الاتحاد الأفريقي يحسم في عودة المغرب اليوم

الملك محمد السادس يلتقي أكثر من 40 رئيسًا

وصول الرئيس الموريتاني إلى مطار أديس أبابا أول من امس (غيتي)
وصول الرئيس الموريتاني إلى مطار أديس أبابا أول من امس (غيتي)
TT

الاتحاد الأفريقي يحسم في عودة المغرب اليوم

وصول الرئيس الموريتاني إلى مطار أديس أبابا أول من امس (غيتي)
وصول الرئيس الموريتاني إلى مطار أديس أبابا أول من امس (غيتي)

يحسم الاتحاد الأفريقي اليوم (الاثنين) مسألة عودة المغرب إلى المنظمة الأفريقية بعد غياب استمر 32 سنة. وشهد أمس دبلوماسية الكواليس بشأن العودة التي يحظى فيها المغرب بدعم 40 دولة، من مجموع 54 دولة أفريقية.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن العاهل المغربي الملك محمد السادس التقى الليلة الماضية نحو 44 رئيسا أفريقيا، إضافة إلى أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال حفل استقبال أقامه على شرفهم في فندق شيراتون، حيث يقيم معظم الرؤساء المشاركين في القمة.
وقال مصدر مغربي مطلع، إن المفوضة المنتهية ولايتها، نكوسازانا دلأميني زوما، كانت من بيِن المدعوين لحفل الاستقبال. وشدد المصدر على القول إن دعوة الحضور شملت أكثر من 40 رئيسا.
وقبل ذلك، أجرى العاهل المغربي مباحثات ثنائية مع عدد القادة الأفارقة تناولت عودة المغرب للاتحاد الأفريقي، إلى جانب تطوير العلاقات الثنائية. لكن الجديد في الأمر هو التغيير الذي طرأ في آخر لحظة على برنامج القمة؛ إذ تقررت مناقشة موضوع عودة المغرب تحت رئاسة الرئيس الجديد للقمة رئيس غينيا - كوناكري ألفا كوندي، بعد الظهر بعدما كان مبرمجا في الصباح، أي قبل أن تقوم زوما بتسليم الرئاسة لكوندي.
ويسود اعتقاد بأن الرئيس الجديد سيحرص على تطبيق القانون الداخلي للاتحاد، أي عبر التصويت المباشر على طلب عودة المغرب. تجدر الإشارة إلى أن المفوضية الأفريقية أصدرت بيانا بشأن اللقاء الذي جمع الخميس زوما، وصلاح الدين مزوار، وزير خارجية المغرب، ومحمد ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات (مخابرات خارجية)، وهو اللقاء الذي لم تعلن عنه وكالة الأنباء المغربية الرسمية. وجاء في البيان، أن اللقاء جرى الخميس على هامش الدورة الـ28 من القمة العادية لرؤساء الدول والحكومات. وأوضح البيان، أن زوما والوزير مزوار، ناقشا الوضع الذي وصل إليه الطلب المغربي للانضمام إلى الميثاق التأسيسي وعضوية الاتحاد الأفريقي.
بيد أن البيان انتهى بعبارة نظر إليها كثيرون بارتياب مفادها أن «القرار بشأن الطلب سيبلغ رسميا إلى المملكة المغربية، بعد مؤتمر القمة المقرر تنظيمه يومي 30و31 يناير (كانون الثاني) 2017»، في إشارة إلى أن المغرب لن يحصل على القرار النهائي المعلن لانضمامه الفعلي إلى الاتحاد الأفريقي، إلا بعد انتهاء أشغال القمة الـ28. وبينما رأى مراقبون أن مضمون بيان زوما يعتمد على تأويل خاص لميثاق الاتحاد الأفريقي، مفاده أن الحصول على الحد الأدنى الضروري، أي الأغلبية النسبية (28 دولة)، يؤدي إلى إدراج الطلب ضمن جدول أعمال القمة، وليس إعلان الحصول على العضوية الفعلية داخل الاتحاد، قلل مصدر مغربي من خطورة مضمون بيان زوما. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن تبليغ المغرب رسميا بقرار الاتحاد بعد مؤتمر القمة، هو إجراء عادي ما دام القرار سيتخذ في القمة.
في غضون ذلك، قال الرئيس ماكي صال في تصريحات صحافية، إن طلب المغرب بالانضمام إلى الاتحاد الأفريقي لا يجب أن يكون موضوعا لأي نقاش، في إشارة منه إلى القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، الذي ينص إن الدولة الراغبة في الانضمام تصبح عضوا بمجرد حصولها على الأغلبية البسيطة (28 دولة).



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.