الأمم المتحدة: لا تأكيد على تغيير موعد مفاوضات جنيف

بعد إعلان موسكو أنّ المحادثات المقررة أرجئت لنهاية الشهر

سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي في اجتماع مع ممثلي المعارضة السورية في موسكو (أ.ف.ب)
سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي في اجتماع مع ممثلي المعارضة السورية في موسكو (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة: لا تأكيد على تغيير موعد مفاوضات جنيف

سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي في اجتماع مع ممثلي المعارضة السورية في موسكو (أ.ف.ب)
سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي في اجتماع مع ممثلي المعارضة السورية في موسكو (أ.ف.ب)

أعلنت الأمم المتحدة اليوم (الجمعة)، أنّ إرجاء مفاوضات جنيف حول سوريا الذي أعلنته موسكو، غير مؤكد، مضيفة أنّ موفدها الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا سيزور نيويورك الأسبوع المقبل لبحث ذلك. وقالت الناطقة باسم موفد الأمم المتحدة الخاص، يارا شريف: «لا يوجد تأكيد على أنّ محادثات فبراير (شباط)، أرجئت»، خلافًا لما أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق.
وكان لافروف قد أعلن اليوم، أنّ محادثات السلام بشأن النزاع السوري المقررة في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة أرجئت إلى نهاية الشهر.
وتحدث لافروف في مستهل لقاء مع معارضين سوريين بعد محادثات آستانة التي انتهت الثلاثاء، وشارك فيها للمرة الأولى النظام السوري وفصائل من المعارضة المسلحة.
وتابع لافروف: «من الجيد ملاحظة أنّ مجرد الإعلان عن اللقاء في آستانة والتحضير له حث زملاءنا في الأمم المتحدة على التحرك وإعلان محادثات سوريا في جنيف ولو أنّ موعد 8 فبراير أرجئ مجددًا إلى نهاية الشهر المقبل». وكان مسؤولون في الهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف السوري المعارض رفضوا دعوات تلقوها للقاء لافروف اليوم، في موسكو، بينما أعلن مسؤول من حزب الاتحاد الكردستاني مشاركة حزبه.
ودعت موسكو ما مجمله 25 معارضًا سوريًا إلى اللقاء مع لافروف، لكن مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية، في المكان، أشار إلى قدوم 8 أشخاص فقط صباح اليوم.
ولم تتم دعوة ممثلي المعارضة المسلحة الذين شاركوا في المحادثات مع النظام السوري يومي الاثنين والثلاثاء في آستانة إلى اللقاء.
وتابع لافروف: «بالاستناد إلى خبرتنا منذ أكثر من 5 سنوات، نحن واثقون أننا إذا لم نقدم مقترحات ملموسة على طاولة المفاوضات فلن نبدأ أبدًا العمل فعليًا».
وقالت موسكو إنها عرضت على ممثلي المعارضة في آستانة مشروع دستور أعدته. إلا أن مصدرًا في المعارضة أكد لوكالة الصحافة الفرنسية، الثلاثاء، أن الاقتراح رُفض وأن المعارضة لا تريد التباحث بشأنه.
ومضى لافروف يقول: «برأينا، إن كل السوريين يجب أن يكونوا على اطلاع على المشروع قبل اللقاء في جنيف».
من جانب آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم، بقتل 10 مدنيين في قصف تركي على مدينة الباب ومحيطها، التي تعد معقل تنظيم داعش في محافظة حلب بشمال سوريا.
وأوضح مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، أنّ «قصفًا جويًا ومدفعيًا تركيًا استهدف مساء أمس، مناطق في مدينة الباب وبلدة تادف المجاورة» إلى الجنوب منها، مما أسفر عن «مقتل ما لا يقل عن 10 مدنيين، بينهم طفل».
وتشن الطائرات الحربية التركية غارات دعمًا للعملية البرية التي تخوضها أنقرة في شمال سوريا، ويؤكد المسؤولون الأتراك مرارًا أنّهم يقومون بما في وسعهم لتجنب سقوط ضحايا مدنيين. وطالما نفوا بشدة تقارير بشأن مقتل مدنيين في قصف تركي.
ونقلت وكالة الأناضول التركية اليوم، عن بيان للجيش التركي، مقتل 22 متطرفًا من تنظيم داعش خلال الساعات الـ24 الماضية في مدينة الباب وقرية مجاورة إلى الشرق منها.
وبدأت تركيا في 24 أغسطس (آب)، هجومًا بريًا غير مسبوق في شمال سوريا دعمًا لفصائل معارضة لطرد تنظيم داعش من المنطقة الحدودية في شمال حلب، كما استهدفت مقاتلين أكرادًا.
وتقع الباب على مسافة 30 كلم من الحدود التركية، وطالما شكلت هدفًا للعملية العسكرية التركية التي أطلق عليها «درع الفرات».
وتوجد القوات التركية والفصائل المعارضة حاليًا عند الأطراف الشمالية والغربية لمدينة الباب، حيث تدور اشتباكات بشكل شبه يومي.
ويستثني اتفاق وقف إطلاق النار الساري في سوريا برعاية تركية - روسية - إيرانية منذ 30 ديسمبر (كانون الأول)، تنظيم داعش ومجموعات «إرهابية» أخرى.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.