أيها المسؤولون... ارفعوا أيديكم عن رواتب اللاعبين

الإشارة إليها كمثال على الإفراط في النفقات ينم عن تحيز وكسل

زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين («الشرق الأوسط»)
زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين («الشرق الأوسط»)
TT

أيها المسؤولون... ارفعوا أيديكم عن رواتب اللاعبين

زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين («الشرق الأوسط»)
زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين («الشرق الأوسط»)

قد لا يكون غريبًا أن نسمع زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين يدلي بتصريحات عن رواتب لاعبي كرة القدم ثم يقول النقيض تمامًا في نفس اليوم، لأن هذا في حقيقة الأمر هو ما اعتدنا عليه من زعيم المعارضة، لكن المشكلة تكمن في أننا لا نعرف هل سيستقر على هذا الرأي أو ذاك.
فخلال الأسبوع الماضي، قال كوربين إنه يجب أن يكون هناك سقف للرواتب «الغريبة»، وكان أول مثال يشير إليه في هذا الأمر هو رواتب لاعبي كرة القدم، وأضاف: «بالتأكيد، الرواتب التي تدفع لبعض لاعبي كرة القدم سخيفة ومثيرة للسخرية، ونفس الأمر ينطبق على بعض الرواتب التي تدفع للمسؤولين التنفيذيين للشركات». لكن يبدو أن كوربين قد غير رأيه بنهاية الأسبوع، ورأي أن سقف الرواتب لا ينبغي أن يطبق على لاعبي كرة القدم، وقال للصحافي والمذيع المعروف أندرو مار إن السبب في ذلك هو أن اللاعبين ليسوا مديرين. وقال زعيم حزب العمال هذه المرة: «رغم أن لاعبي كرة القدم يحصلون على مبالغ سخيفة يفترض أننا ندفعها جميعًا من خلال تذاكر المباريات، لكن في حقيقة الأمر هم عبارة عن موظفين لفترة قصيرة في تلك الأندية».
كنت أتمنى أن يعارض كوربين ما جاء على لسان مار، الذي كان يقال في الماضي كإهانة لكرة القدم، عندما تفوه بتلك الجملة البغيضة: «نحن من ندفع رواتبكم»، التي يرى البعض أنها يجب أن تقال في برنامج تلفزيوني يجتمع فيه الضيوف حول الأريكة وليس للاعبي كرة القدم الذين يمتعوننا في لعبة باتت تمثل أحد المحركات الهامة للحراك الاجتماعي، لكنه للأسف استمع لتلك التصريحات وتمادى معها.
وبالنسبة لأولئك الذين يوافقون على توجيه هذه الجملة إلى لاعبي كرة القدم، قد يتعين عليهم أن يسألوا أنفسهم أولا ما إذا كان يجب توجيهها أيضًا للعاملين في مطعم يتناولون فيه الغداء أو لعامل نظافة في محطة. فإذا رأوا أنه يجب عليهم توجيهها لهم أيضًا، فإن ذلك سيجعلهم يشعرون بعدم السعادة على الدوام، وإذا رأوا أنه لا يجب عليهم القيام بذلك فكيف يبررون استخدام تلك الجملة في حالة ولا يستخدمونها في حالة أخرى! هناك استثناءات قليلة وواضحة في هذا الشأن - عندما تكتشفون مثلا أن مرشحكم لمجلس النواب لم يكن على قدر ثقتكم ولم يحقق مطالبكم - لكن يجب احترام هذا المبدأ العام بكل تأكيد.
ونظرًا لأن كوربين نفسه يحصل على مبلغ إضافي يصل إلى 62440 جنيهًا إسترلينيًا من الخزانة العامة لأنه من المفترض أن يقود المعارضة في البلاد، فربما لن يكون من الحكمة أن يقحم نفسه في الحديث عن مثل هذه الأشياء.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».