«سوق الليل» غرب السعودية تعود للحياة بعد اندثارها 50 عامًا

إطلاق المرحلة الثانية لترميم حي الصور في ينبع التاريخية

الأمير سلطان بن سلمان والأمير فيصل بن سلمان يتجولان في سوق الليل بعد إعادة ترميميه ( واس)
الأمير سلطان بن سلمان والأمير فيصل بن سلمان يتجولان في سوق الليل بعد إعادة ترميميه ( واس)
TT

«سوق الليل» غرب السعودية تعود للحياة بعد اندثارها 50 عامًا

الأمير سلطان بن سلمان والأمير فيصل بن سلمان يتجولان في سوق الليل بعد إعادة ترميميه ( واس)
الأمير سلطان بن سلمان والأمير فيصل بن سلمان يتجولان في سوق الليل بعد إعادة ترميميه ( واس)

عادت سوق الليل التاريخية في مدينة ينبع، غرب السعودية، للحياة مرة أخرى، والتي افتتحها الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بحضور الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة رئيس مجلس التنمية السياحية، بعد الانتهاء من ترميمها، والتقيا المواطنين العاملين في السوق التي تضج بالحركة والتبادل التجاري، بعد نحو 50 عامًا من الاندثار.
وأطلق الأمير سلطان المرحلة الثانية من مشروع ترميم مباني حي الصور في ينبع التاريخية، ويهدف مشروع تطوير حي الصور في مرحلته الثانية، ترميم مائة مبنى، بعد أن انتهت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وشركاؤها من ترميم «سوق الليل»، إحدى أقدم الأسواق في السعودية، وسلمتها للمواطنين الذين أصبحوا يبيعون ويشترون ويتداولون كثيرا من الحرف والأنشطة في هذه السوق العتيقة، إلى جانب تحسين الواجهة البحرية. ويعد هذا المشروع أحد مشروعات برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، الذي تنفذه الهيئة برعاية خادم الحرمين الشريفين.
ويبلغ عدد المباني المراد ترميمها مائة مبنى، على مساحة 8100 متر مربع، منها 32 مبنى تجاريا، و6 مبان ثقافية، و12 مبنى سكنيا، و5 مبان إدارية وممرات. ويمول المشروع الذي يحتوي على ساحة للمنطقة الثقافية، ومرفأ بحري، كل من شركة «سابك»، وشركة «أرامكو»، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، إلى جانب عدد من الشركاء، مثل محافظة وبلدية ينبع، ومركز التراث العمراني، والمؤسسة العامة للموانئ.
كما جرى افتتاح معرض للصور التاريخية لينبع، نظمته دارة الملك عبد العزيز، وحوى مجموعة من الصور النادرة والقيّمة لينبع، وزيارة ملوك السعودية لهذه المدينة، إضافة إلى معرض للصور والرسم بأيدي فنانين وفنانات من السعودية.
وأكد الأمير سلطان بن سلمان، أن إعادة الحياة لسوق الليل وحي الصور، تأتي بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، المؤمن بأن التراث الوطني ضرورة ملحّة وركيزة أساسية في بناء الإنسان المخلص لوطنه ومجتمعه، مشيرًا إلى أن خادم الحرمين الشريفين أقر برنامجًا وطنيًا كبيرًا يهدف إعادة الوطن وتاريخه إلى قلب المواطن، هو برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري.
ولفت إلى أن الهيئة شرعت منذ وقت مبكر في ترميم مواقع ذات بعد كبير للناس، مثل قرية ذي عين في الباحة، وغيرها العشرات من المواقع المهمة في حياة السعوديين. وهذا التاريخ يحمل قيمًا ومعاني سامية، مشددًا على أن هذه المواقع لا يمكن أن تضيع في خضم اهتمام الناس بوسائل التواصل الاجتماعي والسفر، مشيرًا إلى أن هناك وطنًا مستقرًا موحدًا آمنًا، لم يكن ليحدث صدفة، بل شارك في كل مراحل بنائه مواطنون صادقون عاشوا ملحمة التوحيد، وملحمة البناء والاستقرار، وبيوتهم منتشرة في كل أرجاء المملكة، ونحن حينما نستعيد هذه المواقع فنحن لا نستعيدها للذكرى بل لاستشعار القيم والتقاليد الحميدة والتفاف المواطنين حول قيادتهم ووطنهم، وتمسكهم بدينهم وقيمهم.
وأشار إلى الأهمية الكبيرة لحي الصور والسوق، حيث أضحى اليوم نقطة جذب لمواطنين ومواطنات أصبحوا الآن يعملون بشرف ويكسبون لقمة عيشهم بكل فخر، مشيرًا إلى أن البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية الذي تعمل عليه الهيئة يهدف إلى نقل الناس من الضمان إلى الأمان، كما يهدف إلى أن يستقر الناس ويسعدوا في بلدهم، وهذا واحد من أهم أهداف هيئة السياحة والتراث الوطني.
وتطرق إلى الميزانية الاستثنائية للهيئة ولبرنامج خادم الحرمين الشريفين للتراث الحضاري، واعدًا ببناء متاحف جديدة، وإعادة العمل في المتاحف التي توقفت العام الماضي بسبب نقص الميزانيات. وقال: «لدينا 20 متحفًا كبيرًا جدًا، من بينها متحف قصر خزام في جدة، وفي مكة المكرمة قصور الدولة في المعابدة، وكذلك واحة القرآن الكريم، ومتحف بدر في المدينة المنورة، ونحن متوجهون لتطوير مواقع التاريخ الإسلامي، بتضامن من هيئة كبار العلماء، لتطوير هذه المواقع ومواقع الزوار فيها، بشراكة قوية مع هيئتي تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة».
وعن مشروعات تطوير العلا، أوضح الأمير سلطان بن سلمان، أن العلا لديها ميزانية 360 مليون ريال لتطوير المنطقة، وهناك لجنة عليا من الوزراء المختصين لوضع معايير لمناطق التنمية السياحية، وفي مقدمتها العلا، بحيث يتم حمايتها وتطويرها وفق معايير، وستشهد العلا بناء 3 فنادق جديدة، كما أن مطار العلا انطلق بقوة، وتم تعزيز الرحلات إليه.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.