أعلن وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف أمس توجه مختصين روس في مجال الطيران إلى مصر لتفقد أمن المطارات في النصف الأول من شهر فبراير (شباط) الحالي، واتخاذ قرار نهائي بشأن استئناف الرحلات الجوية إلى مصر، والتي يتوقع أن تبدأ خلال مارس (آذار) المقبل، حسب مصادر روسية.
وكانت الطائرة الروسية «متروجت» قد تحطمت في 31 أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، عقب 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي، وأودى الحادث بحياة جميع الركاب البالغ عددهم 224 مسافرا أغلبهم من روسيا. وقد أعلنت موسكو وقتها أن الحادث وقع نتيجة عمل إرهابي، إلا أن اللجنة التي شكلتها مصر للتحقيق قالت إنه لم يثبت ذلك حتى الآن بشكل رسمي.
ومنذ سقوط الطائرة علقت روسيا، وعدد من الدول الغربية، رحلات الطيران إلى مصر. فيما تسعى القاهرة إلى استئناف حركة الطيران واستعادة السياحة الروسية، التي كانت تمثل قبل توقفها نحو 30 في المائة من نسبة الوافدين لمصر، لأن عودتها تشكل دعما قويا للاقتصاد المصري. وفي هذا السياق أوضح أحمد السعيد، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري، لـ«الشرق الأوسط» أن «ربع سكان مصر يعيشون على السياحة ولا بد من إلغاء هذا الحظر الغربي المفروض».
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط (الرسمية) عن سوكولوف أمس قوله: «نحن الآن نعد عملية تفتيش أخرى، بناء على دعوة من الجانب المصري في مجال أمن الطيران لمطارات القاهرة وشرم الشيخ والغردقة، وبناء على هذا التفتيش سيتم إرسال تقرير إلى الحكومة الروسية، وهذا التفتيش سيجري في النصف الأول من شهر فبراير الحالي».
وسبق أن ذكر مجموعة من خبراء السياحة الروس أن السياحة الروسية ستعود إلى مصر خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، حيث يتوقف هذا الأمر على جدول الرحلات الصيفي الذي تضعه شركات الطيران. ونقلت وكالة «أنباء روسيا» الإخبارية على لسان العاملين في مجال السياحة والطيران في موسكو، أن عودة السياحة الروسية إلى مصر يأتي بعد قيام خبراء الطيران الروس قبل بداية العام الحالي بتفتيش مطار القاهرة الدولي، وتأكيدهم أن استئناف الرحلات الجوية إلى مصر سيبدأ في شهر مارس المقبل كحد أقصى.
وأوضحت وسائل إعلام روسية أن الرئيس فلاديمير بوتين تفاوض مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذا الأمر، وأن بوتين أكد مرارا على أن مصر تظل واحدة من البلدان المفضلة التي يقصدها الروس للاستجمام، كما أن روسيا هي بالمثل بالنسبة لمصر، موضحة أن الاتفاق بشأن الحركة الجوية بين البلدين كاد يقترب من نهايته.
وتعاقدت الحكومة المصرية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي مع شركة «كونترول ريسكس» البريطانية لتقييم الإجراءات الأمنية في مطاراتها. من جهته، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري إن مصر تعاني بسبب التدهور في قطاع السياحة، وإن القاهرة لا تطلب من الأوروبيين دعما ماليا، بل تريد زيادة الاستثمارات في مصر، وإلغاء الحظر على السياحة.
وزار النائب أحمد السعيد مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل مطلع الأسبوع، حيث شارك في جلسة استماع حول تطورات الأوضاع في مصر، وعلى هامش الزيارة صرح لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «نحتاج من الاتحاد الأوروبي أشياء كثيرة، وفي مقدمتها الدعم في مجال السياحة، فالسياحة المصرية اليوم لها أهميتها من حيث الدخل... وهناك خمسة ملايين شخص يعملون في قطاع السياحة، ولو افترضنا أن أي عامل مسؤول عن عائلة تتكون من خمسة أفراد، فهذا يعني أن ربع سكان مصر يعتمد على السياحة، لهذا فعندما نسمع عن حظر السفر إلى مصر من بعض الدول الكبرى، وهي البلد الذي يتمتع بوجود ثلثي آثار العالم، وأفضل شواطئ وأحسن طقس... ونسمع البعض يقول إن مصر تعاني مشكلات أمنية، لكن مع كل احترامي أقول إن مصر آمنة أكثر من دول عدة أوروبية، وقد رأينا ما حدث في بروكسل من تفجيرات مثلا».
وأضاف سعيد موضحا أن عودة السياحة إلى سابق عهدها «يستلزم إجراءات كثيرة، لذلك لا بد من تعاون دولي في هذا المجال، وإذا لم يشاهدوا ما نفعل فلا يوجد تعاون مشترك... أنا لا أفضل الحديث عن الدعم المالي، بل دائما أقول لهم أريد منكم دورا في تنمية الاقتصاد المصري بتشجيع المستثمرين».
وعن الإرهاب في سيناء، قال القيادي البرلماني إن «البعض يعتقد للأسف أن سيناء تشتعل بالإرهاب، في حين أنه يجب أن نفرق بين شمال سيناء وجنوب سيناء، فمنتجع شرم الشيخ وكذلك دهب ونويبع (جنوب سيناء) كلها أماكن آمنة، وتعقد فيها المؤتمرات العالمية، وما حدث للطائرة الروسية كان ربما بمثابة ضارة نافعة ترتب عليها تشديد أمن المطارات، لهذا لا يجب أن نقول إن سيناء تعاني مشكلة لأن سيناء منطقة كبيرة... ربما الشمال فقط يعاني، بينما يعتبر الجنوب منطقة عالمية وجاذبة للسياح».
خبراء روس إلى مصر لتفقد أمن المطارات... وتوقع استئناف الرحلات في مارس
قيادي برلماني: ربع السكان يعيشون على السياحة... ولا بد من إلغاء الحظر
خبراء روس إلى مصر لتفقد أمن المطارات... وتوقع استئناف الرحلات في مارس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة