«الحشد الشعبي» يحقق في قصف مدفعي على مواقع البيشمركة في سنجار

أربيل حذرت من تكرار استهداف قواتها

«الحشد الشعبي» يحقق في قصف مدفعي على مواقع البيشمركة في سنجار
TT

«الحشد الشعبي» يحقق في قصف مدفعي على مواقع البيشمركة في سنجار

«الحشد الشعبي» يحقق في قصف مدفعي على مواقع البيشمركة في سنجار

أعلنت هيئة الحشد الشعبي، أمس، عن توضيح لها بشأن تعرض أحد مواقع قوات البيشمركة إلى قصف من قبل فصائل في الحشد قرب قضاء سنجار غرب الموصل.
وقال الناطق باسم الحشد الشعبي، أحمد الأسدي، في بيان إن «البيشمركة جزء من القوات المسلحة العراقية وهم إخوة لنا وشركاء أساسيون في مواجهة الإرهاب والقضاء على عصابات (داعش) الإرهابية، وهناك نقاط متقاربة للحشد والبيشمركة في المنطقة ويوجد تنسيق عال بين الجانبين». وأضاف: «شكلنا لجنة تحقيق فورية لمعرفة ملابسات ما جرى ومنع تكرار مثل هذه الأخطاء التي لا تخدم سير المعارك واستمرار وتيرة الانتصارات». ولفت الأسدي إلى أنه «تم تشكيل لجنة تنسيق عليا من الجانبين في المنطقة نفسها، وستكون بنادق الحشد الشعبي والبيشمركة في صدور من تبقى من الدواعش في أرض العراق في المعارك القادمة كما كانت في أكثر من جبهة ومنازلة». وكان فصيل من الحشد الشعبي، قد قصف أول من أمس بالمدفعية مواقع قوات البيشمركة شرق قضاء سنجار. وأكد مسؤول خلية الإعلام الحربي في إقليم كردستان، هلكورد حكمت، لشبكة «رووداو» الإعلامية، القصف، مضيفا: «ننتظر الموقف الرسمي للحشد الشعبي حول الحادث».
بدوره، قال قيادي من قوات البيشمركة في سنجار إن الحشد الشعبي قصف متعمدا مواقع البيشمركة ثلاث مرات، وأضاف أن مدفعية البيشمركة ردت على القصف، و«إذا أعادوا الكرة فسيكون الرد أقوى هذه المرة»، وقال اللواء هاشم سته يي، للموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، إن قوات الحشد الشعبي المتواجدين في المنطقة قصفوا بالمدفعية مواضع قواتنا ثلاث مرات منذ ديسمبر الماضي وحتى الآن، وعند السؤال يقولون إنه جاء خطأ وإنهم اعتقدوا أن ما رأوه هم من الدواعش، لكنهم غير صادقين في كلامهم وكانوا متعمدين في فعلتهم». وأضاف سته يي أن قوات البيشمركة ردت على القصف الأخير الليلة قبل الماضية وصباح أمس «وتم الاتصال بهم على مستوى القيادة، وأبلغناهم أنهم لو عاودوا الكرة فسنرد عليهم بشدة أكبر ولن نسكت عن تحرشاتهم هذه، حيث لا حجة ولا ذريعة لديهم ليقصفوا بسببها مواضع قوات البيشمركة».
وأضاف القيادي في قوات البيشمركة أن «مواضع القوات الكردية واضحة وأن التكنولوجيا، وبخاصة العسكرية، متطورة جدًا ولسنا بحاجة إلى ذرائع، وواضح أن هدفهم هو قوات البيشمركة في هذا القصف»، الذي أدى في المرة الأولى، حسب قوله، إلى جرح أحد أفراد البيشمركة في حين لم يسفر القصف الأخير عن خسائر. وأوضح سته يي أن ذهاب بعض الإيزيديين القريبين من حزب العمال الكردستاني إلى سنجار كان له تأثيره، حيث لدى عودتهم عاودت قوات الحشد قصف مواقع البيشمركة.
إلى ذلك، أكد محمد حاجي محمود، سكرتير الحزب الاشتراكي الكردستاني وأحد قادة البيشمركة، أن «القيادات الشيعية والكردية، حسب اعتقادي، لا تريد الدخول في مواجهات، لكن هناك فصائل أو قيادات في الحشد الشعبي تريد مثل هذه المواجهات، خدمة لمصالحهم. وبالتالي لا أستبعد تكرار ما حصل في طوزخورماتو، وأخيرا في سنجار في أماكن أخرى». وتابع في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» أنه «إذا اختار الحشد طريق المواجهة فإنهم سيخسرون».
وسبق أن شهدت خطوط تماس عدة في محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى مواجهات بين قوات البيشمركة والحشد الشعبي، لكن هذه هي المرة الأولى التي يحتك فيها الطرفان على هامش معركة تحرير الموصل، وغير بعيد عن المدينة التي ينتشر بينها وبين سنجار مسلحو «الحشد» لقطع طريق الهروب إلى سوريا أمام مسلحي «داعش». كما أن هذا التوتر يأتي بعد تصريحات اعتبرها الأكراد عدائية واستفزازية من جانب قيادات في الحشد، مثل قيس الخزعلي، اعتبر فيها أنه بعد «داعش» قد تكون هناك مواجهات مع البيشمركة، خصوصا في المناطق المتنازع عليها، ومنها سنجار.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.