ليبيا تنتقد حظر سفر مواطنيها إلى الولايات المتحدة

شككت في إمكانية حضور مؤتمر رفيع المستوى بواشنطن منتصف هذا الشهر

متظاهرون في مسيرة أمام البيت الأبيض احتجاجًا على قرار ترمب بمنع دخول رعايا 7 دول إسلامية إلى الولايات المتحدة (أ.ف.ب)
متظاهرون في مسيرة أمام البيت الأبيض احتجاجًا على قرار ترمب بمنع دخول رعايا 7 دول إسلامية إلى الولايات المتحدة (أ.ف.ب)
TT

ليبيا تنتقد حظر سفر مواطنيها إلى الولايات المتحدة

متظاهرون في مسيرة أمام البيت الأبيض احتجاجًا على قرار ترمب بمنع دخول رعايا 7 دول إسلامية إلى الولايات المتحدة (أ.ف.ب)
متظاهرون في مسيرة أمام البيت الأبيض احتجاجًا على قرار ترمب بمنع دخول رعايا 7 دول إسلامية إلى الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

انتقدت الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة حظرًا مؤقتًا فرضه الرئيس الأميركي دونالد ترمب على دخول مواطني ليبيا وست دول إسلامية أخرى إلى الولايات المتحدة مما يشكك في إمكانية حضور مؤتمر رفيع المستوى بشأن ليبيا مقرر في واشنطن في منتصف الشهر الحالي.
وجاء الأمر التنفيذي الذي أصدره ترمب في وقت تكتنف فيه حالة ضبابية السياسة الأميركية تجاه ليبيا التي لا تزال غارقة في الفوضى عقب الانتفاضة على معمر القذافي.
وحظيت حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة بدعم قوي من إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لكنها ما زالت تحاول بسط نفوذها في طرابلس وباقي أنحاء ليبيا.
ورحبت فصائل في شرق ليبيا متحالفة مع حكومة منافسة ومع القائد العسكري القوي خليفة حفتر بانتخاب ترمب أملة في مزيد من الدعم لموقفها المعادي للمتشددين.
وأغضب الحظر بعض الليبيين وبينهم طلبة يدرسون أو يخططون للدراسة في الولايات المتحدة. ووصف محمد سيالة وزير الخارجية بحكومة الوفاق الوطني القرار بأنه غير عادل وينبغي مراجعته.
وأضاف في مقابلة مع التلفزيون الليبي أن هذه الأفعال تمثل تمييزا عنصريا على أساس الدين ولا تراعي حقوق الإنسان.
ولم تعلق السلطات في شرق ليبيا رسميًا على أمر ترمب لكن يوسف الفاخري عضو البرلمان في شرق البلاد قال إنه رغم المشكلات السياسية والأمنية التي تعاني منها ليبيا فإن الإجراء لم يكن مناسبًا.
ويهدد أمر ترمب إمكانية مشاركة المسؤولين الليبيين المدعوين لحضور مؤتمر في واشنطن يوم 16 فبراير (شباط) الحالي بعنوان «العلاقات الليبية الأميركية 2017: رؤية وأمل وفرص جديدة».
ويتحدث في المؤتمر - الذي يشارك في استضافته المجلس الوطني للعلاقات الأميركية الليبية - ليبيون من بينهم رئيسا وزراء ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط. كما يشارك عدد من المتحدثين الموالين للفصائل التي تتخذ من شرق البلاد مقرًا لها أو الذين على صلة بتلك الفصائل.
وعبر رئيس المجلس هاني شنيب في رسالة بالبريد الإلكتروني عن قلقه من إمكانية رفض دخول المتحدثين الرئيسيين في المؤتمر وغيرهم من المشاركين من ليبيا إلى الولايات المتحدة.
وقال شنيب إن المجلس يعمل بجد مع السلطات الأميركية على أمل إصدار قرار ييسر دخول المشاركين في المؤتمر خلال اليومين أو الثلاثة أيام المقبلة.
وقال أشرف الثلثي الناطق الرسمي للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني لـ«رويترز» إن وزارة الخارجية الليبية ستطلب استثناءات من وزارة الخارجية الأميركية للمشاركين في المؤتمر.
ويمكن النظر في مسألة الاستثناءات من حظر السفر على أساس كل حالة على حدة. وتستثنى التأشيرات الدبلوماسية.
وقال الثلثي المدعو لحضور المؤتمر ويحمل جواز سفر دبلوماسيًا إنه ما زال بانتظار التأشيرة. وقالت متحدثة ليبية في المؤتمر إن لديها تأشيرة لكنها ما زالت تتحقق من إمكانية حضورها المؤتمر.
ووفقًا للأمر الذي صدر يوم الجمعة يحظر دخول المسافرين من إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن إلى الولايات المتحدة لمدة 90 يومًا على الأقل.
وقال جون كيلي وزير الأمن الداخلي الأميركي إن بعض الدول «لن تخرج من القائمة قريبًا إذا كانت من بين البلدان التي تمر بمراحل متفاوتة من الانهيار».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.