أبلغ فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الليبية المدعومة من الأمم المتحدة، كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي اليوم (الخميس) أنه يجب على الاتحاد أن يدفع المزيد من الأموال للحصول على مساعدة طرابلس في الحد من تدفق المهاجرين الأفارقة إلى أوروبا.
والسراج في بروكسل عشية اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي في مالطا، حيث من المتوقع أن يلقوا بثقلهم وراء جهود جديدة لوقف وصول اللاجئين والمهاجرين الأفارقة عبر ليبيا إلى إيطاليا.
ويعزز الاتحاد تدريب خفر السواحل الليبي، ويعرض المزيد من المال والمساعدات لليبيا وغيرها من البلدان الأفريقية حتى تتمكن من إحكام السيطرة على حدودها لمنع تسلل المهاجرين الراغبين في حياة أفضل في أوروبا.
لكن في تصريحات مشتركة مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، الذي سيرأس قمة الاتحاد الأوروبي في مالطا غدا (الجمعة)، قال السراج إن ذلك ليس كافيا.
وعبر السراج عن أمله في أن تكون آليات الاتحاد الأوروبي لمساعدة ليبيا أكثر عملية. وقال إنه لن يذكر قيمة الأموال المخصصة لليبيا في هذا الصدد لكونها قليلة للغاية.
ولم يعلن الاتحاد الأوروبي قيمة مساعداته لليبيا، لكن من المتوقع أن تكون صغيرة جدا مقارنة بمنحة بقيمة ستة مليارات يورو (6.5 مليار دولار) تعهد بها العام الماضي لتركيا في اتفاق نجح في الحد من وصول اللاجئين والمهاجرين من الشرق الأوسط إلى اليونان.
والطريق المحفوف بالمخاطر عبر البحر المتوسط هو البوابة الرئيسية إلى أوروبا التي وصل إليها 181 ألفا في 2016، ويسيطر على هذا الطريق مهربون ينشطون دون محاسبة في ليبيا التي انزلقت إلى الفوضى منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011.
لكن إبرام اتفاق بشأن المهاجرين مع ليبيا أمر صعب.
وقال توسك «أوروبا أثبتت أنها قادرة على غلق الممرات غير المنتظمة للهجرة» في إشارة إلى اتفاقها مع تركيا.
وأضاف قائلا: «الآن حان الوقت لغلق الممر من ليبيا إلى إيطاليا... بوسعنا ذلك. ما نحتاج إليه هو التصميم الكامل على عمل ذلك».
وفضلا عن الوضع الأمني الضعيف للغاية يواجه المهاجرون واللاجئون في ليبيا ظروفا إنسانية قاسية.
وذكر تقرير للأمم المتحدة العام الماضي، أنهم يتعرضون للاحتجاز التعسفي والعمل القسري والاغتصاب والتعذيب. وتناول تقرير ألماني الأسبوع الماضي «ظروفا أشبه بمعسكرات الاعتقال».
وانتقدت مؤسسة الإغاثة العالمية (أوكسفام) مسعى الاتحاد الأوروبي تجاه ليبيا اليوم، وقالت: إنه يمكن وصفه بأنه «استمرار للتخلي عن حقوق المهاجرين، ومنهم اللاجئون».
وأضافت قائلة في بيان إن «خطط توثيق التعاون مع ليبيا هي استعانة متعمدة بمصادر خارجية لمراقبة الهجرة بإسنادها إلى بلد يمزقه الحرب يتعرض فيه المهاجرون لخطر كبير لمعاملة سيئة وربما الوفاة».
وقالت: «الزعماء الأوروبيون يلقون بالأموال إلى السلطات في ليبيا التي تمزقها الحرب، من دون إجراء المراجعات والموازنات اللازمة».
ويبحث الاتحاد الأوروبي في إمكانية توجيه التمويل إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة لتحسين ظروف اللاجئين والمهاجرين في مراكز الإيواء في ليبيا.
لكن مفوضية اللاجئين حذرت من أن لقدرات جماعات المساعدات حدودا فيما يتعلق بالوضع على الأرض، قائلة إنه من بين 34 مركزا معروفا لاحتجاز المهاجرين في ليبيا فإنها استطاعت الوصول إلى 15 منها فقط.
السراج يطلب المزيد من الدعم المالي الأوروبي للحد من الهجرة
السراج يطلب المزيد من الدعم المالي الأوروبي للحد من الهجرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة