سبل مكافحة الإرهاب والتطرف على رأس أعمال مؤتمر في أسوان

رئيس البرلمان المصري: بعض الجرائم الإرهابية مرتبطة بالإحساس بالظلم والقهر

سبل مكافحة الإرهاب والتطرف على رأس أعمال مؤتمر في أسوان
TT

سبل مكافحة الإرهاب والتطرف على رأس أعمال مؤتمر في أسوان

سبل مكافحة الإرهاب والتطرف على رأس أعمال مؤتمر في أسوان

انطلقت بمدينة أسوان في صعيد مصر أمس فعاليات المؤتمر البرلماني الدولي لمكافحة الإرهاب والتطرف الذي تنظمه الأمم المتحدة بالاشتراك مع الاتحاد البرلماني الدولي بحضور علي عبد العال رئيس مجلس النواب المصري، ورؤساء وممثلين لعدد من برلمانات العالم. ومن أبرز المشاركين في المؤتمر الذي ستستضيفه أسوان على مدار ثلاثة أيام مارتن شون جونغ أمين عام اتحاد البرلمان الدولي، ولحو المربوح رئيس الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان.
من جانبه، قال علي عبد العال، رئيس مجلس النواب المصري، أمس إن بلاده تعمل من خلال أنظمة العدالة الجنائية على التواصل مع المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة، لمواجهة العنف والإرهاب، إلى جانب الإسهام في الوقت نفسه في وضع حلول لمشكلة التوازن بين متطلبات حماية الدولة والمجتمع وحماية حقوق الإنسان.
وتعاني مصر من انتشار الجماعات الإرهابية. وتقول السلطات إن مئات من عناصر الجيش والشرطة قتلوا في مواجهات مع تلك التنظيمات التي تنامى نشاطها في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. واعتبر رئيس البرلمان المؤتمر فرصة لعرض تطورات التجربة المصرية في مجال مقاومة الإرهاب التي اعتمدت على إحداث التوازن الدقيق والصعب بين حماية حقوق وحريات الأفراد وفعالية المواجهة واحترام الشرعية القانونية والدستورية.
وأشار عبد العال إلى أن «الواقع أظهر أن الجرائم الإرهابية لها كثير من الأسباب، منها ما هو مرتبط بالإحساس بالظلم والقهر في مسائل سياسية طال أمد حلها، ومنها ما يتعلق بسوء المعاملة والتمييز ضد الأجانب والتدخلات العسكرية الأجنبية في بعض البلدان».
وتابع قائلا خلال افتتاح المؤتمر الذي يناقش أبعاد مكافحة الإرهاب عبر 12 جلسة، بحضور رؤساء عدة برلمانات دولية، إن الواقع أثبت أن «الإرهاب لا يرتبط دومًا بالجهل والفقر والبطالة، فهناك كثير من قادة الإرهاب على درجة عالية من التعليم والمستوى الاجتماعي والثراء، وهذا ما يجب أن نتوقف عنده بالفحص والدرس والتحليل».
بدوره، قال محافظ أسوان إن تنظيم المؤتمر الدولي للإرهاب والتطرف يعكس الموقف الموحد والثابت لجميع دول العالم ضد الإرهاب والتطرف، الذي يجب ألا تكون مواجهته أمنية فقط، ولكن بتضافر جميع الجهود الدولية، لأنه أصبح خطرًا يهدد سلامة وأمن جميع الدول مهما كان درجة تقدمها.
وتستمر فعاليات المؤتمر لمدة ثلاثة أيام تنتهي يوم الخميس، حيث يتم خلالها انعقاد عدة جلسات عمل بشأن التهديدات المتعلقة بالتطرف والتعصب، والإطار القانوني الدولي الراهن لمكافحة الإرهاب، والسياسات المرتبطة بمنع التطرف المؤدي إليه، والمنظور البرلماني بشأن تطوير سياسة وطنية فعالة لمكافحة الإرهاب.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».