أوباما يخرج عن صمته وينتقد سياسات خلفه

الرئيس الأميركي السابق اعتبر منع المسافرين تمييزًا دينيًا وأكد دعمه المتظاهرين

باراك أوباما (أ.ب)
باراك أوباما (أ.ب)
TT

أوباما يخرج عن صمته وينتقد سياسات خلفه

باراك أوباما (أ.ب)
باراك أوباما (أ.ب)

أبدى الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما امتعاضه من القرارات الأخيرة التي أصدرها خلفه دونالد ترمب المتعلقة بمنع مؤقت لدخول المسافرين من 7 دول ذات أغلبية مسلمة، وذكر أن مثل هذه الإجراءات تعد تمييزًا بين زوار الولايات المتحدة على أساس ديني، وهو ما يرفضه بشدة ويعده مخالفًا للقيم الأميركية.
وكان أوباما قد وعد قبل مغادرته البيت الأبيض، بالامتناع عن التعليق على الأمور السياسية وأداء الحكومة الجديدة، لكنه، بعد مرور 10 أيام فقط على تركه السلطة، ارتأى انتقاد القرارات الأخيرة التي اتخذتها الرئيس ترمب والتي جاءت مخالفة تمامًا لما كان معمولا به في إدارته السابقة، خصوصًا في ما يتعلق بتسهيل دخول اللاجئين من بعض الدول المنكوبة.
وقد أصدر كيفن لويس، المتحدث الرسمي باسم أوباما، بيانا قال فيه إن الرئيس السابق «متأثر جدًا بالمشاركة المجتمعية الواسعة في الاعتراض على قرارات الحكومة الجديدة. فقد قال الرئيس أوباما في آخر خطاباته إن الشعب الأميركي يجب أن يكون حاميًا للديمقراطية الأميركية ويكون جزءا منها في كل وقت وليس فقط أيام الانتخابات». وأضاف البيان: «الرئيس أوباما يختلف مع هذه القرارات بشكل كلي، لأنها تعد بمثابة تمييز ديني يطبق على زوار الولايات المتحدة». ولم يسم البيان الرئيس ترمب، كما لم يستخدم مصطلح «منع المسلمين» من السفر، وهو المصطلح الذي يستخدمه كثير من الديمقراطيين في التعبير عن امتعاضهم من قرارات الرئيس ترمب.
وواضح أن إقدام أوباما على إصدار هذا البيان بعد مرور 10 أيام على مغادرته البيت الأبيض، يعكس مدى غضبه من القرارات الأخيرة؛ إذ ليس من المعتاد أن يعلق الرؤساء الأميركيون السابقون على سياسات من يخلفونهم.
ولا يزال أوباما حاليًا في إجازة خاصة يقضيها مع زوجته ميشيل في ولاية كاليفورنيا. وذكر المتحدث الرسمي باسم أوباما أنه بعد أسبوع مليء بالفوضى في المطارات وحجز حاملي بطاقات الإقامة الدائمة (غرين كارد) وإغلاق الباب أمام اللاجئين، فإن الرئيس أوباما شعر بضرورة أن يشرح موقفه ويعلن تأييده للمواطنين المتظاهرين.
وتعليقًا على هذا الأمر، سئل المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض شون سبايسر، حول رأيه في بيان الرئيس السابق، فدافع عن القرارات الرئاسية، وذكر أن أغلبية الشعب الأميركي تدعم ما يقوم به الرئيس ترمب من تغيير لأنظمة الهجرة. وأضاف سبايسر: «كل منا يجب أن يترك العاصمة واشنطن لبضعة أيام والتجول في أنحاء أميركا للتحدث مع الناس، وقتها فقط ستعرفون أن الناس سعداء بما يقوم به الرئيس ترمب».



«كايسيد» يؤكد أهمية الحوار البنّاء في دفع التقدم العالمي

الدكتور زهير الحارثي خلال القمة العالمية لقادة ورموز الأديان في باكو (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي خلال القمة العالمية لقادة ورموز الأديان في باكو (كايسيد)
TT

«كايسيد» يؤكد أهمية الحوار البنّاء في دفع التقدم العالمي

الدكتور زهير الحارثي خلال القمة العالمية لقادة ورموز الأديان في باكو (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي خلال القمة العالمية لقادة ورموز الأديان في باكو (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز «كايسيد» للحوار، على أهمية الحوار البنّاء في دفع عجلة التقدم العالمي، مشيراً إلى دور المجتمعات الدينية للتصدي لتحديات تغير المناخ «بفضل قيمها الراسخة في الرعاية والإنسانية والوحدة».

وقال الحارثي، خلال القمة العالمية لقادة ورموز الأديان بالعاصمة الأذربيجانية باكو، تحت شعار «الأديان العالمية من أجل كوكب أخضر»، إن «منتدى كايسيد العالمي للحوار» خلال مايو (أيار) الماضي، جسّد ذلك النهج بجمع قيادات دينية من مختلف أنحاء العالم للمشاركة بنشاط في صياغة حلول مستدامة.

وأضاف أن المركز يجمع بين المنظور الأخلاقي والروحي والعملي في مناقشة القضايا العالمية الملحة، وتهدف مشاركته بالقمة إلى تعزيز دور الأديان والجهات الفاعلة في حماية البيئة، مبيناً أن هذا الحدث يجسّد الدور الأساسي للمجتمعات الدينية في مكافحة أزمة تغير المناخ، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة و«اتفاق باريس».

الحارثي استعرض استراتيجية المركز لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (كايسيد)

وتابع أمين عام «كايسيد»: «في ظل تفاقم أزمة المناخ، باتت الحاجة ماسة إلى تضافر الجهود العالمية، حيث تؤكد مشاركتنا في القمة التي تُمهّد لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، على التزامنا الدائم بدعم الحوار البنّاء والفعال».

وأشار إلى سعي «كايسيد»، تماشياً مع أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة، لجمع وجهات النظر المتباينة من أجل صياغة حلول مستدامة للتحديات البيئية، و«هو ما يؤكد على الدور المحوري للشراكات بين أتباع الأديان في تحمل المسؤولية المشتركة عن حماية كوكب الأرض».

وبيّن الحارثي أن المركز أكد خلال القمة على أبرز مشاركاته ضمن هذا الإطار، ومنها منتداه العالمي كخطة للتغيير، حيث «يدرك أهمية التعاون بين التحالفات الدينية والعلمانية في مواجهة التحديات العالمية المتشابكة»، منوهاً أن المنتدى «يوفّر منصة فريدة لجمع القادة الدينيين والخبراء لمناقشة القضايا الملحة، وإيجاد حلول مبتكرة، وقد أثبت نجاحه في توحيد الأصوات الدينية حول العالم عبر مبادرات تجمع بين حماية البيئة، وقدرة التكيف مع التغيرات المناخية».

الحارثي أكد أهمية دور المجتمعات الدينية في التصدي لتحديات تغير المناخ (كايسيد)

وأضاف: «يسعى برنامج كايسيد للزمالة إلى تمكين قادة الحوار من مختلف الخلفيات الثقافية والدينية عبر تزويدهم بالمهارات اللازمة للمشاركة الفعالة في الحوار العام، وصياغة السياسات»، موضحاً أن «تأثيره يمتد إلى أكثر من 50 مبادرة عالمية تهدف إلى تعزيز الحوار حول المناخ وبناء السلام، وإيصال أصوات المجتمعات المحلية».

وأشار الأمين العام لـ«كايسيد» إلى أن استراتيجية المركز لعام 2025 «تؤكد على أهمية المناطق ذات المشاركة البرنامجية المحدودة، خاصة منطقتي القوقاز وأميركا اللاتينية، كمراكز للحوار التحويلي»، مضيفاً: «بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، سعينا إلى تنفيذ مبادرات لدعم التربية البيئية عبر التعلم الإلكتروني، وهناك مناقشات لتوسيع النطاق».

وزاد: «من خلال تعزيز التعاون بين مختلف الأطراف المعنية، والتركيز على النمو المستدام، والعمل نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، يساهم (كايسيد) في إلهام المجتمعات المتنوعة نحو العمل المستدام والأخلاقي»، متابعاً: «الحوار الذي يقوده المركز يتجاوز كونه مجرد مهمة، بل هو دعوة مفتوحة للمجتمعات الدينية لتولي دور قيادي في صياغة مستقبل أفضل»، كما أنه «بالتعاون مع شركائه العالميين، لا يكتفي بالمشاركة في الحلول العالمية، بل يسعى بفاعلية لصياغتها وتنفيذها».

الحارثي طرح رؤية المركز في القمة العالمية لقادة ورموز الأديان (كايسيد)

وجدّد الحارثي تأكيد «كايسيد» على أهمية منصات الحوار العالمية، والتطلع للمشاركة في القمم المستقبلية، خاصة مع تولي البرازيل رئاسة الدورة المقبلة عام 2025 «انطلاقاً من التوسعات البرامجية التي يطلقها المركز في المنطقة، وحرصه على تطوير استراتيجية إقليمية شاملة».