السوق العقارية في نيكاراغوا تخرج من سباتها العميق

المبيعات انتعشت بعد عودة الثقة... والمتقاعدون المغتربون أبرز طالبي الشراء

منزل من الحقبة الاستعمارية مع باحة خارجية  في وسط مدينة غرانادا في نيكاراغوا (نيويورك تايمز)
منزل من الحقبة الاستعمارية مع باحة خارجية في وسط مدينة غرانادا في نيكاراغوا (نيويورك تايمز)
TT

السوق العقارية في نيكاراغوا تخرج من سباتها العميق

منزل من الحقبة الاستعمارية مع باحة خارجية  في وسط مدينة غرانادا في نيكاراغوا (نيويورك تايمز)
منزل من الحقبة الاستعمارية مع باحة خارجية في وسط مدينة غرانادا في نيكاراغوا (نيويورك تايمز)

يقع هذا المنزل المكون من ستة غرف للنوم، وستة حمامات كبيرة وآخر صغير، ويعرف باسم كازا بلانكا، في قلب مدينة غرانادا في نيكاراغوا، تلك المدينة الغربية الصغيرة التي تأسست في عام 1520 على طول سواحل بحيرة نيكاراغوا. والإرث الاستعماري الغني في المدينة، وهو الأقدم في أميركا الوسطى، ينعكس من خلال الهندسة المعمارية الفخمة لهذا المنزل وغيره من المباني الأخرى هناك.
شُيد كازا بلانكا، المنزل من الحقبة الاستعمارية المبني من الخرسانة البيضاء وسقف القرميد الأحمر، في عام 1750 لصالح عائلة إسبانية من أثرياء القوم، وفقًا إلى كارلوس إي. غوتيريز، الوكيل العقاري في شركة نيكاراغوا سوثبي العقارية الدولية، والتي تدرج المنزل على قوائم العقارات لديها في مقابل 1.3 مليون دولار.
ويقع المنزل المكون من طابقين، مع مرآب يتسع لسيارتين، على طريق المشاة المعروف باسم كالي لا كالزادا، بالقرب من كاتدرائية غرانادا والحديقة الكبرى، في وسط المدينة الصاخبة. ويقول تريفور باران، الشريك الإداري في الشركة التابعة لسوثبي الدولية، التي افتتحت أعمالها خلال فصل الربيع الماضي: «إنه موقع مثالي للغاية».
امتلك الملاك الحاليون المنزل قبل خمس سنوات، كما قال السيد باران، وأمضوا عامين كاملين في أعمال الترميم والتجديد، حيث استعادوا الكثير من التفاصيل المعمارية التي لا تعد ولا تحصى في جميع أنحاء المنزل البالغة مساحته 6 آلاف قدم مربع من المساحة المعيشية. وتلك التحديثات تشتمل على الأسقف المقببة والمعكوسة بالعاشق والمعشوق، أو الدعامات المستقيمة، والتلبيسة، والخشب المصبوب، وبلاط الأرضيات المرسوم بألوان شمعية والمصنوع محليا. والأثاث، والقادم معظمه من مصانع سيمبلمينتي ماديرا في العاصمة ماناغوا، مدرج على قائمة مبيعات المنزل.
تحيط الأبواب الحديدية المزخرفة بالبوابات المزدوجة للمنزل، والتي تنفتح على بهو مركزي كبير مع منطقة للجلوس، وواحدة من أصل ثلاث غرف للمعيشة. ويضم الطابق السفلي كذلك أربع غرف للنوم مخصصة للضيوف، ثلاث منها تحتوي على حمامات داخلية، وحمام داخلي آخر صغير مناسب لموظفي المطبخ الحديث الملحق بالمنزل. وكل غرف النوم، باستثناء أماكن الموظفين، مكيفة الهواء، كما قال السيد باران.
وتحتل غرفة النوم الرئيسية، مع فجوة في الجدار تضم التلفزيون، وحمامًا كبيرًا، أغلب مساحة الطابق الثاني. وتحتوي أيضًا على شرفة تطل على الكاتدرائية وعلى الباحة الداخلية المشجرة الخاصة بالمنزل. وتؤدي كل غرفة تقريبًا من غرف الطابق الأرضي إلى الفناء المزين بأوراق الأشجار الاستوائية مثل الصبار والزنجبيل، ويضم منطقة مفتوحة لتناول الطعام في الهواء الطلق إلى جانب حمام للسباحة يبلغ طوله 40 قدمًا.
تبعد مدينة غرانادا، التي تضم سكانًا يبلغ تعدادهم قرابة 120 ألف نسمة، نحو 28 ميلا من العاصمة ماناغوا. كما تبعد مسافة 55 دقيقة بالسيارة عن مطار ماناغوا، ونحو 3 ساعات بالسيارة إلى مطار ليبيريا في دولة كوستاريكا.

نظرة عامة على السوق:
ومع تلاشي الاضطرابات السياسية الماضية من الذاكرة، أصبحت البلاد مزارا سياحيا شهيرا ومن وجهات المنازل الثانية، وفقا للوكلاء العقاريين المحليين.
يقول السيد غوتيريز: «بدأ العمل في سوق العقارات منذ عام 2002 حتى عام 2004، عندما كان هناك نمو هائل في اقتصاد البلاد. وكانت الأسواق مزدهرة للغاية»... وبعد الأزمة المالية العالمية في عام 2008 «دخلت كل الأنشطة في البلاد في حالة سبات عميق».
غير أن المبيعات والأسعار قد انتعشت خلال السنوات الأربع الماضية، كما يقول الوسطاء. وأردف السيد غوتيريز، المطور العقاري المحلي ومدير شركة كازا غرانادا العقارية، يقول: «يشعر الناس بالثقة حيال البلاد».
وترتفع نسبة مبيعات المنازل في مختلف أحياء نيكاراغوا، في المتوسط، ما بين 15 إلى 20 في المائة عن العام الماضي، كما قال السيد غوتيريز. وفي غرانادا، يرتفع سوق الإيجار بصورة جيدة، نظرًا لأن الناس يرغبون في التجربة قبل الشراء. وقدر أن معدلات الإيجار في المدينة قد ارتفعت بواقع 40 في المائة خلال السنوات الخمس الماضية.
وعلى الرغم من أن الأسعار في نيكاراغوا قد ترتفع – وتتضاعف قيمتها في بعض المنتجعات السياحية منذ عام 2007، وفقًا للوكلاء – فإن أسعار المنازل لا تزال أقل من مثيلاتها في الدول المجاورة مثل كوستاريكا. حيث يبدأ سعر الشقة المكونة من 3 غرف للنوم والمؤثثة بالكامل في غرانادا، على سبيل المثال، من 170 ألف دولار، وفقًا للسيد غوتيريز المطور العقاري.
وقال السيد غوتيريز من شركة سوثبي: «تبلغ أسعار العقارات نحو 50 في المائة أقل من مثيلتها في كوستاريكا. إن نيكاراغوا تذكرني بكوستاريكا قبل 30 عاما مضت».

من يشتري في نيكاراغوا؟
ينشط المشترون من الولايات المتحدة، وكندا، وأوروبا في سوق العقارات في نيكاراغوا، ولا سيما بالنسبة للمنازل الفاخرة، كما يقول الوكلاء، وأغلبهم يبحثون عن المنازل الثانية أو الممتلكات بهدف الاستخدام اللاحق.
يقول إدواردو كابراليس، المحامي الذي يعمل من مدينة سان خوان ديل سور في نيكاراغوا: «قبل عشر سنوات ماضية، كان الناس يشترون العقارات بهدف الاستثمار، ولكن لم يعد هناك مضاربون الآن كما كان الأمر من قبل».
هناك تدفق من المتقاعدين المغتربين في غرانادا، كما يقول الوكلاء، بسبب تكاليف المعيشة المعقولة في البلاد، إلى جانب السحر الاستعماري القديم الذي تتمتع به البلاد، والشوارع الكثيرة المخصصة للمشاة فقط، والمتاجر، والمطاعم، وغير ذلك من وسائل الراحة والمرافق في المدينة.

أساسيات الشراء
ليست هناك قيود على التملك للرعايا الأجانب في البلاد، باستثناء الممتلكات القريبة من الحدود، وذلك لأسباب تتعلق بأمن البلاد. وفي واقع الأمر، تشجع السياسات والقوانين مشتريات الأجانب للعقارات في البلاد، مثالاً ببرنامج الإسكان الذي يعرض الحوافز الضريبية على المتقاعدين.
والرعايا الأجانب، على الرغم من ذلك لديهم عدد قليل من خيارات الرهن العقاري، ولذلك فإن المشتريات تتم نقدا في أغلب الأحيان.
ومن الضروري بالنسبة للمشترين أن يوكلوا محاميًا جيدًا، ومن الأفضل أن يكون ممن يقدمون خدمات الترجمة المعتمدة لاتفاقيات الشراء، ويكون موجودا بنفسه عند إغلاق التعاقد بالنيابة عن المشترين، كما يقول السيد كابراليس. كما سوف يحتاج المحامي أيضًا إلى إجراء العناية الواجبة واللازمة، والتي تتضمن الخطوة الأساسية من مراجعة سند الملكية، لضمان عدم وجود أي حجوزات على العقار، أو مسائل أخرى تتعلق بملكيته.

المواقع الإلكترونية:
السياحة في نيكاراغوا: (visitnicaragua.us)
القوائم العقارية المتعددة في نيكاراغوا: (mls - nica.com / en)

اللغة والعملة:
اللغة الإسبانية، والعملة هي كوردوبا (1 كوردوبا = 0.034 دولار أميركي).

الضرائب والرسوم:
تنطوي كل المعاملات في المعتاد على وكيل عقاري واحد فقط، والذي يحصل على عمولة لقاء خدماته من قبل البائع في المعتاد، وهي تبلغ 5 إلى 8 في المائة من سعر الشراء. وهناك الكثير من الرسوم الأخرى المتضمنة في المعاملات - وتلك الرسوم يسددها المشتري في المعتاد - مثل ضريبة النقل الاتحادية التي تقدر بـ1 إلى 4 في المائة من القيمة المقدرة للعقار بعد تسجيله إلى المشتري.
وتتضمن النفقات الأخرى الضريبة البلدية السنوية بمقدار 1 في المائة من القيمة المقدرة للعقار، إلى جانب أتعاب المحاماة ورسوم كاتب العدل (على الرغم من أن أغلب المحامين هم من كتاب العدل الموثقين). وتبلغ رسوم المحامي نحو 1 في المائة من سعر الشراء.
* خدمة «نيويورك تايمز»



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.