وستهام بين بيع باييه وضرورة الاحتفاظ بكارول

في ظل وجود لانزيني وأنطونيو واستعادة فيغولي للياقته... سيملك الفريق قوة ولن يشعر بالتهديد

كارول أثبت أنه قوة كبيرة في وستهام (رويترز)  -  رحيل باييه عن وستهام لن يدمر الفريق (رويترز)
كارول أثبت أنه قوة كبيرة في وستهام (رويترز) - رحيل باييه عن وستهام لن يدمر الفريق (رويترز)
TT

وستهام بين بيع باييه وضرورة الاحتفاظ بكارول

كارول أثبت أنه قوة كبيرة في وستهام (رويترز)  -  رحيل باييه عن وستهام لن يدمر الفريق (رويترز)
كارول أثبت أنه قوة كبيرة في وستهام (رويترز) - رحيل باييه عن وستهام لن يدمر الفريق (رويترز)

عندما أعلن المدرب سلافين بيليتش أن صانع الألعاب ديمتري باييه أبدى رغبته في الرحيل عن وستهام يونايتد، أثار الخبر حزنًا بالغًا في صفوف جماهير النادي.
ورغم تراجع مستوى لياقته البدنية، وعلامات الاستفهام المتزايدة حول توجهه، لا يزال اللاعب الفرنسي الدولي الأكثر خطورة على مرمى الخصوم بفارق كبير عمن يليه من أقرانه بالفريق، على مدار النصف الأول من الموسم. في الواقع، لقد حقق معدل تمريرات محورية بالنسبة للمباراة (4.1) أكثر من أي لاعب آخر بكبرى مسابقات الدوري الأوروبية.
كان باييه قد وقع اتفاقًا لتمديد تعاقده عند منتصف فترة تعاقده الأصلية في لندن، ولدى جماهير النادي كل الحق في اعتقادهم أنه كان سيبقى في صفوف الفريق لبعض الوقت. إلا أنه مع استمرار التكهنات بخصوص انتقاله في الصيف مقابل مبلغ ضخم، أصبح من الضروري خروج بيليتش ببيان يوضح حقيقة الوضع. في الواقع، بدا المدرب محبطًا للغاية من قرار باييه، وقال إنه يشعر بـ«الغضب» و«الخذلان»، إضافة إلى أن توقيت القرار جاء سيئًا للغاية، في أعقاب هزيمة وستهام يونايتد على أرضه أمام مانشستر سيتي بخمسة أهداف دون مقابل، وذلك في ثالث هزيمة على التوالي.
ومع ذلك، عمد لاعبوه خلال المباريات التالية إلى حشد قواهم، وتوحيد صفوفهم، في ظل غياب نجمهم الأول، وبدا أن ثقتهم بأنفسهم في تنامٍ مستمر، ولم يعد الفريق معتمدًا على باييه لاستدعاء لحظات من السحر الكروي، ولم يعد الفريق مفرطًا في اعتماده على باييه، وإنما أصبح لديه تعويذة جديدة تتمثل في المهاجم أندي كارول.
وعند إمعان النظر في كارول، نجد أنه يشكل نمطًا مغايرًا تمامًا من اللاعبين القادرين على حسم نتائج المباريات عن باييه؛ لقد نجح كارول دومًا في ترك بصمة واضحة على أداء وستهام لدى مشاركته معه. ومع ذلك، عانى اللاعب من سلسلة من الإصابات على مدار فترة وجوده بلندن، وتكشف الأرقام أنه شارك في التشكيل الأساسي في 66 مباراة فقط من إجمالي 172 خاضها ناديه. في ذلك الوقت، بلغ معدل فوز وستهام يونايتد 40.9 في المائة خلال المباريات التي شارك في تشكيلها الأساسي، مقارنة بـ29.2 في المائة فقط عندما كان يغيب عن التشكيل الأساسي؛ ويتجلى تأثيره على نحو أكبر هذا الموسم.
يذكر أن وستهام فاز في خمس من إجمالي سبع مباريات شارك كارول في التشكيل الأساسي للفريق بها هذا الموسم. في المقابل، فاز الفريق في ثلاث فقط من إجمالي 15 مباراة لم يشارك كارول في التشكيل الأساسي بها. والواضح أن الفريق يتمكن من تسجيل عدد أكبر بكثير من الأهداف في ظل وجود كارول في صفوفه (يرتفع المعدل من 1.07 للمباراة حال غيابه إلى 1.86 مع مشاركة كارول الذي أسهم وجوده في تخفيف الضغط عن خط دفاع وستهام يونايتد الهش).
ويتميز كارول ليس فقط بالقوة والطول الفارع لدى الدفاع عن كرات ثابتة، وإنما كذلك بقدرته على الاحتفاظ بالكرة، مما يمكن المدافعين من لعب تمريرات طويلة باتجاهه، والتغلب على أي ضغوط مكثفة من جانب الخصم. ومن خلال قدرته على الفوز بالكرات العالية (9.9 للمباراة)، عاون كارول فريقه على تحقيق معدل جيد بالتعرض لخمسة أهداف فقط على مدار سبع مباريات شارك بالتشكيل الأساسي بها، مقارنة بـ31 خلال المباريات الـ15 التي غاب خلالها عن التشكيل الأساسي.
تبقى المشكلة المرتبطة بكارول بطبيعة الحال هي لياقته البدنية، ذلك أنه لم يشارك في التشكيل الأساسي في أكثر من 12 مباراة على التوالي منذ انضمامه إلى النادي - في البداية على سبيل الإعارة - عام 2012. وإذا ما تمكن من تجنب التعرض لإصابات، فإن كارول سيكون باستطاعته لعب دور حاسم خلال المباريات لا يقل عن دور باييه الموسم الماضي، وبإمكانه قيادة الفريق نحو إنجاز الموسم في النصف الأعلى من جدول ترتيب الأندية للمشاركة للموسم الثاني على التوالي.
يذكر أنه قبل عودته إلى التشكيل الأساسي للفريق أمام بيرنلي الشهر الماضي، كان وستهام على بعد نقطة واحدة ومركز واحد فحسب عن منطقة الهبوط. أما الآن، فيحتل الفريق المركز الـ10 على مستوى الدوري، وتفصله عن منطقة الهبوط 12 نقطة.
ومن شأن دمج كارول بالفريق السماح لوستهام يونايتد بتحقيق الاستفادة القصوى من تشكيل اللعب المعتمد على خط دفاع مؤلف من 3 لاعبين، الأمر الذي بدا غير موائم للفريق في ظل غياب كارول.
تجدر الإشارة هنا إلى أن بيليتش اعتمد على خط دفاعي من 3 لاعبين خلال 12 مباراة بالدوري الممتاز، بينها 3 شارك كارول بالتشكيل الأساسي بها. ونجح وستهام يونايتد في الفوز بالمباريات الثلاث التي شارك بها كارول، بينما لم يحالفه الفوز سوى في اثنتين فقط من المباريات التسع التي غاب عنها.
ومع اضطلاع مايكل أنطونيو وآرون كريسويل في مركز الظهير المدافع، بدت هجمات الفريق خطيرة للغاية، نظرًا لأن كليهما قادر على تقديم نمط الكرات التي يبرع كارول في استغلالها. إضافة إلى ذلك، كان من شأن غياب باييه تشجيع مانويل لانزيني على التألق. واللافت أن لانزيني سجل هدفًا، وأسهم في هدفين آخرين، خلال المباراتين اللتين غاب عنهما باييه. ومع خروج صانع الألعاب الفرنسي من الفريق، نجح لانزيني في تقديم مستوى أداء بلغ تقديره 8.58 (أمام كريستال بالاس) و8.46 (أمام ميدلزبره) - أول وثالث أفضل تقدير ناله على أدائه هذا الموسم - مقارنة بمتوسط بلغ 6.78 فقط خلال 14 مباراة شارك بالتشكيل الأساسي بها عندما كان يلعب إلى جوار باييه. والمؤكد أن بيليتش سيأمل في أن يستمر اللاعب صاحب الأعوام الـ23 في التألق مع تحمله مزيد من المسؤوليات.
وفي ظل وجود لانزيني وأنطونيو واستعادة سفيان فيغولي لياقته، بحيث يوفروا جميعًا الدعم لكارول - ناهيك بأندريه آيو الذي يمثل غانا حاليًا ببطولة كأس الأمم الأفريقية - سيملك وستهام يونايتد بذلك مجموعة من اللاعبين قادرة على إلحاق الألم بأي خصم. وقد أصبحت الكرة الآن في ملعب المهاجم الأول للفريق كي يثبت أنه جدير بالاعتماد عليه. وإذا تمكن كارول من تجنب الإصابات، فإن وستهام يونايتد قد ينجح في تحقيق قفزة كبرى للأمام، وقد يسعى النادي لإيجاد بديل مناسب لكارول وليس باييه الذي بدا من قبل أنه لاعب يتعذر إيجاد بديل له.



تبرئة مصارع مصري من «التحرش»... وانتقادات لمسؤول بسبب تصريحاته عن الواقعة

المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
TT

تبرئة مصارع مصري من «التحرش»... وانتقادات لمسؤول بسبب تصريحاته عن الواقعة

المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)

رغم حصول لاعب المصارعة المصري محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة بباريس، لعدم ثبوت تهمة تحرشه بفتاة فرنسية؛ إلا أن تصريحات لمسؤول مصري حول الواقعة أثارت اهتمام المصريين خلال الساعات الماضية، وجددت الانتقادات بشأن الأزمات المتتالية لبعثة مصر في الأولمبياد.

واتهم لاعب المصارعة بالتحرش وتم احتجازه في باريس وهو في حالة سكر بعد مغادرته مقر البعثة، في حين قرّر رئيس اللجنة الأولمبية المصرية إحالة اللاعب إلى لجنة «القيم»، للتحقيق فيما نُسب إليه من «تصرفات غير مسؤولة»، حسب بيان، الجمعة.

وأعلنت اللجنة الأولمبية المصرية، السبت، براءة اللاعب، وقالت في بيان: "حصل المصارع الأولمبي محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة الفرنسية لعدم ثبوت تهمة التحرش بفتاة فرنسية كما ادعت عليه، وتم حفظ التحقيقات بشكل نهائي ضد كيشو لعدم وجود أي أدلة تدين اللاعب، حيث تم تفريغ الكاميرات في مكان الواقعة ولم تجد جهات التحقيق الفرنسية أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة".

وكان رئيس الاتحاد المصري للمصارعة، محمد محمود، قد أدلى بتصريحات متلفزة حول الواقعة، تحدث فيها عن صعوبة الإفراج عن اللاعب لعدم وجود "الواسطة"، حيث أجاب عن سؤال حول تواصل الاتحاد مع اللاعب مباشرة لمعرفة ما حدث قائلا: "السفير ووزير الرياضة هما من يحاولان لأن الأمور مغلقة هنا للغاية (مش زي عندنا مثلا ممكن تروح بواسطة) لا يوجد مثل هذا الكلام هناك (فرنسا)".

وهي التصريحات التي التقطها مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي المصرية وتفاعلوا معها بالانتقاد والسخرية، مما جعل هاشتاغ «#رئيس_اتحاد_المصارعة» يتصدر "الترند" في مصر،السبت.

وتناقل عدد كبير من الحسابات تصريحات رئيس الاتحاد مع التركيز على إبراز إشارته للقوانين الصارمة في فرنسا وعدم وجود "وساطة".

واختلفت الحسابات حول وصفها لتصريحات رئيس الاتحاد، حيث اتفق البعض على أنها "كارثية"، فيما رآها البعض "كوميديا سوداء".

إلى ذلك، قال الناقد الرياضي المصري، محمد البرمي لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن اللجنة الأولمبية المصرية أوضحت في بيانها أن جهات التحقيق الفرنسية لم تجد أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة، إلا أن تصريحات رئيس الاتحاد المصري للمصارعة في حد ذاتها أراها تعبر عن الحالة التي تغلف الرياضة المصرية خلال السنوات الأخيرة، كما أن مضمون التصريحات لا يليق ببلد مثل مصر ولا بأجهزتها ومؤسساتها على الإطلاق".

كما سخر عدد من الحسابات من تلك التصريحات بتوظيف الكوميكس ومشاهد من الدراما والأفلام السينمائية، خصوصا فيلم "هي فوضى" ومشهد أمين الشرطة الذي ينهي المصالح مقابل المال.

وطالب عدد من رواد «السوشيال ميديا» برحيل رئيس اتحاد المصارعة من منصبه، خاصة أنه وعد بتحقيق عدد من الميداليات خلال الأولمبياد وهو ما لم يحدث.

ويعود «البرمي» للحديث، قائلا: «كان الأجدر برئيس الاتحاد المصري للمصارعة أن يتحدث عن سبب الاخفاقات التي لازمت لاعبيه خلال الأولمبياد، فالمصارعة الرومانية التي تتميز فيها مصر لم يقدم فيها أي لاعب أي ملمح إيجابي»، مشيرا إلى أن "كافة رؤساء الاتحادات التي شاركت في الأولمبياد مسؤولون عن هذا التردي وهذه النتائج المتواضعة التي حققتها البعثة المصرية".

يذكر أن اللجنة الأولمبية المصرية أشارت في بيانها إلى «توجه اللاعب كيشو من قسم الشرطة إلى مطار شارل ديجول تمهيدا لعودته إلى القاهرة، السبت، موضحة أن «النية تتجه لدى لجنة الهيئات والأندية والقيم لتحويل مسار التحقيقات من الاتهام الباطل بالتحرش من فتاة فرنسية كما ادعت من قبل، إلى تهمة الخروج من القرية الأولمبية وعدم العودة بعد نهاية المباراة النهائية في ميزانه والتي خرج لمشاهدتها ولم يعد، ولم يلتزم بموعد عودته للقرية الأوليمبية في باريس".

وكيشو، الحائز من قبل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو، خسر في الدورة الحالية خلال الدور الـ16 أمام الأذربيجاني حسرات جافاروف.