نتنياهو سيبحث مع ماي «خطر التهديد الإيراني»

رئيس الوزراء الإسرائيلي في لندن قبل لقاء ترمب

نتنياهو سيبحث مع ماي «خطر التهديد الإيراني»
TT

نتنياهو سيبحث مع ماي «خطر التهديد الإيراني»

نتنياهو سيبحث مع ماي «خطر التهديد الإيراني»

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه سيلتقي رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في لندن الأحد المقبل، مضيفا أنه سيبحث الأوضاع في الشرق الأوسط والأخطار القادمة من إيران ضد مصالح دول وشعوب المنطقة والعالم.
سيكون هذا هو اللقاء الأول بينهما منذ توليها رئاسة الحكومة، بعد استقالة ديفيد كاميرون، إثر خسارته في الاستفتاء الشعبي حول الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
ويأتي اللقاء بين نتنياهو وماي بعد أيام من لقاء الأخيرة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقبل عشرة أيام من لقاء نتنياهو وترامب في واشنطن.
وكان نتنياهو قد طلب إلغاء اللقاء مع ماي، في أعقاب الكشف عن إسهام بريطانيا بشكل رئيسي في صياغة مشروع قرار مجلس الأمن 2334 في موضوع المستوطنات، ودفعه للتصويت.
وقال دبلوماسيون من إسرائيل والغرب إن رجال قانون بريطانيين عملوا مع الفلسطينيين على صياغة القرار قبل توزيعه من قبل مصر. وقام البريطانيون بذلك سرا ومن دون تبليغ إسرائيل، وبعد تراجع مصر عن تقديم مشروع القرار للتصويت في مجلس الأمن، توجه البريطانيون إلى نيوزيلاندا وحثوها على مواصلة دفع القانون والتصويت عليه حتى مع معارضة مصر.
قبل ثلاثة أسابيع، اعترف وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، خلال نقاش سياسي، قال: «أريد التذكير بأن بريطانيا كانت ضالعة عن قرب في صياغة القرار 2334... لقد بادرت مصر إلى هذا القرار لكننا دعمناه فقط لأنه تضمن صياغات جديدة بشأن الإرهاب الرهيب الذي تعاني منه إسرائيل يوميا».
وعشية دخول ترمب إلى البيت الأبيض، غيرت بريطانيا من خطها العلني في المسألة الإسرائيلية – البريطانية؛ فقد نشر ديوان ماي بيانا ضد خطاب وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري، وانتقدت خطته بشدة. وبعد عدة أيام منعت بريطانيا اتخاذ قرار في مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بتبني البيان الختامي بمؤتمر السلام في باريس، الذي كانت بريطانيا قد رفضت التوقيع عليه في المؤتمر، علما بأن وزير خارجيتها لم يشارك في مؤتمر باريس ولا حتى السفير البريطاني لدى باريس، وإنما تم إرسال مندوب صغير جدا للتعبير عن عدم رضا بريطانيا عن الخطوة الفرنسية.
وبعد المؤتمر نشرت وزارة الخارجية البريطانية بيانا قالت فيه إن بريطانيا تتحفظ على نتائج المؤتمر؛ لأن من شأنه تصليب الموقف الفلسطيني في كل مفاوضات مستقبلية، كما أكدت أنها تحفظت على عقد المؤتمر لأنه عقد خلافا لموقف إسرائيل، وقبل عدة أيام من أداء الرئيس ترمب اليمين الدستورية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.