الأندية الألمانية تعتمد على مدربيها الشباب... فلماذا لا تفعل الإنجليزية الشيء نفسه؟

الفرق في ألمانيا تلجأ لمواطنيها... والمالكون الأثرياء الأجانب في إنجلترا يستوردون مدربيها

كليمنت مدرب سوانزي الجديد يتحدث إلى مساعده كورتيس  (رويترز) - توخل (يمين) عمل مساعدًا لكلوب في فريق ماينز قبل  أن يتسلم قيادة دورتموند بعد رحيل كلوب  - يوليان ناغلسمان مدرب هوفنهايم أصغر مدرب في ألمانيا بعمر 29 سنة (أ.ف.ب)
كليمنت مدرب سوانزي الجديد يتحدث إلى مساعده كورتيس (رويترز) - توخل (يمين) عمل مساعدًا لكلوب في فريق ماينز قبل أن يتسلم قيادة دورتموند بعد رحيل كلوب - يوليان ناغلسمان مدرب هوفنهايم أصغر مدرب في ألمانيا بعمر 29 سنة (أ.ف.ب)
TT

الأندية الألمانية تعتمد على مدربيها الشباب... فلماذا لا تفعل الإنجليزية الشيء نفسه؟

كليمنت مدرب سوانزي الجديد يتحدث إلى مساعده كورتيس  (رويترز) - توخل (يمين) عمل مساعدًا لكلوب في فريق ماينز قبل  أن يتسلم قيادة دورتموند بعد رحيل كلوب  - يوليان ناغلسمان مدرب هوفنهايم أصغر مدرب في ألمانيا بعمر 29 سنة (أ.ف.ب)
كليمنت مدرب سوانزي الجديد يتحدث إلى مساعده كورتيس (رويترز) - توخل (يمين) عمل مساعدًا لكلوب في فريق ماينز قبل أن يتسلم قيادة دورتموند بعد رحيل كلوب - يوليان ناغلسمان مدرب هوفنهايم أصغر مدرب في ألمانيا بعمر 29 سنة (أ.ف.ب)

عندما أقال نادي سوانزي سيتي الإنجليزي مديره الفني الأميركي بوب برادلي، عين آلان كورتيس مديرًا فنيًا مؤقتًا، للمرة الثانية خلال عامين، لحين استقرار النادي على اسم المدير الفني الجديد. ولو كان هذا في ألمانيا، لكان كورتيس يشغل حاليًا منصب المدير الفني بدلا من بول كليمنت، الذي تولى قيادة الفريق في نهاية المطاف. ولإثبات وجهة النظر هذه يجب الإشارة إلى أن نادي أوغسبورغ صعد مدرب فريق الشباب مانويل باوم لقيادة الفريق الأول الشهر الماضي بعد أن أقال ديرك شوستر.
وعلى عكس برادلي، الذي تعرض لانتقادات كبيرة لأنه لم يعمل من قبل في الدوري الإنجليزي الممتاز، لم يتهم أحد باوم بنقص الخبرة في الدوري الألماني. وكيف يمكن توجيه مثل هذه الانتقادات لباوم وهناك 12 مديرًا فنيًا يقودون أندية في الدوري الألماني الممتاز، ولم يسبق لهم العمل بالدوري الألماني قبل تدريب هذه الأندية؟ يمثل باوم اتجاهًا متناميًا هذا الموسم، حيث أصبح أوغسبورغ خامس نادٍ بالدوري الألماني يعين مديرًا فنيًا لم يسبق له العمل في الدوري الألماني من قبل. واستعان أوغسبورغ بخدمات باوم على الرغم من أنه لم يكن معروفًا خارج النادي، وهو ما يلقي الضوء على نقطة محورية في كيفية استعانة الأندية الألمانية بالمديرين الفنيين. فعلى مدى السنوات الخمس الماضية، كان 12 مديرًا فنيًا من إجمالي 18 بالدوري الألماني قد تم تصعيدهم من داخل الأندية نفسها. والأكثر من ذلك أن 11 ناديًا من تلك الأندية الـ12 قد استعانت بالمديرين الفنيين الذين كانوا يعملون في فرق الشباب في أكاديميات الناشئين.
وفي المقابل، لم يحدث هذا إلا في أربعة أندية فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يضم 20 فريقا: غاري مونك الذي كان قائدًا لنادي سوانزي سيتي قبل أن يتولى مهمة تدريب الفريق، ومايك فيلان الذي كان يشغل في السابق منصب مساعد المدير الفني لستيف بروس في هال سيتي، وتيم شيروود الذي كان في الإدارة الفنية لتوتنهام هوتسبير قبل أن يصبح المدير الفني للنادي، وأخيرا بيلي ماكينلي، الذي تولى القيادة الفنية لنادي واتفورد لمدة أسبوع فقط عندما كان الفريق يلعب في دوري الدرجة الأولى.
ولم يعمل أي من هؤلاء المدربين الأربعة في فرق الناشئين قبل تصعيدهم للفريق الأول. لا تعد هذه مشكلة بالضرورة، إذ يقول المدير الفني لنادي بروسيا دورتموند الألماني توماس توخل: «هناك مديرون فنيون كبار لم يسبق لهم العمل مطلقًا في قطاعات الناشئين، وهناك مديرون فنيون كبار عملوا بها».
وفي الحقيقة، هناك عدد كبير من الفوائد لأي مدير فني يعمل في قطاعات الناشئين، ومن بينهم بالطبع توخل، الذي بدأ مسيرته التدريبية من خلال العمل مع فريق شتوتغارت تحت 19 عامًا، ثم عمل في الطاقم الفني للفريق الرديف بنادي أوغسبورغ، قبل أن ينتقل للعمل في ماينز ويحقق نتائج رائعة مع فريق النادي تحت 23 عامًا، وهو ما جعل النادي يتعاقد معه لقيادة الفريق الأول بعد رحيل يورغن كلوب من أجل قيادة بروسيا دورتموند عام 2009. حقق توخل نتائج رائعة مع ماينز، وعندما احتاج بروسيا دورتموند لمدير فني جديد عام 2015، خلف كلوب للمرة الثانية.
ويؤمن توخل بأن كرة القدم الألمانية تستفيد الآن من «الموجة الثانية» من المديرين الفنيين الذين لديهم علاقات قوية باللاعبين الذين تولوا تدريبهم في أكاديميات الناشئين، ويقول: «استغرق الأمر بعض الوقت منذ انطلاق الموجة الأولى لأكاديميات الناشئين للأندية التي تلعب في الدوري الألماني الممتاز عام 2000 والتي بدأت تثقف نوعًا مختلفًا من اللاعبين، الذين تركوا بصمة كبيرة في الدوري الألماني. لكن الآن يمكنكم رؤية عدد أكبر من اللاعبين الشباب الذين جاءوا إلى ألمانيا عن طريق تلك الأكاديميات ليلعبوا في دوري القسم الأول والثاني. الموجة الثانية تتمثل في أن هؤلاء المدربين، الذين كانوا مسؤولين عن إحضار وتدريب هؤلاء اللاعبين، قد بدأوا يتحملون المسؤولية في فرق الدوري الألماني الآن». ومن بين المديرين الفنيين الذين ركبوا الموجة الثانية إلى جانب توخل، كان المدير الفني لنادي هوفينهايم، جوليان ناغلسمان، الذي لم يتجاوز التاسعة والعشرين من عمره. قاد ناغلسمان نادي هوفينهايم للحصول على لقب الدوري الألماني تحت 19 عاما في يونيو (حزيران) 2014، وتوج هذا الموسم بالفوز في المباراة النهائية على نادي هانوفر بقيادة مديره الفني دانيال ستاندل بخمسة أهداف مقابل لا شيء. وبعد عامين من تلك المباراة، تولى ناغلسمان قيادة الفريق الأول لهوفينهايم، كما تولى ستاندل قيادة الفريق الأول لهانوفر.
وسجل نديم أميري، الذي كان في السابعة عشرة من عمره، هدفين لهوفنهايم في المباراة النهائية عام 2014، وواصل طريقه للمشاركة مع الفريق الأول بالدوري الألماني في شهر فبراير (شباط) التالي، قبل عام من تولي قيادة ناغلسمان للفريق الأول عام 2016. وعندما تولى ناغلسمان قيادة الفريق، لم يكن من الغريب أن يكون أميري ضمن الأعمدة الرئيسية التي يعتمد عليها.
ويعتمد المدربون الشباب بعد تصعيدهم للعمل في الدوري الألماني الممتاز على اللاعبين الذين تولوا تدريبهم في أكاديميات الناشئين. في الحقيقة، يجعلك الدوري الألماني تشعر بالتفاؤل عندما تسمع عن إحدى الأمثلة التي أتت ثمارها في وقت سابق من الموسم الحالي، فقد فر عثمان مانيه من غامبيا كلاجئ وهو في السابعة عشرة من عمره واستقر في ألمانيا عام 2014، وانضم لنادي فيردر بريمن بعد ذلك بعام واحد وبدأ يلعب في فريق النادي تحت 23 عامًا مع المدير الفني ألكسندر نوري. وعندما تولى نوري قيادة الفريق الأول لبريمن في أكتوبر (تشرين الأول)، صعد معه مانيه، الذي سجل أول هدف له مع الفريق الأول في المباراة التي انتهت بفوز فريقه على بايرن ليفركوزن بهدفين مقابل هدف وحيد. وقال مانيه عن رحلة صعوده للفريق الأول: «أنا لا أصدق ذلك. هل هذا حقيقي أم أنني أحلم؟ هذه أسعد لحظة في حياتي».
ولعل الشيء الغريب في ألمانيا هو أن المدربين الكبار في السن يجدون صعوبة في إيجاد فرص عمل بعد إقالتهم من الأندية التي يعملون بها. لا يمكننا أن نقول على أوي روسلر إنه «تقدم في السن»، لأنه لا يزال في الثامنة والأربعين من عمره، لكن يتم تصنيفه في ألمانيا ضمن فئة «ذوي الخبرات». لديه خبرات كبيرة في كرة القدم الإنجليزية والألمانية، كما تولى تدريب سبعة أندية خلال الـ13 عامًا الماضية. يقول روسلر عن الاتجاه السائد الآن في ألمانيا: «كل شيء في الحياة يصعد ويهبط، وسيأتي الوقت الذي سيزداد فيه الطلب مرة أخرى على أصحاب الخبرات. وكان روسلر أحد المرشحين بقوة لتولي تدريب نادي نورنبيرغ الصيف الماضي، قبل أن يفضل النادي التعاقد مع ألويس شوارتز، بسبب خبراته الأكبر في دوري الدرجة الثانية.
وبعد ابتعاده عن التدريب لمدة عشرة أشهر، تولى روسلر تدريب نادي فليتوود تاون الإنجليزي في يوليو (تموز) الماضي. وكان إيجاد فرصة عمل لروسلر أسهل في إنجلترا، إذ تفضل الأندية الإنجليزية التعاقد مع المديرين الفنيين ذوي الخبرات الكبيرة. يقول روسلر: «إذا كنت ستجري عملية جراحية في القلب، فهل ستذهب لطبيب شاب لم يجرِ سوى 100 عملية كجراح، أم لطبيب في الستين من عمره أجرى 10 آلاف عملية جراحية؟»، وفي الحقيقة يناسب التشبيه الذي قاله روسلر كرة القدم الإنجليزية تمامًا، إذ إن «المالكين الأجانب للأندية ورجال الأعمال الأثرياء للغاية يستثمرون مئات الملايين من الجنيهات في أندية كرة القدم، ولا يريدون التعاقد مع مديرين فنيين شباب ليس لديهم خبرات كبيرة».
ويؤدي هذا بالتأكيد إلى أن المدربين المحليين في إنجلترا لا يحصلون على فرص مناسبة للصعود تدريجيًا في سلم التدريب. يقول روسلر: «كرة القدم الألمانية متقدمة على الإنجليزية في هذه النقطة». ويعتقد روسلر أن الأندية الألمانية تهتم بصورة أكبر بالاستقرار، ولذا تستعين بمديرين فنيين من داخل النادي نفسه. ويقول: «الأندية تتعاقد مع مدربين يعرفون طريقة لعبها، ناهيك بأن الأندية تدفع مقابلاً ماديًا قليلاً للتعاقد مع المدربين الشباب، الذين يرون أنها فرصة ثمينة للعمل في الفريق الأول بالنادي».
قد يرسم اعتماد الأندية الألمانية على المديرين الفنيين الشباب صورة مثالية لكرة القدم في ألمانيا، لكن الحقيقة أيضًا أن أندية الدوري الألماني الممتاز تعاني من بعض المشكلات التي تواجهها الأندية الإنجليزية، ويكفي أن نعرف أن الأندية الـ12، باستثناء ناد واحد فقط، التي صعدت المديرين الفنيين لقطاعات الناشئين للعمل في الفريق الأول قد اضطرت للقيام بذلك بسبب إقالة المدربين السابقين، وحتى المدير الفني للنادي المستثنى، وهو لوسيان فافر، قد استقال من منصبه كمدير فني لنادي بروسيا مونشنغلادباخ في سبتمبر (أيلول) الماضي بعد خسارة أول خمس مباريات في الموسم.
لكن الطريقة التي تعتمد عليها أندية الدوري الألماني الممتاز في تعيين مدربيها تقدم حلاً رخيصًا يستفيد منه المديرون الفنيون الشباب واللاعبون الصغار والأندية نفسها، وخير مثال على ذلك ناغلسمان، الذي قاد هوفنهايم لاحتلال المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الألماني من دون أي هزيمة، وهو لا يزال في التاسعة والعشرين من عمره.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.