السعودية تعتمد الوثيقة الخليجية الموحدة للضريبتين «الانتقائية» و«المضافة»

الأولى قيمتها 100 % على التبغ ومشروبات الطاقة

الضريبة تصل إلى 100 في المائة على بعض السلع مثل التبغ ومشروبات الطاقة (تصوير: أحمد يسري)
الضريبة تصل إلى 100 في المائة على بعض السلع مثل التبغ ومشروبات الطاقة (تصوير: أحمد يسري)
TT

السعودية تعتمد الوثيقة الخليجية الموحدة للضريبتين «الانتقائية» و«المضافة»

الضريبة تصل إلى 100 في المائة على بعض السلع مثل التبغ ومشروبات الطاقة (تصوير: أحمد يسري)
الضريبة تصل إلى 100 في المائة على بعض السلع مثل التبغ ومشروبات الطاقة (تصوير: أحمد يسري)

في الوقت الذي ينتظر أن تبدأ فيه دول الخليج، خلال الربع الثاني من العام الحالي، تطبيق الضريبة الانتقائية على بعض السلع، مثل المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والتبغ ومشتقاته، قرر مجلس الوزراء السعودي، أمس، الموافقة على الاتفاقية الموحدة للضريبة الانتقائية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وتعتبر «الضريبة الانتقائية» التي تصل إلى 100 في المائة على بعض السلع، مثل التبغ ومشروبات الطاقة، قرارًا خليجيًا موحدًا، وسط ترقب أيضًا لبدء تفعيل ضريبة «القيمة المضافة» خلال الربع الأول من العام المقبل، وهي الضريبة التي تصل إلى 5 في المائة من قيمة بعض السلع والخدمات المشمولة بهذه الضريبة.
وتتحرك دول الخليج بشكل جاد نحو تسهيل الحركة التجارية والاستثمارية في المنطقة، وهي الحركة التي من المتوقع أن تحدث حراكًا اقتصاديًا جديدًا، على صعيد القطاعين التجاري والصناعي في الوقت ذاته، مما يساهم في تقليل الاعتماد على النفط كمصدر دخل رئيسي.
وبحسب دراسات اقتصادية متعددة، فإن ضريبة القيمة المضافة قد توفر نحو 25 مليار دولار لدول الخليج خلال عام 2018، وهي الضريبة التي تسنها معظم دول العالم، وتتحرك دول الخليج نحو تفعيلها خلال الفترة المقبلة.
وفي هذا الشأن، قرر مجلس الوزراء السعودي، أمس، الموافقة على الاتفاقية الموحدة لضريبة القيمة المضافة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالإضافة إلى الموافقة على الاتفاقية الموحدة للضريبة الانتقائية لدول مجلس التعاون.
ومن المنتظر ألا تشمل ضريبة القيمة المضافة نحو 100 منتج من المنتجات الأساسية، على أن تطبق ضريبة القيمة المضافة على القيمة المضافة لجميع المنتجات والخدمات، وقد تم خلال الدورة الـ36 للمجلس الأعلى لدول الخليج العربية، إقرار فرض قيمة مضافة بنسبة 5 في المائة، فيما تمت الموافقة على نحو 100 سلعة مستثناة من الضريبة، وجميعها من السلع الأساسية.
ومن المقرر أن يبدأ تطبيق ضريبة «القيمة المضافة» في السعودية خلال الربع الأول من العام المقبل، بالتزامن مع تطبيقها في بقية دول مجلس التعاون الخليجي، في حين تمثل ضريبة القيمة المضافة واحدة من أكثر ضرائب الاستهلاك شيوعًا في دول العالم.
وتدرس دول الخليج في الوقت ذاته توسيع نطاق الضرائب، لتشمل المشروبات والمأكولات السكرية التي تسهم في انتشار السمنة والسكري، وسط توجه جاد نحو تطبيق الضريبة الانتقائية على السلع المتعلقة بالمنتجات الضارة، مثل التبغ ومشتقاته ومشروبات الطاقة والمشروبات الغازية، بنسبة 50 في المائة على المشروبات الغازية، و100 في المائة على التبغ ومشروبات الطاقة.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي أكدت فيه وزارة المالية السعودية، قبل نحو 3 أسابيع، أنها لم تشرع فعليًا حتى الآن في تنفيذ الضريبة الانتقائية التي يتم توجيهها بشكل انتقائي على بعض السلع، وهي الخطوة الخليجية الموحدة التي من المتوقع أن تكتمل مراحل تنفيذها في أبريل (نيسان) المقبل.
وبحسب معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» حينها، من المنتظر ألا تبدأ السعودية في تطبيق الضريبة الانتقائية دون أن يتم الإعلان عن آلية التنفيذ. يأتي ذلك في وقت تعتبر فيه السوق السعودية من أكثر أسواق المنطقة استهلاكًا للسلع الانتقائية التي من المزمع تطبيق ضريبة القيمة المضافة عليها.
وفي هذا الشأن، قطعت وزارة المالية السعودية، في توضيح رسمي لها، الطريق على بعض التجار الذين كانوا يستهدفون تخزين السلع المزمع تطبيق الضريبة الانتقائية عليها، بهدف بيعها بأسعار أعلى، في حال بدء التطبيق الفعلي للضريبة الجديدة.
وتوقع تقرير صادر من «إرنست آند يونغ» أن تنتج ضريبة القيمة المضافة المقرر تطبيقها بنسبة 5 في المائة في دول مجلس التعاون الخليجي، إيرادات تتجاوز 25 مليار دولار سنويًا لدول المجلس الست، مما سيتيح لها فرص تقليل العجز المالي، وتعديل الضرائب والرسوم الأخرى، بالإضافة إلى زيادة الاستثمار في البنية التحتية.
ولفت التقرير إلى أن اعتماد ضريبة القيمة المضافة من قبل دول مجلس التعاون الخليجي يمثل تحولاً كبيرًا في السياسة الضريبية التي من شأنها أن تؤثر على جميع قطاعات الاقتصاد، وأن تؤدي إلى تغيير جوهري في الطريقة التي تعمل بها الشركات في أرجاء المنطقة، حيث من المتوقع أن تكون جميع دول المجلس قد طبقّت ضريبة القيمة المضافة بحلول نهاية عام 2018.
وقال التقرير: «فيما تعتزم دول مجلس التعاون الخليجي تطبيق ضريبة القيمة المضافة، بدءًا من 1 يناير (كانون الثاني) 2018، لتجنب الأخطاء في المعاملات والمبيعات، التي يمكن أن تؤدي إليها التجارة البينية في دول المجلس، يكشف خبراء (إرنست آند يونغ) أن الشركات التي لا تكون مستعدة لتطبيق الضريبة في الموعد المحدد قد تعاني تبعات مالية نتيجة لعدم قدرتها على متطلبات التكّيف، وتمرير ضريبة القيمة المضافة المحددة إلى العملاء النهائيين».



الصين تسعى لتعزيز قطاع المواني والمطارات المركزية بغرب البلاد

مسافرون يسيرون أمام الأعلام الصينية في مطار شنتشن باوان الدولي بمقاطعة قوانغدونغ بالصين (رويترز)
مسافرون يسيرون أمام الأعلام الصينية في مطار شنتشن باوان الدولي بمقاطعة قوانغدونغ بالصين (رويترز)
TT

الصين تسعى لتعزيز قطاع المواني والمطارات المركزية بغرب البلاد

مسافرون يسيرون أمام الأعلام الصينية في مطار شنتشن باوان الدولي بمقاطعة قوانغدونغ بالصين (رويترز)
مسافرون يسيرون أمام الأعلام الصينية في مطار شنتشن باوان الدولي بمقاطعة قوانغدونغ بالصين (رويترز)

قالت الصين، الأحد، إنها ستتخذ 15 إجراء لدعم التنمية في أقاليم غرب البلاد، من خلال إقامة مشروعات بنية أساسية لوجيستية؛ مثل المواني والمطارات المركزية.

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن الإدارة العامة للجمارك قالت إن هذه الإجراءات من شأنها تعزيز التكامل بين السكك الحديدية، والنقل الجوي والنهري والبحري في غرب الصين.

وتتضمَّن الإجراءات تطوير مطارات مركزية دولية في مدن من بينها تشنغدو، وتشونغتشينغ، وكونمينغ، وشيآن، وأورومتشي، مع إقامة مناطق جمركية شاملة ودمجها مع المواني، وغيرها من روابط النقل. وسيتم أيضاً بناء وتوسيع عدد من المواني.

وتسعى الصين، منذ فترة طويلة، إلى تعزيز القوة الاقتصادية للمناطق الغربية، التي تخلفت بشكل ملحوظ عن الأقاليم الساحلية. لكن توترات عرقية في بعض هذه المناطق مثل شينجيانغ، والإجراءات الأمنية المتشددة، التي تقول بكين إنها ضرورية لحماية الوحدة الوطنية واستقرار الحدود، أثارت انتقادات من بعض الدول الغربية.

وتشكِّل مناطق غرب الصين نحو ثلثَي مساحة البلاد، وتشمل أقاليم مثل سيتشوان وتشونغتشينغ، ويوننان، وشينجيانغ، والتبت.

ودعا المكتب السياسي الصيني العام الماضي إلى «التحضر الجديد» في غرب الصين لإحياء المناطق الريفية، وتوسيع جهود التخفيف من حدة الفقر، وتعزيز موارد الطاقة.

كما بذلت الصين جهوداً لزيادة الروابط مع أوروبا وجنوب آسيا من خلال ممرات للتجارة، بما في ذلك طرق الشحن بالسكك الحديدية.

في الأثناء، أعلن البنك المركزي الصيني خطة نقدية «تيسيرية معتدلة» تهدف إلى تعزيز الطلب المحلي لتحفيز النمو، بعد أيام من دعوة الرئيس شي جينبينغ إلى سياسات اقتصادية كلية أكثر فاعلية.

وكافحت بكين، العام الماضي، لانتشال الاقتصاد من الركود الذي تسببت به الأزمة العقارية، وضعف الاستهلاك، وارتفاع الديون الحكومية.

وكشف المسؤولون عن تدابير تهدف إلى تعزيز النمو، بينها خفض أسعار الفائدة، وتخفيف القيود على شراء المساكن، لكن خبراء الاقتصاد حذَّروا من أنه لا تزال هناك حاجة لمزيد من التحفيز المباشر.

وقال «بنك الشعب الصيني» في بيان إنه «سينفِّذ سياسة نقدية تيسيرية معتدلة (...) لخلق بيئة نقدية ومالية جيدة لتعزيز التعافي الاقتصادي المستدام».

وأشار البيان، الصادر السبت، إلى خطط لخفض أسعار الفائدة ونسبة الاحتياطي الإلزامي، وهي الأموال التي يجب على المصارف الاحتفاظ بها بدلاً من إقراضها أو استثمارها. وقال إن «التغييرات ستتم في الوقت المناسب» بالنظر إلى الظروف في الداخل والخارج.

وأكد «بنك الشعب الصيني» الحاجة إلى استئصال الفساد، ما يؤشر إلى استمرار الحملة ضد الفساد في القطاع المالي الصيني.

وأضاف أنه سيواصل دعم الحكومات المحلية للتغلب على ديونها من خلال «الدعم المالي».

ولفت البيان إلى أن هذه التدابير تهدف إلى «منع المخاطر المالية في المجالات الرئيسية، وحلها، وتعميق الإصلاح المالي (...) والتركيز على توسيع الطلب المحلي».

وجاء إعلان البنك بعد اجتماع لجنة السياسة النقدية على مدى يومين في العاصمة بكين.

وكانت بكين تستهدف نمواً بنحو 5 في المائة عام 2024 أعرب شي عن ثقته بتحقيقه، لكن خبراء الاقتصاد يرون صعوبةً في ذلك. ويتوقَّع صندوق النقد الدولي أن ينمو اقتصاد الصين بنسبة 4.8 في المائة عام 2024 و4.5 في المائة عام 2025.