«إخوان» الأردن تنهي مقاطعة الحوار مع الإدارة الأميركية

الأمين العام لذراع الجماعة السياسية لـ«الشرق الأوسط»: الظروف تغيرت ولدينا ثلاثة مبررات رئيسة

«إخوان» الأردن تنهي مقاطعة الحوار مع الإدارة الأميركية
TT

«إخوان» الأردن تنهي مقاطعة الحوار مع الإدارة الأميركية

«إخوان» الأردن تنهي مقاطعة الحوار مع الإدارة الأميركية

أكد النائب الأول للأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، علي أبو السكر أن الحركة الإسلامية في الأردن اتخذت قرارًا مؤسسيًا بإنهاء مقاطعة الحوار مع الإدارة الأميركية الذي اتخذ في عام 2003 على خلفية التدخل الأميركي في العراق. وأضاف أبو السكر لـ«الشرق الأوسط» أن «الولايات المتحدة الأميركية انسحبت من العراق وأنهت احتلاله، والظروف قد تغيرت ولا يوجد مبرر لاستمرار قرار المقاطعة».
وأوضح أبو السكر أن «هذا القرار لا يعني أن الحركة الإسلامية متفقة أو مؤيدة لسياسات الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة».
وأشار إلى أن الحركة الإسلامية «اتخذت هذا القرار بالتزامن مع قرار المشاركة في الانتخابات النيابية في الأردن» والتي جرت في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وبالنسبة للحوار مع الإدارة الأميركية قال أبو السكر إنه «حتى الآن لا يوجد شيء مشترك للحوار عنه، ولكن هناك ندوة سياسية نظمها منتدى السبيل الإعلامي قبل أيام بمشاركة المستشارة الثقافية والإعلامية في السفارة الأميركية راغيني غويتا، وقيادات في الحركة الإسلامية، وكنت من الحضور».
وأضاف: «الآن ليس لدينا أي حظر للحوار مع أي جهة، نحن نؤيد أية حوارات تخدم قضايانا ووطننا باستثناء الكيان الصهيوني».
وأكد أبو السكر أنه لا يوجد في المستقبل القريب أي لقاءات بين الجماعة والقيادة الأميركية، مؤكدًا بقوله إنه «لم نسع إلى ذلك مع الإدارة الأميركية» إلا أنه استدرك قائلاً إنه «إذا طلب منا الحوار فليس هناك ما يمنع ذلك».
وحول مبررات القرار، أوضح أبو السكر أن «هناك ثلاثة مبررات رئيسية قضت إلى إنهاء المقاطعة؛ على رأسها إعلان الإدارة الأميركية انسحابها من العراق رسميًا، إلى جانب ضرورة أن يكون التواصل بشكل مباشر مع الحركة الإسلامية دون وسطاء، إضافة إلى الرد على المواقف العدائية التي توّظف ضد الدين الإسلامي»، وما وصفه بـ«ضرورة تحمّل المسؤولية المترتبة على المؤسسات المدنية لتخفيف حدة العداء تجاه المسلمين والإسلام»، على حد تعبيره.
وأضاف أن «المحظور والممنوع هو الحوار مع الكيان الصهيوني، أما أي تواصل مع أي دول أخرى ضمن مصلحة الحزب فمتاح».
وأشار إلى أن «اللقاء مع المستشارة الإعلامية في السفارة الأميركية هو اللقاء الأول الرسمي المعلن مع مسؤولين في الإدارة الأميركية»، لافتًا إلى أن «لقاءات سابقة عاجلة أجريت كانت أقرب إلى التواصل الشخصي».
ويأتي الكشف عن القرار بإنهاء المقاطعة، تزامنًا أيضًا مع مصادقة اللجنة القضائية في مجلس النواب الأميركي، الشهر الماضي على مشروع قرار ينص على إدراج جماعة الإخوان المسلمين على قائمة «المنظمات الإرهابية»، والذي يتطلب التصويت عليه في مجلس النواب ومجلس الشيوخ، قبل أن يطرح على البيت الأبيض، بحسب تقارير صحافية دولية.
يذكر أن الحركة الإسلامية في الأردن كانت قد فازت بـ15 مقعدًا من أصل 130 مقعدًا في الانتخابات النيابية في سبتمبر المنصرم، بعد أن اتخذت الحكومة الأردنية قرارًا بإغلاق مقار جماعة الإخوان المسلمين في البلاد، بسبب أن الأخيرة لم تصوب وضعها القانوني مع قانون الجمعيات الذي صدر في عام 2014.
وكانت قد منحت الحكومة الأردنية لعدد من الشخصيات الإسلامية ترخيصًا باسم جمعية الإخوان المسلمين بدلاً من جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن الجمعية - رغم مناصرة الحكومة لها - لم تستطع إقناع القواعد الشعبية للجماعة وانضمامهم إليها. وأدى ذلك إلى تراجع الضغوط عن الجماعة والحركة الإسلامية، خاصة بعد أن اتخذت قرار المشاركة في الانتخابات النيابية وتشكيل لجنة لإدارة الجماعة.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.