بين الخطأ والصواب

أمل جديد لمريضات سرطان الثدي المتقدم

من الخطأ أن تظل مريضات سرطان الثدي على مستوى الخوف والفزع الذي كُنّ عليه قبل عقد أو عقدين من الزمن، حين كان الموت هو المصير الوحيد لمن أصبن به. فاليوم أصبح الشفاء هو مصيرهن بعد اكتشاف كثير من العقاقير المطورة ذات الآثار الجانبية الأقل.
ويعتبر سرطان الثدي من أكثر أمراض السرطان شيوعًا بين النساء في المملكة، وتبلغ نسبته 29.1 في المائة، وفقًا لإحصائيات عام 2013، ويُتوقع تنامي المرض من حيث حالات ظهوره والوفيات التي يتسبب فيها، فهو المسؤول عن 21 في المائة من وفيات النساء بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفقًا لتصريح الدكتورة سامية العمودي، الرئيس التنفيذي لمركز الشيخ محمد حسين العمودي للتميز في سرطان الثدي.
ووفقًا لدراسة قدمت في المؤتمر الدولي السابع لمستجدات سرطان الثدي الذي نظمته الشؤون الصحية بالقطاع الغربي لوزارة الحرس الوطني وأعدها د. عز الدين إبراهيم، المدير الطبي ورئيس مركز طب الأورام بالمركز الطبي الدولي في جدة، أنه مع تطبيق مفهوم شخصنة العلاج، أصبحت هناك بدائل متعددة للعلاج استطاعت أن تخفض نسبة الوفيات إلى 30 في المائة، وتقلل فرص عودة المرض بنسبة 40 و50 في المائة، وذلك بفضل اكتشاف العقاقير الحديثة ذات الفعالية الكبيرة.
وكانت دراسات أميركية سابقة شاركت نساء في سن اليأس كن يعانين من سرطان الثدي ER+ve / HER2 - ve ولم يخضعن لأي علاج من قبل. تم اختيار المشاركات عشوائيًا ليُعْطَين عقارا جديدا «بالبوسيكليب» (palbociclib)، الذي يعمل على تثبيط الإنزيمات المسماة Kinases (CDK) 4 & 6 التي تزيد نمو الخلايا السرطانية. أعطيت المجموعة الأولى العقار بعد مزجه مع عقار آخر مضاد للسرطان «ليتروزول» (Letrozole)، وأعطيت المجموعة الثانية عقار «ليتروزول» لوحده. أظهرت نتائج الدراسة أن من أُعطين «بالبوسيكليب» ممزوجًا مع «ليتروزول» عشن نحو 20.2 شهر من دون أن يطرأ عليهن أي تطور أو تقدم، بينما من أُعطين «ليتروزول» لوحده طرأ عليهن التغير خلال 10.2 شهور.
تم اعتماد «بالبوسيكليب» العام الماضي من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية كأول مثبط إنزيمي 4 / 6 (CDK 4 / 6) محتوٍ على مادة «السيكلين»، كما حصل أخيرًا على اعتماد الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية.
الجدير بالذكر أن الجرعة الموصى بها من عقار «بالبوسيكليب» تبلغ 125 ملليغرامًا تؤخذ عن طريق الفم لمدة 21 يومًا، متبوعةً بـ7 أيام يتم التوقف فيها عن العلاج، ضمن دورة علاجية تبلغ في مجملها 28 يومًا. ويُؤخذ الدواء مع الأكل بعد مزجه مع «ليتروزول» 2.5 ملليغرام يوميًا وباستمرار. وتُوصى المريضات بأخذ الجرعة العلاجية في الفترة الزمنية ذاتها من كل يوم تقريبًا، ولا يجب أن تُقرن مع علاج آخر سوى «ليتروزول».

الفاكهة قد تساعد في منع السمنة

تشير الإحصاءات العالمية إلى زيادة مطردة في أعداد المصابين بالسمنة على درجاتها المختلفة، مع عدم الاكتراث من غالبيتهم في اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن مع ممارسة الرياضة البدنية بانتظام. وعليه، لجأ العلماء للبحث عن حلول ووسائل تنقذ هؤلاء من مضاعفات السمنة الخطيرة التي ستلحق بهم في مرحلة ما من أعمارهم. فكان التوجه إلى الفاكهة، علَّها توفر استراتيجية جديدة للوقاية من السمنة.
وفي دراسة أميركية نشرت في «الدورية الدولية للسمنة» International Journal of Obesity عام 2015 للتحقق من تأثير مادة «ريسفيراترول» resveratrol، وهي من مجموعة «البوليفينول» الغذائية القادرة على منع السمنة ومضاعفاتها في كل من البشر والنماذج الحيوانية، وذلك من خلال تطوير خلايا شحمية ذات اللون البني في الأنسجة الدهنية البيضاء تساعد على الحد من السمنة. ووجدوا تشكيل خلايا شحمية في الأنسجة الدهنية البيضاء بالمنطقة الإربية.
ووفقًا لهذه الدراسة، قام الباحثون من جامعة ولاية واشنطن (بولمان) بتغذية الفئران المختبرية بنظام غذائي عالي الدهون. وبالإضافة إلى ذلك، تلقت مجموعة واحدة من القوارض «ريسفيراترول» بكميات تعادل ثلاث حصص من الفواكه التي تعطى للبشر يوميا (340 غرامًا). وأظهرت الدراسة أن هذه الفئران قل وزنها بنسبة 40 في المائة مقارنة مع مجموعة التحكم التي تغذت فقط على نظام غذائي عالي الدهون.
ولتفسير هذا التأثير، أوضح رئيس فريق البحث الدكتور مين دو Min Du أن «البوليفينول» في الفاكهة، بما في ذلك ريسفيراترول، يعمل على زيادة التأثير الجيني الذي يعزز أكسدة الدهون الغذائية، وبالتالي فلن تكون هناك زيادة في الوزن، كما أنها تعمل على تحويل الدهون البيضاء إلى دهون بنية لها خاصية حرق الشحوم في صورة حرارة - فتساعد على إبقاء الجسم في حالة توازن وتمنع البدانة أو اختلال التمثيل الغذائي. ووجد أن هذه العملية تتم من خلال نوع من البروتين يسمى «AMPK»، يقوم بتنظيم عمليات استقلاب الطاقة في الجسم.
وملخص هذه الدراسة أن المستويات العالية من مادة الـ«ريسفيراترول» و«بوليفينول»، الموجودة في ثمار التوت والعنب والتفاح، تستطيع تكوين خلايا شحمية بنية اللون في الأنسجة الدهنية البيضاء بالمنطقة الإربية (iWAT) عبر تفعيل البروتين المسمى AMPKα1، وبالتالي فإن التأثير المفيد للـ«ريسفيراترول» كمضاد للسمنة، ربما يعود جزئيًا إلى عملية تحويل الخلايا الشحمية من بيضاء إلى «بيج»، وكنتيجة لذلك، يزداد استهلاك الأكسجين الذي يؤدي إلى الاحتراق.

استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة