اشتراكيو ألمانيا متفائلون بقدرة مارتن شولتز على إقصاء ميركل

67 % من الألمان يدعمون ترشيحه

مارتن شولتز الوحيد القادر على إزاحة المستشارة أنجيلا ميركل (إ.ب.أ)
مارتن شولتز الوحيد القادر على إزاحة المستشارة أنجيلا ميركل (إ.ب.أ)
TT

اشتراكيو ألمانيا متفائلون بقدرة مارتن شولتز على إقصاء ميركل

مارتن شولتز الوحيد القادر على إزاحة المستشارة أنجيلا ميركل (إ.ب.أ)
مارتن شولتز الوحيد القادر على إزاحة المستشارة أنجيلا ميركل (إ.ب.أ)

في إجراء اعتبرته الصحافة الألمانية «انقلابًا» داخل الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني، قرر رئيس الحزب زيغمار غابرييل التنحي عن منصب رئيس الحزب لصالح رئيس البرلمان الأوروبي السابق مارتن شولتز. ووافقت قيادة الحزب بالإجماع على ترشيح شولتز (61 سنة) لمنازلة المستشارة المحافظة أنجيلا ميركل على منصب المستشارية في الانتخابات العامة المقبلة يوم 24 سبتمبر (أيلول) المقبل.
وواقع الحال أن ترشيح شولتز لمنصب المستشارية من قبل الحزب لم يكن مفاجئًا، لأن شولتز تخلى عن منصبه في البرلمان الأوروبي قبل أشهر دون أن يعلن عن كثير من المسببات، ورفض الحزب التعليق على هذا التحول الدراماتيكي في حياة الرجل الذي جمع خبرة طويلة في الشأن الأوروبي (22 سنة) وترك الإعلان عن مرشحه لمنافسة ميركل إلى «وقت مناسب» قادم. المفاجئ هو تخلي غابرييل عن قيادة الحزب وتخليه عن منصب وزير الاقتصاد لصالح منصب وزير الخارجية الذي احتله حتى الآن فرانك - فالتر شتاينماير. ومعروف أن التحالف الحكومي، بين الاشتراكيين والمسيحيين، رشح شتاينماير بالإجماع لمنصب رئيس الجمهورية المقبل خلفًا للمستقل يواخيم غاوك. قبلها، قال غابرييل لمجلة «شتيرن» إنه غير قادر على كسب السباق نحو مكتب المستشارية ببرلين عكس ميركل، وأضاف أن ترشيحه سيكون هزيمة أخرى للحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي صارت استطلاعات الرأي تمنحه أقل من 20 في المائة أحيانًا.
وفي الحال نال ترشيح شولتز موافقة الجناح اليساري في الحزب، وتأييد النقابات العمالية الوثيقة الصلة بالحزب، وهو أول مرشح يحظى بمثل هذا التأييد الداخلي، كما رحب حزب اليسار، وكذلك حزب الخضر بترشيح شولتز، وعبر مندوبو الحزبين عن قناعتهم بقدرة شولتز على إقصاء ميركل.
وكان البارومتر السياسي، الذي تقدمه القناة الثانية في التلفزيون الألماني (ز.د.ف)، يضع شولتز، في استطلاعات الرأي، على رأس قائمة السياسيين الأكثر شعبية في ألمانيا، يليه اشتراكي آخر هو شتاينماير، ثم وزير المالية فولفغانغ شويبله، وتأتي ميركل بعدهم في المرتبة الرابعة.
وفي آخر استطلاع للرأي أجرته القناة الأولى في التلفزيون الألماني (أ.ر.د)، قال 67 في المائة ممن شملهم الاستفتاء إنهم يدعمون ترشيح شولتز. ونال شولتز نسبة من الأصوات بلغت41 في المائة، أي أن رصيده ارتفع نحو 5 نقاط مقارنة بشهر ديسمبر (كانون الأول) مقابل النسبة نفسها للمستشارة ميركل، التي خسرت نقطتين مقارنة بشهر ديسمبر.
وتعترف نسبة 65 في المائة ممن يؤيدون ترشيح شولتز بأنهم لا يعرفون كثيرا عن خططه وسياسته تجاه الضرائب أو اللاجئين أو التقاعد، بسبب تكريس حياته للاتحاد الأوروبي، إلا أنهم يثقون به. بل إن شولتز يتفوق على ميركل من ناحية «المصداقية»، لأنه حقق نسبة 65 في المائة مقابل 64 في المائة لميركل، ومن ناحية «اللطافة»، لأنه حقق 69 في المائة مقابل 63 في المائة للمستشارة، إلا أن ميركل تفوقت في قضايا «الكفاءة» والقدرة القيادية.
جمع مارتن شولتز خبرات طويلة خلال عمله في الاتحاد الأوروبي، وكان حتى الآن بعيدًا نسبيًا عن مواضيع السياسة اليومية في ألمانيا، ولهذا يقع عليه في الأشهر التي تسبق الانتخابات أن يفعل كثيرا ليثبت قدرته، وكي يقنع الألمان بأنه لا يقل كفاءة في السياسة الداخلية عن كفاءته في اللغات (يجيد ست لغات).
بل يجد الاشتراكيون أن مارتن شولتز «لم يتلوث» حتى الآن بالتحالفات الداخلية، وخصوصًا في مرحلة التحالف الكبير بين الاشتراكيين والمسيحيين. ويرى هؤلاء أن تراجع رصيد الحزب الشعبي يعود في الأساس إلى تحالفه مع المحافظين على المستوى الاتحادي واضطراره إلى ملاحقة ميركل في قضايا اللاجئين والضرائب.
ولا يعتقد أحد أن مارتن شولتز يساري، لكنه جدير بإدارة دفة الحزب نحو سياسة تميزه عن سياسة المحافظين، وتؤهله لمواجهة ارتفاع رصيد اليمين الشعبوي المتطرف، كما أنه قادر على كسب أصوات الكثيرين من معسكر ناخبي الخضر واليسار أثناء الانتخابات.
المهم أيضًا أن شولتز قد يمهد لأول تحالف من نوعه بين الاشتراكيين واليساريين والخضر في أعقاب التحالف الكبير، وهو هدف يسعى إليه الجناح اليساري في الحزب الاشتراكي إلى جانب قيادات في حزب الخضر وحزب اليسار، تجتمع بشكل دوري في برلين، وفي حين دأب قادة الحزب الاشتراكي على نفي إمكانية التحالف مع حزب اليسار، فإن شولتز لم يفعل ذلك. وقال شولتز في مقابلة مع «شتيرن» إن حزب اليسار يقدم مرشحين جديرين بالثقة، وإن على المرء ألا يتصلب تجاههم.
وأخيرًا، فإن شولتز من أبناء ولاية الراين الشمالي فيستفاليا التي يحكمها الاشتراكيون والخضر على طول الخط منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وهي ولاية تزدحم بنحو 20 مليون نسمة، وهي مقر النقابات العمالية ومناجم منطقة الرور. ولو أن ثلث أبناء الولاية صوتوا لشولتز لأضاف ذلك إلى جعبته عدة ملايين من الناخبين.



من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)

هناك الكثير من الأحداث المهمة المنتظر حدوثها في عام 2025، بدءاً من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ومروراً بالانتخابات في أوروبا واضطراب المناخ والتوقعات بانتهاء حرب أوكرانيا.

ونقل تقرير نشرته شبكة «سكاي نيوز» البريطانية تفاصيل هذه الأحداث المتوقعة وكيفية تأثيرها على العالم ككل.

تنصيب دونالد ترمب

سيشهد شهر يناير (كانون الثاني) الحدث الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، بل وربما للعالم أجمع، وهو تنصيب ترمب ليصبح الرئيس السابع والأربعين لأميركا.

وسيقع هذا التنصيب في يوم 20 يناير، وقد تعهد الرئيس المنتخب بالقيام بتغييرات جذرية في سياسات بلاده الداخلية والخارجية فور تنصيبه.

ونقل مراسل لشبكة «سكاي نيوز» عن أحد كبار مستشاري ترمب قوله إنه يتوقع أن يوقّع الرئيس المنتخب على الكثير من «الأوامر التنفيذية» الرئاسية في يوم التنصيب.

وتنبأ المستشار بأنه، بعد لحظات من أدائه اليمين الدستورية «سيلغي ترمب قدراً كبيراً من إرث الرئيس الحالي جو بايدن ويحدد اتجاه أميركا للسنوات الأربع المقبلة».

وعلى الصعيد المحلي، سيقرّ ترمب سياسات هجرة جديدة جذرية.

وقد كانت الهجرة قضية رئيسية في الحملة الانتخابية للرئيس المنتخب، حيث إنه وعد بترحيل الملايين وتحقيق الاستقرار على الحدود مع المكسيك بعد عبور أعداد قياسية من المهاجرين بشكل غير قانوني في عهد بايدن.

ويتوقع الخبراء أن تكون عمليات الترحيل الجماعي التي وعد بها خاضعة لمعارك قانونية، إلا أن فريق ترمب سيقاتل بقوة لتنفيذها.

ومن المتوقع أيضاً أن يصدر ترمب عفواً جماعياً عن أولئك المتورطين في أحداث الشغب التي وقعت في 6 يناير 2021، حين اقتحم الآلاف من أنصاره مبنى الكونغرس بهدف منع التصديق على فوز بايدن بالانتخابات.

وعلى الصعيد الدولي، يتوقع الخبراء أن يكون لرئاسة ترمب تأثيرات عميقة على حرب أوكرانيا، والصراع في الشرق الأوسط، وأجندة المناخ، والتعريفات الجمركية التجارية.

ومن المتوقع أن ينسحب ترمب من اتفاقية باريس للمناخ؛ الأمر الذي سيجعل أميركا غير ملزمة بأهداف خفض الانبعاثات الكربونية.

وفيما يتعلق بأوكرانيا، قال ترمب إنه يستطيع تحقيق السلام وإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة.

أما بالنسبة للصراع في الشرق الأوسط، فقد هدَّد الرئيس الأميركي المنتخب حركة «حماس» بأنه «إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن في غزة قبل 20 يناير (موعد تنصيبه) سيكون هناك جحيم يُدفع ثمنه في الشرق الأوسط». إلا أن الخبراء لا يمكنهم توقع كيف سيكون رد فعل ترمب المتوقع في هذا الشأن.

انتخابات أوروبا

سيبدأ العام بانتخابات في اثنتين من أبرز دول أوروبا، وهما فرنسا وألمانيا.

سينصبّ التركيز أولاً على برلين - من المرجح أن ينتهي الأمر بالليبرالي فريدريش ميرز مستشاراً لألمانيا؛ مما يحرك بلاده أكثر نحو اليمين.

ويتوقع الخبراء أن تكون أولويات ميرز هي السيطرة على الهجرة.

أما في فرنسا، فسيبدأ رئيس الوزراء الفرنسي السابق إدوارد فيليب في الترويج لنفسه ليحلّ محل إيمانويل ماكرون رئيساً، بحسب توقعات الخبراء.

ويعتقد الخبراء أيضاً أن يتطور دور جورجيا ميلوني وينمو من «مجرد» كونها زعيمة لإيطاليا لتصبح قناة الاتصال بين أوروبا وترمب.

علاوة على ذلك، ستجري رومانيا انتخابات لاختيار رئيس جديد في مارس (آذار) المقبل.

الأوضاع في الشرق الأوسط

يقول الخبراء إن التنبؤ بما قد يحدث في الشرق الأوسط هو أمر صعب للغاية.

وعلى الرغم من تهديد ترمب بتحويل الأمر «جحيماً» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن الموجودين في غزة، فإن وضع الرهائن لا يزال غير معروف وغير محسوم.

وعلى الرغم من التفاؤل الأخير بشأن المفاوضات، لا تزال الخلافات قائمة بين «حماس» وإسرائيل. لكن وقف إطلاق النار لا يزال محتملاً.

لكن أي هدنة ربما تكون مؤقتة، وهناك الكثير من الدلائل على أن الجيش الإسرائيلي ينوي البقاء في غزة في المستقبل المنظور مع تزايد الدعوات إلى احتلال دائم بين الساسة الإسرائيليين من أقصى اليمين.

وما لم يتحسن الوضع الإنساني في غزة بشكل كبير وسريع، فإن سمعة إسرائيل الدولية سوف تستمر في التردي في حين تنظر محكمة العدل الدولية في اتهامات بالإبادة الجماعية.

ويتوقع الخبراء أن يفكر نتنياهو في ضرب إيران، سواء لردع الحوثيين أو للتصدي للبرنامج النووي للبلاد، لكن قد يتراجع عن ذلك إذا لم يحصل على دعم من الرئيس الأميركي القادم.

ومن بين الأحداث التي يدعو الخبراء لمراقبتها من كثب هذا العام هي صحة المرشد الإيراني المسن علي خامنئي، التي كانت مصدراً لكثير من التكهنات في الأشهر الأخيرة، حيث ذكرت الكثير من التقارير الإعلامية أنها متردية للغاية.

أما بالنسبة لسوريا، فسيحتاج قادة سوريا الجدد إلى العمل على دفع البلاد للاستقرار وجمع الفصائل الدينية والعسكرية المختلفة، وإلا فإن التفاؤل المفرط الذي شوهد بعد الإطاحة ببشار الأسد سينقلب وتحلّ محله تهديدات بوقوع حرب أهلية جديدة بالبلاد.

العلاقات بين الصين والولايات المتحدة

قد تكتسب المنافسة بين الصين والولايات المتحدة زخماً كبيراً هذا العام إذا نفَّذ دونالد ترمب تهديداته التجارية.

وقد هدد الرئيس الأميركي المنتخب بفرض تعريفة جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع السلع الصينية؛ وهو ما قد يشعل حرباً تجارية عالمية ويتسبب في انهيار اقتصادي.

وتستعد بكين لمثل هذه المتاعب، وهي منخرطة بالفعل في إجراءات تجارية انتقامية مع الولايات المتحدة.

ودبلوماسياً، وفي حين توجد جهود لقلب العلاقة المتوترة بين المملكة المتحدة والصين، من المرجح أن تستمر مزاعم التجسس واتهامات التدخل الصيني في السياسة الأميركية، وهي اتهامات تنفيها بكين بشدة.

حرب أوكرانيا

يتوقع الخبراء أن تنتهي حرب أوكرانيا في عام 2025، مشيرين إلى أن القتال سيتوقف على الأرجح وأن الصراع سيتجمد.

وأشار الجانبان الروسي والأوكراني مؤخراً إلى استعدادهما لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لـ«سكاي نيوز» إنه على استعداد للتنازل عن الأراضي التي تسيطر عليها كييف، بينما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا مستعدة لتقديم تنازلات أيضاً.

إنه تحول دراماتيكي في اللهجة، نتج من انتخاب دونالد ترمب، بحسب الخبراء الذين قالوا إن المحادثات والتوصل لصفقة بات أمراً حتمياً الآن.

ومهما كانت النتيجة، ستقدمها روسيا للعالم على أنها انتصار لها.

ويعتقد الخبراء أن الكرملين يأمل في اختتام المفاوضات قبل التاسع من مايو (أيار)، الذي يصادف الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية، ليكون الاحتفال الروسي مزدوجاً.

لكن المشاكل لن تنتهي عند هذا الحد بالنسبة لبوتين. فمع ارتفاع التضخم، وانخفاض قيمة الروبل، وضعف الإنتاجية، سيكون الاقتصاد هو معركة روسيا التالية.