موسكو: «دعم سوريا» قد تشارك في تشكيل وفد المعارضة إلى جنيف

دعت لبحث مشروع الدستور في الاجتماعات المقبلة هذا الشهر

ميخائيل بوغدانوف
ميخائيل بوغدانوف
TT

موسكو: «دعم سوريا» قد تشارك في تشكيل وفد المعارضة إلى جنيف

ميخائيل بوغدانوف
ميخائيل بوغدانوف

قال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إنه في حال عجز المعارضة السورية عن تشكيل وفد موحد إلى مفاوضات جنيف، قد تقوم الأمم المتحدة ومجموعة دعم سوريا بتحديد تشكيلة الوفد، هذا في الوقت الذي تواصل فيه وسائل الإعلام الحكومية الروسية الترويج بكثافة لنص مسودة الدستور الذي اقترحه الروس على السوريين.
وقال بوغدانوف للصحافيين في أبوظبي، حيث وصل ضمن الوفد الروسي إلى الدورة الرابعة لمنتدى التعاون الروسي العربي أمس: «إذا كان المعارضون عاجزين عن ذلك، فيمكن للأمم المتحدة أن تعمل بدعم من مجموعة دعم سوريا، التي تضم كثيرًا من الدول العربية وتركيا وإيران والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وأن تنسق تشكيلة للوفد تروق للجميع، لكي يمثل هذا الوفد القوى المذكورة في القرار رقم 2254 لمجلس الأمن الدولي».
ونقلت وكالة (نوفوستي) الروسية أن الدبلوماسي الروسي، اعتبر، أن عقد المفاوضات في «آستانة» يعد نجاحا كبيرا: «لأنه تم إشراك فصائل المعارضة المسلحة في الحوار». وتابع أن المفاوضات في جنيف ستركز على العملية السياسية، إذ سيجري الحديث عن حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، وقضايا اللاجئين، وإعمار الاقتصاد السوري، ومحاربة الإرهاب، والإصلاح الدستوري، والانتخابات المستقبلية.
وتابع بوغدانوف: «نريد أن نساعد دي ميستورا، طبعا، في إطلاق هذه العملية، لكي يكون هناك تمثيل واسع للمعارضة».
وأضاف أن موسكو تأمل في أن تُطرح خلال المفاوضات في جنيف للنقاش المسودة الروسية لمشروع الدستور السوري الجديد.
وأوضح أن العمل على صياغة الدستور الجديد، يتطلب إشراك خبراء في مجال القانون الدستوري. وأعاد إلى الأذهان أن الخبراء الروس في هذا المجال قد قدموا مجموعة اقتراحات حول صيغة الدستور السوري الجديد، وهم تعاونوا خلال هذا العمل مع كثير من الخبراء العرب.
إلى ذلك، تواصل وسائل الإعلام الحكومية الروسية الترويج بكثافة لنص مسودة الدستور الذي اقترحه الروس على السوريين، ويوم أمس نشرت وكالة «ريا نوفوستي» كخبر رئيسي على موقعها، ما قالت إنها «النسخة الأصلية» من مشروع الدستور، والتي اتضح أن مضمونها لا يختلف عن كل ما نشر سابقًا. ومن ثم نشرت الوكالة ذاتها خبرا يقول إن «موسكو تعرب عن أملها في أن تجري مناقشة مسودة الدستور أثناء المفاوضات في جنيف». وتجدر الإشارة إلى أن بيان جنيف المعتمد كأساس لتسوية الأزمة السورية، ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي، أحد مهامها إعداد مسودة مشروع دستور وعرضه على الاستفتاء، لذلك يرى مراقبون أن الإصرار على مناقشة الدستور، دون أي إشارة إلى الجدول الزمني وفق بيان جنيف لهذه الخطوة، ربما يشي بمحاولات روسية لتجاوز بيان جنيف.
وكانت قوى المعارضة السورية قد أعربت عن رفضها الدستور الروسي المقترح، وقال أعضاء وفد الفصائل المسلحة في محادثات «آستانة» إنهم رفضوا تسلم نسخة مسودة الدستور من الروس. ولم يقتصر الرفض على المجموعات التي لم يجر تواصل بينها وبين موسكو بعد، إذ أعرب معارضون سوريون ممن استقبلهم لافروف يوم 27 يناير (كانون الثاني) عن رفضهم لتلك الخطوة الروسية بشكل عام. وكان حسن عبد العظيم، منسق عام هيئة التنسيق الوطني السوري المعارضة، قد أعلن رفض الهيئة بوضوح للدستور المقترح، وقال في تصريحات لوكالة «سبوتنيك» الحكومية: «اعترضنا على صياغة مشروع دستور لسوريا في حميميم من قبل خبراء روس وبعض الموالين للنظام»، مؤكدا أنه أبلغ الجانب الروسي، خلال المحادثات مع لافروف، بأن «ممثلي الشعب السوري قادرون على صياغة إعلان دستوري»، الأمر الذي يجب أن يجري حسب قوله «في بداية المرحلة الانتقالية»، مؤكدا للجانب الروسي «هناك مشاريع جاهزة ومشاريع قيد الدراسة». كما عبر جمال سليمان، ممثل منصة القاهرة عن موقف مماثل، وبلهجة دبلوماسية في حوار على قناة «آر تي» الحكومية، عقب المحادثات معه لافروف، إلى أنه «وفقا لتفاهمات جنيف، لا يحق حتى لقوى المعارضة السورية أن تقترح دستورًا، وهيئة الحكم الانتقالي هي المكلفة بكتابة دستور وطرحه على الشعب السوري» مشددا على أنه «لا يحق لأي جهة إقليمية أو دولية، أو حتى المعارضة، أن تقدم الدستور».



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».