إسرائيل ترضخ لمطالب الأسرى بعد تهديدهم بالعودة للإضراب

الاتفاق يتضمن إلغاء كافة العقوبات التي فرضتها مصلحة السجون على المعتقلين الفلسطينيين

فلسطينيون يوقدون الشموع أثناء مظاهرة أمام مقر الصليب الأحمر في غزة تطالب بالافراج عن المعتقلين في السجون الإسرائيلية (غيتي)
فلسطينيون يوقدون الشموع أثناء مظاهرة أمام مقر الصليب الأحمر في غزة تطالب بالافراج عن المعتقلين في السجون الإسرائيلية (غيتي)
TT

إسرائيل ترضخ لمطالب الأسرى بعد تهديدهم بالعودة للإضراب

فلسطينيون يوقدون الشموع أثناء مظاهرة أمام مقر الصليب الأحمر في غزة تطالب بالافراج عن المعتقلين في السجون الإسرائيلية (غيتي)
فلسطينيون يوقدون الشموع أثناء مظاهرة أمام مقر الصليب الأحمر في غزة تطالب بالافراج عن المعتقلين في السجون الإسرائيلية (غيتي)

بعد ساعات من توجيه تحذير من قادة الأسرى الفلسطينيين داخل سجون إسرائيل بإعلان الإضراب ردًا على تصعيد القمع، تراجعت مصلحة السجون، واضطرت إلى التوصل إلى اتفاق معهم على التهدئة.
وأفاد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الوزير عيسى قراقع بأن اتفاقًا تم أمس بين الهيئة القيادية لأسرى حركة حماس وإدارة مصلحة السجون، موضحًا أن الاتفاق يتضمن وقف التصعيد وإلغاء كافة العقوبات التي فرضتها مصلحة السجون على الأسرى، وإعادة الأسرى المنقولين والمعزولين لغرفهم وأقسامهم الأسبوع المقبل، بالإضافة إلى منع دخول وحدة «متسادا» القمعية إلى غرف الأسرى.
وكان قادة الأسرى قد وجهوا رسالة إلى إدارة مصلحة سجون الاحتلال، أمهلوها فيها حتى غد (الأحد) لعودة الهدوء التام إلى السجون والمعتقلات، والكف عن قمع الأسرى، ووقف عمليات النقل والعزل والعقوبات، التي فرضت عليهم خلال اليومين الماضيين، وقالوا في رسالتهم الاحتجاجية: «إذا لم تتوقفوا فإن الأسرى سيعودون إلى إجراءاتهم الكفاحية وتصعيد نضالهم داخل السجون، إلى حد الإضراب».
وأكدت مصادر فلسطينية تتابع أوضاع الأسرى أن حالة من التوتر والقلق الشديدين تسود أوساط الأسرى بعد أن أجرت إدارة مصلحة السجون، مساء أول من أمس، تنقيلات قمعية داخل سجن النقب، طالت 480 أسيرًا من قسمي 1 و3. كما نقلت 13 أسيرًا من السجن إلى سجون أخرى.
وقال مركز أسرى فلسطين للدراسات إن أسرى حماس في سجون الاحتلال أمهلوا إدارة السجون فرصة أخيرة لعودة الهدوء داخل السجون على أن تتم الاستجابة لمطالبهم. فيما قالت أمينة الطويل، الناطقة الإعلامية للمركز، في بيان صحافي أمس إن جلسة حوار مطولة وعاصفة عقدت مساء أول من أمس، بحضور أعضاء من الهيئة القيادية العليا لحركة حماس، وعلى رأسهم الأسير مجاهد الهور وممثلون عن إدارة السجون والاستخبارات العسكرية، طرح فيها الأسرى مطالبهم.
وأضافت الطويل أن الأسرى أصرّوا على مطالبهم، التي تمثلت بالالتزام بعدم استدعاء وحدات «متسادا» لاقتحامات السجون بشكل نهائي، وإنهاء عزل رئيس الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس الأسير محمد عرمان، والأسير عبد الناصر عيسى في عزل الجلمة، ونقلهما إلى سجن «أوهلي كدار»، وإعادة الأسرى الآخرين الذين جرى نقلهم نتيجة الأحداث التي وقعت في سجني نفحة والنقب.
وأشارت الطويل إلى أن إدارة السجن غير قادرة على استيعاب وقوع عمليتي طعن داخل سجون الاحتلال في غضون 6 ساعات فقط، وأنها تتخوف من حدوث عمليات مماثلة، مما دفعها لاستجداء الهدوء من الأسرى. وهكذا تم التوصل إلى اتفاق التهدئة.
الجدير ذكره أن عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال تجاوز ثمانية آلاف أسير، وهم يتعرضون للقمع بشكل ممنهج. إلا أن الأيام الأخيرة شهدت تصعيدًا جديدًا في حدة القمع.
من جهة ثانية، انضم أسير فلسطيني جديد إلى قسم المساجين المحكومين، يدعى مجد جواد عويضة (23 عامًا) من مدينة غزة، وذلك بعد أن أصدرت محكمة بئر السبع الإسرائيلية حكمًا بسجنه 9 سنوات بتهمة اختراق المنظومة المحوسبة للطائرات دون طيار في الجيش الإسرائيلي، واختراق حواسيب الشرطة ومتابعة حركة الطيران في مطار اللد.
وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلت مهندس الحاسوب عويضة القابع في سجن عسقلان منذ فبراير (شباط) سنة 2016، عند معبر بيت حانون شمال القطاع أثناء توجهه إلى الضفة المحتلة، رغم حصوله على التصاريح اللازمة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.