شقرا الذي كان يضع لمساته على القصائد، عملا على تحرير مجلة «شعر». هذا لم يكن يعجب أدونيس الذي وجد فيما يسميه أبي شقرا تنظيفًا للقصيدة، مبالغة في التصحيح. «كان خلافنا شعريًا بالمطلق، لكن في الحقيقة ما من سبب جوهري. أدونيس ويوسف الخال، جاء كل منهما إلى المجلة وفي رصيده قصائد كلاسيكية على الوزن والقافية. لم تكن هذه حالتي وصرت أشكل نصوصي بطابع جديد. كانت روح التحدي سائدة بيني وبين أدونيس، هو من طريق وأنا من طريق». يصف أبي شقرا خلال حديثه عن أدونيس «بأنه بقي على النمط النابع من التراث. إنه نمط هوسي ومنطقي بالتفكير. من ناحيتنا كانت عندنا الحركة مفتوحة. ثم وجدنا أن الوزن والقافية استوعبتا التجربة الجديدة في العالم العربي».
يستدرك الشاعر وهو يتحدث عن تجربته: «هنا أريد أن أتوقف لأشكر المثقف التونسي القوي والبليغ محمد علي اليوسفي، الذي أقدره كثيرًا فقد كتب عن كتابي (صلاة الاشتياق في سرير الوحدة) عندما صدر عام 1995 يقول: «هذه اللغة عند شوقي أبي شقرا دون غيرها، جديدة على اللغة العربية».
يتحدث أبي شقرا بشغف عن تجربته الرائدة والمديدة في جريدة «النهار» التي انتقل إليها حاملا مهاراته في التحرير من مجلة «شعر»: «كان عندي نظرة وقدرة على التنظيف والتشذيب والصياغة، فعلت تمامًا كما كنت أفعل في مجلة (شعر*». يروي أبي شقرا أنه وصل إلى «النهار» فوجد الصفحتين الموجودتين في وسط الجريدة، متروكتين للارتجال والفراغ، «عندها قلت لفرنسوا عقل، أعطني صفحة، بيضاء أخصصها للثقافة. لم تكن قبل ذلك صفحات يومية للثقافة كما هي السياسة. في مصر كانت الصفحات أسبوعية. خضنا تجارب ثقافية كثيرة في (النهار)، منها الملحق الثقافي أيضا، قمنا بجهد لا يضاهيه جهد». معلوم أن أبي شقرا فتح صفحات «النهار» أمام شبان صغار، مبتدئين في الكتابة. كثر يقولون: إنهم كانوا يضعون نصوصهم في صندوق البريد في مبنى الجريدة ويجدونها منشورة في اليوم التالي. ليسوا في حاجة إلى مقابلة الرجل، طالما أنه قرر النشر بالحكم على النص، هذا شرع الباب أمام لبنانيين وعرب كثر، من بين هؤلاء سعدي يوسف الذي نشر قصيدة له على صفحات «النهار» وكان عمره 18 عامًا. النصوص لم تكن كلها بديعة، نقول له ومع ذلك نشرتها: «هؤلاء اشتغلت على قصائدهم كما كنت أفعل في مجلة (شعر)، وكانوا لا يغضبون، بل يأتون ويشكرونني أحيانًا ولو تحت ستار الحياء، لتنظيفي القصائد وصياغة المحتوى». يستدرك حين سؤاله إن لم يكن بعض هؤلاء قد خذلوه في مسارهم الشعري، بعد أن لمعت أسماؤهم، ويقول: «البعض فهم خطأ احتفائي باللغة. هذه الطريقة التي اتبعت منذ مجلة (شعر)، فيها التروي والتأنق قبل النشر. العمل على اللغة يكون كما الشغل على سبحة، على كل ما هو ثمين. هناك شعراء استسهلوا واستعجلوا، لم يهتموا إلى الجدار المتين الذي يحفظ الرونق. إنهم يلقون الكلام على عواهنه. لذلك؛ أقول إن مجلة «شعر» كانت ظالمة، لأنها اعتنت بالقصيدة من كل جوانبها، قبل نشرها، كي تكون جيدة جدًا وباقية للزمن. الوزن والقافية في الشعر الكلاسيكي، هما الثوب الذي يغطي القصيدة، حين ذهبا ونزل الشعراء عن المنبر ضاع بعضهم. صارت العناية بترتيب الألفاظ والجملة، دون القبض على سر القصيدة. ولكل قصيدة سر».
في جعبة أبي شقرا الكثير من الذكريات التي ستصدر في 816 صفحة عن «دار نلسن» في بيروت بالشراكة مع «مجلة الحركة الشعرية» في المكسيك، لكن صاحب الكتاب يقول: إن هذه الأجواء الشعرية العامرة ليست هي التي استغرقته وهو يكتب، وإنما «مرحلة الذات المقهورة في الطفولة، موت الوالد الذي كان يعمل في قوى الأمن الداخلي في الأربعينات، بحادث سيارة، ثم انتقال العائلة إلى بيروت. ذاتي المقهورة هناك أيضًا، جراء حياتي في المدرسة الداخلية دون حنان أو رحمة، أنا وأخي الصغير. والدنا كان عنده شفقة كيانية علينا كما كل أب محب، كان يريد لنا أن ننتقل من رشميا وتتحسن حياتنا. هذا كله افتقدناه. ثم القهر مع احتكاكي بالعالم حين بدأت العمل ودخلت عالم الصحافة». ويعلق ناشر الكتاب سليمان بختي «بأن هذا اليتم المبكر يكاد يصبغ حياة بأكملها. وكأنه كان في الفردوس وخرج منه. تركه المدرسة بعد المرحلة الثانوية واضطراره إلى العمل في التعليم ومساره الشاق في عالم الأدب. كان دائمًا يعمل بشغف وكدّ، واجدًا في ذلك تعويضًا عن الفقد. كان دائمًا يعيش نوعًا من التحدي وكأنما لا يزال يصارع للخروج من تلك الطفولة القاسية. وجد في اللغة وهو يطوعها ويقولبها ويستخدمها، بدلاً عن ضائع، حيث يذهب إلى الخيال والمشاعر والفنتازيا والأدب تعويضًا عن حياة هدرت. يبقى عنده الوجع والحرقة وإحساسه بأنه انتقم بالشعر ومن الشعر انتقام النبيل الذي يوقع الفارس عن الحصان ولا يقتله».
وهل بقي القهر مستمرًا حين أخرجت من صحيفة «النهار» وقد قضيت هناك أكثر من ثلاثين سنة؟ نسأل أبي شقرا، فيجيب: «لم أطلع من النهار مقهورًا، وما همني العقوق. عند خروجي كان ثمة اعتبارات قليلة جيدة، والباقي كما هو معروف عند أصحاب الشغل. نحن من أحضرنا روح الأدب إلى روح الصحافة، ولسنا كأهل المهنة، ممن جاءوا بعدنا يتبعون طريقًا واحدًا. أردنا الثقافة يومية لتأخذ حقها تمامًا كما السياسة، ووضعناها على الصفحة الأولى. قمنا بعمل من حيث الكمية والجهد لا يضاهيه آخر».
يستخدم أبي شقرا وهو يتحدث صيغة الجمع «نحن» ليتكلم عن ذاته، حتى في مذكراته لم يستسغ الكتابة بصيغة الـ«أنا» فتوقف بعض الوقت وتريث، باحثًا عن حلّ، قبل أن يعاود الكتابة.
إنه رجل مؤسس. كان شريكًا حقيقيًا، في «حلقة الثريا» و مجلة «شعر» وترجم قصائد عن الفرنسية لشعراء كبار مثل: رامبو، ولوتريامون، وأبولينير، وريفيردي. كان مؤسسًا أيضًا لأول صفحة ثقافية يومية في لبنان، بعدما جاء به صديقه أنسي الحاج من جريدة «الزمان» إلى «النهار»، وجعلها صفحة عصرية أدخل عليها المسرح والرسم ومقالات النقد السينمائي التي كان يكتبها بالفرنسية سمير نصري، ويترجمها له إلى العربية. وفي رأي سليمان بختي أن أبي شقرا «لم يفتح فقط صفحته على التجارب والنصوص، كما لم يفعل أحد من قبل، وإنما كرّس الحدث الثقافي كأولوية حين يتعلق الأمر بمهرجان بعلبك أو أحداث على هذا المستوى. وبخاصة أن الرجل كانت تسند إليه مسؤولية التحرير السياسي عند الحاجة، وحتى الصفحة الأولى. وخلال الحرب الأهلية بقي لسنوات يحرر جزءًا مهمًا من الجريدة في بيته. لذلك هو يشعر بالعقوق والمرارة».
في الكتاب الذي سيصدر، يوجد فصل خاص عمن عمل معهم أسماه «شعب النهار»: كتاب، وصحافيون، وأصدقاء. وفيه المقالات التي نشرها في مجلة «الغاوون»، وكلام في قضايا نقدية، وإعادة استذكار لكتبه واحدًا واحدًا، وفيه وثائق وصور من بينها ما هو شخصي أو تجمعه مع «جماعة شعر» أو كتاب كبار، وعودة إلى التكريمات التي أقيمت له، سواء في «الجامعة الأميركية» أو «الحركة الثقافية - أنطلياس»، وفي الختام تحت عنوان «بيتي تأملات» كلام عن الشعر وعلاقته بالآفاق العالمية.
وعلى الغلاف الأخير نقرأ: «ربما، من الموجة المقدامة، ومن الشاطئ الذي لا يكذب، بل يزبد ويقول الحق. قول الحق ولو كان انبطاحًا على الحضيض».



«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
TT

«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

كرّمت «جائزةُ الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي»، بدولة قطر، مساء الثلاثاء، الفائزين في فئات الدورة العاشرة، وذلك خلال حفل كبير حضره الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لأمير البلاد، وشخصيات بارزة، وأعضاء البعثات الدبلوماسية، ونخبة من الباحثين والعاملين بمجال الترجمة.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المترجمين وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين شعوب العالم، وتقدير دورهم عربياً وعالمياً في مد جسور التواصل بين الأمم، ومكافأة التميز في هذا المجال، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع، والتعددية والانفتاح.

الشيخ ثاني بن حمد لدى حضوره حفل تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

كما تطمح إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي، وتشجيع عمليات المثاقفة الناضجة بين اللغة العربية وبقية لغات العالم عبر فعاليات الترجمة والتعريب، ويبلغ مجمل قيمة الجائزة في مختلف فئاتها مليوني دولار أميركي.

وقال الدكتور حسن النعمة، أمين عام الجائزة، إنها «تساهم في تعزيز قيم إنسانية حضارةً وأدباً وعلماً وفناً، اقتداءً بأسلافنا الذي أسهموا في بناء هذه الحضارة وسطروا لنا في أسفار تاريخها أمجاداً ما زلنا نحن اليوم الأبناء نحتفل بل ونتيه مفتخرين بذلك الإسهام الحضاري العربي في التراث الإنساني العالمي».

وأشاد النعمة بالكتاب والعلماء الذين ترجموا وأسهموا في إنجاز هذه الجائزة، وبجهود القائمين عليها «الذين دأبوا على إنجاحها وإخراجها لنا في كل عام لتكون بهجة ومسرة لنا وهدية من هدايا الفكر التي نحن بها حريُّون بأن نرى عالمنا أجمل وأسعد وأبهج وأرقى».

الدكتور حسن النعمة أمين عام الجائزة (الشرق الأوسط)

من جانب آخر، أعربت المترجمة والأكاديمية، ستيفاني دوغول، في كلمة نيابة عن الضيوف وممثلة للمترجمين، عن شكرها لجهود دولة قطر وجائزة الشيخ حمد للترجمة في تكريم المترجمين والمثقفين من كل أنحاء العالم، موجهة التحية لجميع الفائزين، وللغة العربية.

يشار إلى أنه في عام 2024، توصلت الجائزة بمشاركات من 35 دولة حول العالم، تمثل أفراداً ومؤسسات معنية بالترجمة، من بينها 17 دولة عربية. وقد اختيرت اللغة الفرنسية لغة رئيسية ثانية إلى جانب اللغة الإنجليزية، بينما اختيرت الهنغارية والبلوشية والتترية واليوربا في فئة اللغات القليلة الانتشار.

الفائزون بالدورة العاشرة

وفاز بالجائزة هذا العام «فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية»، في المركز الثاني رانية سماره عن ترجمة كتاب «نجمة البحر» لإلياس خوري، والثالث إلياس أمْحَرار عن ترجمة كتاب «نكت المحصول في علم الأصول» لأبي بكر ابن العربي، والثالث (مكرر): ستيفاني دوغول عن ترجمة كتاب «سمّ في الهواء» لجبور دويهي.

وعن «فئة الترجمة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية»، فاز بالمركز الثاني الحُسين بَنُو هاشم عن ترجمة كتاب «الإمبراطورية الخَطابية» لشاييم بيرلمان، والثاني (مكرر) محمد آيت حنا عن ترجمة كتاب «كونت مونت كريستو» لألكسندر دوما، والثالث زياد السيد محمد فروح عن ترجمة كتاب «في نظم القرآن، قراءة في نظم السور الثلاث والثلاثين الأخيرة من القرآن في ضوء منهج التحليل البلاغي» لميشيل كويبرس، والثالث (مكرر): لينا بدر عن ترجمة كتاب «صحراء» لجان ماري غوستاف لوكليزيو.

من ندوة «الترجمة من اللغة العربية وإليها... واقع وآفاق» (الشرق الأوسط)

أما (الجائزة التشجيعية)، فحصل عليها: عبد الواحد العلمي عن ترجمة كتاب «نبي الإسلام» لمحمد حميد الله. بينما فاز في «فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية»، حصلت على المركز الثالث: طاهرة قطب الدين عن ترجمة كتاب «نهج البلاغة» للشريف الرضي. وذهبت الجائزة التشجيعية إلى إميلي درومستا (EMILY DRUMSTA) عن ترجمة المجموعة الشعرية «ثورة على الشمس» لنازك الملائكة.

وفي (فئة الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية) حصل على المركز الثاني مصطفى الفقي وحسام صبري عن ترجمة كتاب «دليل أكسفورد للدراسات القرآنية» من تحرير محمد عبد الحليم ومصطفى شاه، والثاني (مكرر): علاء مصري النهر عن ترجمة كتاب «صلاح الدين وسقوط مملكة بيت المقدس» لستانلي لين بول.

وفي «فئة الإنجاز»، في قسم اللغة الفرنسية: (مؤسسة البراق)، و(دار الكتاب الجديد المتحدة)، و«في قسم اللغة الإنجليزية»: (مركز نهوض للدراسات والبحوث)، و(تشارلز بترورث (Charles E. Butterworth)، وفي لغة اليورُبا: شرف الدين باديبو راجي، ومشهود محمود جمبا. وفي «اللغة التترية»: جامعة قازان الإسلامية، و«في قسم اللغة البلوشية»: دار الضامران للنشر، و«في اللغة الهنغارية»: جامعة أوتفوش لوراند، وهيئة مسلمي المجر، وعبد الله عبد العاطي عبد السلام محمد النجار، ونافع معلا.

من ندوة «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة» (الشرق الأوسط)

عقدٌ من الإنجاز

وعقدت الجائزة في الذكرى العاشرة لتأسيسها ندوة ثقافية وفكرية، جمعت نخبة من أهم العاملين في مجال الترجمة والمثاقفة من اللغة العربية وإليها، تتناول الندوة في (الجلسة الأولى): «الترجمة من اللغة العربية وإليها: واقع وآفاق»، بينما تتناول (الجلسة الثانية): «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة، وكيفية تطوير هذا الدور».

وخلال مشوارها في عشر سنوات، كرّمت الجائزة مئات العاملين في الترجمة من الأفراد والمؤسسات، في نحو 50 بلداً، لتفتح بذلك آفاقاً واسعة لالتقاء الثقافات، عبر التشجيع على الاهتمام بالترجمة والتعريب، ولتصبح الأكبر عالمياً في الترجمة من اللغة العربية وإليها، حيث اهتمت بها أكثر من 40 لغة، كما بلغت القيمة الإجمالية السنوية لمجموع جوائزها مليوني دولار.

ومنذ تأسيسها، كرمت الجائزة 27 مؤسسة ودار نشر من المؤسسات التي لها دور مهم في الترجمة، و157 مترجماً و30 مترجمة، حيث فاز كثيرون من مختلف اللغات الحية عبر العالم. حتى اللغات التي يتحدث بها بضعة ملايين بلغتها الجائزة وكرمت رواد الترجمة فيها من العربية وإليها. أما اللغات الكبرى في العالم فكان لها نصيب وافر من التكريم، مثل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألانية والصينية والكورية واليابانية والتركية والفارسية والروسية.

وشملت الجائزة كذلك ميادين القواميس والمعاجم والجوائز التشجيعية للمترجمين الشباب وللمؤسسات الناشئة ذات الجهد الترجمي، وغطت مجالات الترجمة شتى التخصصات الإنسانية كاللغوية والتاريخية والدينية والأدبية والاجتماعية والجغرافية.

وتتوزع فئاتها على فئتين: «الكتب المفردة»، و«الإنجاز»، تختص الأولى بالترجمات الفردية، سواء من اللغة العربية أو إليها، وذلك ضمن اللغات الرئيسية المنصوص عليها في هذه الفئة. وتقبل الترشيحات من قبل المترشح نفسه، ويمكن أيضاً ترشيح الترجمات من قبل الأفراد أو المؤسسات.

أما الثانية فتختص بتكريم الجهود الطويلة الأمد المبذولة من قبل الأفراد والمؤسسات في مجال الترجمة من اللغة العربية أو إليها، في عدة لغات مختارة كل عام، وتُمنح الجائزة بناء على عدد من الأعمال المنجزة والمساهمة في إثراء التواصل الثقافي والمعرفي.