حروب برامج الحوار اللبنانية تبلغ ذروتها

مبادرات فردية من قبل المذيعين تدعو إلى إنهائها

عادل كرم مقدم برنامج «هيدا حكي» - هشام حداد مقدم برنامج «لهون وبس»
عادل كرم مقدم برنامج «هيدا حكي» - هشام حداد مقدم برنامج «لهون وبس»
TT

حروب برامج الحوار اللبنانية تبلغ ذروتها

عادل كرم مقدم برنامج «هيدا حكي» - هشام حداد مقدم برنامج «لهون وبس»
عادل كرم مقدم برنامج «هيدا حكي» - هشام حداد مقدم برنامج «لهون وبس»

بلغت حروب التلفزيونات ذروتها في الآونة الأخيرة، بحيث تحوّلت الشاشة الصغيرة إلى منابر تطبّق حقّ الردّ، كلّ على طريقتها.
وتعدّ قناتا «إل بي سي آي» و«إم تي في» المعنيتين الأساسيتين في هذا الموضوع، بعد أن قررا خوض حرب ضروس فيما بينهما من خلال برامج تلفزيونية ترتكز على الانتقادات الساخرة، طالت برامج ومسلسلات وحتى نشرات أخبار الطرف الآخر.
وفي المشهد الرئيسي من فصول هذه الحرب يأتي برنامجا «لهون وبس» و«هيدا حكي» ليشكّلا المحور الرئيسي فيها من خلال مقدّميهما، هشام حداد وعادل كرم. وليدخل على الخطّ من ناحية ثانية برنامج «منّا وجر» على قناة «إم تي في» لمقدّمه بيار ربّاط، الذي زاد الطين بلّة من خلال اعتماده في بعض فقراته توجيه سهامه بصورة مباشرة إلى برامج قناة الزميلة اللدودة «إل بي سي آي».
ولعلّ التعليق الساخر الذي قام به جوزيف طوق مؤخرا «أحد الضيوف الدائمين لبرنامج منّا وجرّ» في سياق إحدى حلقات البرنامج المذكور، شكّل نقطة الماء التي طفح بها الكيل، فتحوّلت الحالة معه من معارك حامية إلى حرب ضروس هزّت كيان الإعلام المرئي عامة، خصوصا أن ردود الفعل عليها ولّدت تراشقات إعلامية تجاوزت حدود اللياقة، التي من المفتروض أن تسود هذا المجال المشرعة أبوابه أمام ملايين المشاهدين اللبنانيين والعرب.
وكان جوزيف طوق قد شبّه مقدّم برنامج «لهون وبس» هشام حداد بالحوت الموجود في مغطس، يتخبّط يمينا ويسارا وكأن لديه محيطا واسعا، رغم أنه يتقوقع في مساحة أصغر منه بكثير. وجاء ردّ هشام حداد كاريكاتوريا مشبعا بكثير من السخرية عندما استهلّ حلقة الردّ على طوق بديكور تضمّن مغطس حمام يتواجد فيه وهو يتلو على مشاهديه نسبة المشاهدة العالية، التي يحققها برنامجه، وفقا لإحصاءات الشركات المختصّة في هذا المجال.
ولم تنحصر هذه التراشقات الإعلامية بالقناتين المذكورتين؛ إذ طالت أيضا قناة «الجديد» من خلال أحد مقدّمي برامجها تمام بليق؛ فهذا الأخير يقدّم برنامج «بلا تشفير» الذي يعتمد على أسلوب «الحوار القاسي» المتّبع في عدد من برامج تلفزيونات الغرب منذ فترة طويلة. فلم يتحمّل عادل كرم «مقدّم برنامج هيدا حكي» أسلوب تعاطي بليق مع أحد ضيوفه، فرد عليه وهو يمثّل حالة الغثيان التي أصيب بها من جراء متابعته برنامجه. أما المشاهد فكان يتابع هذه الحروب مختارا منها ما يلائم تطلّعاته، لاجئا إلى الـ«ريموت كونترول»، للهروب من مستوى هذه الردود التي أصابته هو أيضا بالنفور حينا وبالاشمئزاز حينا آخر.
برامج كثيرة تابعة لمحطّات تلفزيونية أخرى طالتها التراشقات الإعلامية. فكما برنامج «نقشت» ومسلسل «أمير الليل» على «إل بي سي آي» كذلك برامج «يوم جديد» على قناة «أو تي في» و«بلا طول سيرة» على «المستقبل» و«آلايف» «إم تي في» و«عالبكلة» «نيو تي في»، إضافة إلى برامج أخرى تدخل في إطار «من أهل البيت»، عمل المقدّمون حداد ورباط وكرم على تناولها لإظهار بعض الموضوعية في برامجهم.
وطالت هذه الانتقادات نشرات الأخبار ونجومها من خلال تمرير أخطاء اقترفوها أثناء تقديمها. ولعلّ الريبورتاج الذي عرضه بيار رباط في برنامجه «منا وجرّ» مظهرا وسيلة تدفئة كهربائية يعتمدها مقدمو هذه النشرة في استوديوهات «إل بي سي آي»، ساهم في تأجيج الحرب المندلعة بين قناتي «إم تي في» و«إل بي سي»، عندما مثّل مع فريق عمله بأنه يقوم بحملة تبرّع لقناة «إل بي سي آي»، ليجمعوا لها كمية من لترات «المازوت» تساعدها على تشغيل «التدفئة» في مركزها في أدما. فما كان من هشام حداد إلا أن ردّ على طريقته عارضا مشهدا من فقرات البرنامج الصباحي في قناة «إم تي في» «آلايف»، يبيّن مدى البرد القارس الذي يشعر به مقدّمو هذا البرنامج داخل استوديوهاتهم.
وبسبب هذه التراشقات ومدى تأثيرها على الرأي العام اللبناني ومستوى الأقنية التلفزيونية، عقد وزير الإعلام ملحم رياشي اجتماعات خاصة لمعالجة الفلتان الإعلامي السائد حاليا على شاشات التلفزة اللبنانية، وبرزت مبادرات فردية من قبل بعض المتورطين في هذه الحروب ومن خارجها داعين لوضع حدّ نهائي لها. وكان السبّاق في هذا الموضوع مقدّم برنامج «هيدا حكي» على قناة «إم تي في» عادل كرم الذي وجّه في إحدى حلقات برنامجه الأخيرة صرخة حملت عنوان «كفى نشر غسيلنا الوسخ على شاشات التلفزة»، معربا عن امتعاضه من وصول هذه المنافسة بين التلفزيونات إلى حدّ بات فيه المشاهد لا يطيق متابعتها.
وأشار كرم في كلمته هذه التي استغرقت نحو سبع دقائق في مستهل حلقته تلك، إلى أن هذه المنافسة كانت شريفة وتهدف إلى تسلية المشاهد إلى حين تجاوزت حدودها. وختم عادل كرم صرخته تلك بتوجيهه اعتذارا لزميله تمام بليق بعد انتقاده الجارح له في «هيدا حكي».
أما الإعلامي طوني خليفة، فتقدّم بمبادرة مشابهة عندما أثنى على تلك التي قام بها زميله عادل كرم، وذلك في سياق حلقة من برنامجه الأسبوعي «العين بالعين» على قناة «الجديد». وتناول خليفة موضوع نسب المشاهدة «رايتينغ» للبرامج التلفزيونية، التي تشكّل السبب الرئيسي في هذه الحرب؛ فدعا زملاءه إلى إيقاف هذه التراشقات لأنها لا تليق بالإعلام اللبناني كلّه. وجاءت مبادرة هشام حداد في هذا الإطار لتكون الأقوى من بين غيرها عندما دعا في حلقته الأخيرة من «لهون وبس» (عرضت الثلاثاء الفائت) زميله عادل كرم دون أن يسميّه، للمشاركة في تقديم حلقة تلفزيونية واحدة يديراها معا، ولتشكّل بذلك ترجمة حقيقية لمبادرة السلام التي دعا إليها هذا الأخير. ويبقى السؤال المطروح: من يقف فعليا وراء هذه التراشقات؟ أهي اجتهادات فرديّة يقوم بها المقدّم، أم أنها مجرّد تلبية رغبات مديري المحطات في سبيل رفع نسبة المشاهدة لديهم؟ يردّ المقدّم هشام حداد: «ليس هناك من عملية منظّمة، فطبيعة البرامج التي نقدّمها تتطلّب منّا هذه التعليقات التي لا أرغب في تسميتها تراشقات أو ما شابهها، كما أنها تنبع من اجتهاداتنا فقط دون العودة إلى صاحب المحطة، فهي ليست عمليّة مدبّرة أو حملة مخطّطا لها، وعندما يصبح هذا الأمر ساريا على مارسال غانم وهشام حداد وغيرهما من مقدمي البرامج على محطة (إل بي سي آي) يمكن القول حينها إنها حملة بالفعل». وختم هذا الموضوع قائلا: «ليس هناك من اتصالات دورية بيني وبين رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال، الشيخ بيار الضاهر، وقلّما نقوم بذلك». وعما إذا كانت المبادرة التي أطلقها مؤخرا إلى عادل كرم جدّية، أجاب: «طبعا هي جدّية، صحيح أنه لا اتصالات بيننا، إلا أنني أنتظر الردّ عليها من قبل زميلي عادل كرم».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».