توصيات فلسطينية في حال نقل السفارة الأميركية بالانتقال إلى الدولة

لجنة عليا برئاسة عباس تجهز للرد على قرار ترمب المرتقب

فلسطيني يحمل صورة إطارية للرئيس محمود عباس قبل حفل تخريج دفعة من المشاركين في برنامج تدريب للقوات الأمنية (رويترز)
فلسطيني يحمل صورة إطارية للرئيس محمود عباس قبل حفل تخريج دفعة من المشاركين في برنامج تدريب للقوات الأمنية (رويترز)
TT

توصيات فلسطينية في حال نقل السفارة الأميركية بالانتقال إلى الدولة

فلسطيني يحمل صورة إطارية للرئيس محمود عباس قبل حفل تخريج دفعة من المشاركين في برنامج تدريب للقوات الأمنية (رويترز)
فلسطيني يحمل صورة إطارية للرئيس محمود عباس قبل حفل تخريج دفعة من المشاركين في برنامج تدريب للقوات الأمنية (رويترز)

أشارت مصادر فلسطينية إلى أن لجنة عليا وضعت برئاسة الرئيس محمود عباس، ومهمة هذه اللجنة اتخاذ خطوات عملية على أي قرار قد يصدر متعلقًا بنقل السفارة الأميركية إلى القدس. اللجنة خرجت بتوصيات، حصلت «الشرق الأوسط» على معظمها، تضمنت عدة خطوات، أهمها إعلان قيام دولة فلسطينية بدل السلطة وانتخاب برلمان الدولة، وسحب الاعتراف بإسرائيل.
وجاء في دراسة جديدة لصائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، بعنوان «قرارات على مستوى التحديات»، أنه بعد نقاشات مُعمقة، أوصت لجنة ضمت إلى جانبه، المفاوض السابق وعضو مركزية فتح محمد أشتية، ووزير الخارجية رياض المالكي، ومدير المخابرات اللواء ماجد فرج، ومستشار الرئيس السياسي مجدي الخالدي، وبمشاركة لجنة متابعة شكلت من عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح، وعدد من أعضاء الحكومة الفلسطينية؛ توصلت اللجنة إلى توصيات في حال أقدمت إدارة الرئيس الأميركي المنتخب على نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وأهمها: «الانتقال من السلطة إلى الدولة على أساس قرار الجمعية العامة 67/19/2012، واعتبار الرئيس (رئيس دولة فلسطين)، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الحكومة المؤقتة، والمجلس الوطني برلمان. وتغيير وظيفة السلطة وتركيبتها وشكلها بما يتلاءم مع تنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني بتحديد العلاقات مع إسرائيل والانتقال من السلطة إلى الدولة. ومن ثم الدعوة لانتخابات برلمانية، وإن تعذر ذلك، يتم العمل على إنشاء مجلس تأسيسي للدولة بالتوافق مع جميع فصائل العمل السياسي الفلسطيني بما فيها حركتا حماس والجهاد».
وتضمنت التوصيات التي جاءت من 25 بندا، سحبا فوريا للاعتراف بإسرائيل، وربط الاعتراف بأن يكون متبادلاً بين إسرائيل وفلسطين، والدعوة إلى مؤتمرات قمة، للدول العربية، والدول الإسلامية، وعدم الانحياز، والاتحاد الأفريقي، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي ودول أميركا اللاتينية.
كما أوصت اللجنة بطرح مشروع قرار أمام مجلس الأمن لإدانة هذه الخطوة (نقل السفارة) واعتبارها لاغية وباطلة وبوجوب التراجع عنها، وفي حال استخدم «الفيتو»، يتم الذهاب إلى الجمعية العامة فورًا والدعوة لاجتماع تحت مظلة الاتحاد من أجل السلام (Uniting of Peace)، إضافة إلى توقيع دولة فلسطين على صكوك الانضمام لـ16 مُنظمة دولية، مثل (WIPO) (WHO) (FAO)، وغيرها.
وحثت التوصيات على إعلان دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية عن تأييد حملة المقاطعة (BDS) على دولة إسرائيل وليس فقط على المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية، وطرح مشروع قرار أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لمنع إسرائيل من العمل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والإعداد لعرض القضية أمام المحكمة العليا الأميركية (American Supreme Court)، على اعتبار قرارات الكونغرس، ونقل السفارة مخالفة للدستور الأميركي، وتدخل في أمور خارجية ليست من صلاحياته.
وجاء كذلك أنه سيتم فورا تفعيل طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين أمام مجلس الأمن الدولي، وإزالة أسباب الانقسام، وتشكيل حكومة وحدة وطنية ببرنامج مُنظمة التحرير الفلسطينية وإجراء الانتخابات العامة، وعقد المجلس الوطني الفلسطيني حال استكمال التحضيرات لذلك، وجعل الحدود الجغرافية لدولة فلسطين هي حدود 1967 (الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة)، واستمرار العمل للحصول على اعترافات جديدة بدولة فلسطين على حدود 1967 وبعاصمتها القدس الشرقية، خصوصا من الدول التي لم تعترف بعد في الاتحاد الأوروبي، والتحرك شعبيًا ومع المجتمع المدني إقليميًا ودوليًا لمواجهة هذه الخطوة وآثارها التدميرية.
وهذه التوصيات وضعت خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد مخاوف فلسطينية من تنفيذ ترمب وعده بنقل السفارة، لكن مؤشرات مختلفة ظهرت في الأيام القليلة الماضية تركت بعض الارتياح لدى الفلسطينيين من أن الخطوة ليست قريبة على الأقل.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.