محطة مياه جسر «كيو»... ومتحف الماء والبخار بلندن

متحف مضخة الماء في كيو من الخارج - متحف كيو من الداخل
متحف مضخة الماء في كيو من الخارج - متحف كيو من الداخل
TT

محطة مياه جسر «كيو»... ومتحف الماء والبخار بلندن

متحف مضخة الماء في كيو من الخارج - متحف كيو من الداخل
متحف مضخة الماء في كيو من الخارج - متحف كيو من الداخل

بمدينة لندن كثير من المتاحف التي تعد مزارًا رائعًا للسائحين. تتميز المدينة أيضًا بتنوع كبير في المناطق الجذابة التي لم تحظَ بقدر الشهرة، لكنها بالفعل تستحق الزيارة.
ففي غرب لندن، وعند نهاية «جسر إم 4» على نهر التايمز وبمحاذاة محطة جسر «كيو»، يقع «متحف الماء والبخار» الذي بني بنفس الموقع الذي كانت تشغله في السابق «محطة ضخ مياه غرب لندن»، التي استمرت تمد العاصمة البريطانية بالماء العذب خلال الفترة من 1846 حتى الستينات من القرن الماضي. وهنا في نفس المكان الذي يضم عددًا من المباني التي بنيت على الطراز الفيكتوري، قام بعض المتحمسين للفكرة بفك الماكينات العملاقة التي تعمل بالبخار ليفسحوا المجال لبناء متحف يحكي تاريخ لندن مع إمدادات مياه الشرب.
تعود المباني لعام 1837 وتضم برجًا عملاقًا بارتفاع 200 قدم يحمل خزانًا ضخمًا من القرميد مزودًا بأنابيب المياه يمكن للمارة على جسر «إم 4» رؤيته بسهولة. وبني البرج على شكل المدخنة، وإن كانت تلك الصورة خادعة، فهي ليست سوى ديكور. تتكون المحطة من نظامين من الأنابيب الرأسية التي كان يجري من خلالها ضخ المياه قبل البدء في تطبيق أنظمة الضخ الحديثة.
وبالمبني الرئيسي محركان ضخمان يعملان بالبخار، أحدهما يعد الأكبر في المحطة حيث يبلغ قطره 90 بوصة (2.3 متر)، والمعدات مثبتة على ارتفاع أكثر من 40 قدمًا ويبلغ وزنها 250 طنًا. وبأحد الأركان مكبس ضخم يعمل بالبخار يخرج منه عمود معدني، وعلى الجانب الآخر منه مضخة لرفع الماء. كانت تلك الماكينة أحدث صيحات عصرها عند تشغيلها بالمحطة عام 1845، لكن مع بداية القرن العشرين، استبدلت في المرة الأولي بمضخة تعمل بالديزل ثم بأخرى تعمل بالكهرباء جرى تركيبها بمناطق أخرى داخل المحطة، فيما جرى وضع مضخة المياه التي تعمل بالبخار كماكينة احتياطية يمكن الرجوع لها حال تعطلت الماكينة الجديدة. ويجرى الآن ضخها بالبخار بانتظام للعرض أمام الجمهور. ويقال إن الكاتب الشهير تشارلز ديكنز زار المحطة ووصف معداتها بـ«الوحش العملاق». ويضم المكان أيضًا بعض الماكينات الأخرى التي أحضرت من أماكن مختلفة.
تبنى العمل بالمتحف الجديد مجموعة من المتحمسين للفكرة عام 1974 وجرى تأسيس جمعية خيرية لإدارة الموقع بعد الحصول على بعض الهبات لإعادة تأهيل المباني والمعدات بداخله.
وتدرك تمامًا الجمعية التي تدير الموقع الحاجة لجعل المكان جذابًا للزوار، سواء للعائلات أو الأصدقاء. وبلغ إجمالي الهبات التي حصلت عليها الجمعية منذ عام 2012 نحو مليوني دولار، خصصت لتحويل المكان إلى متحف قادر على جذب العائلات بعد تطويره وتحسين مرافقه. شمال المتحف قسم جديد يعرض إمدادات المياه بمدينة لندن في الماضي والحاضر والمستقل، وشملت المعروضات المتحفية بعض أنابيب المياه الخشبية من العصور الوسطى وغيرها من الوسائل القديمة. يحوي المتحف أيضًا مجموعة رائعة من ماكينات الغسيل بأحجام مختلفة، عرضت بأسلوب يظهر تطور صناعتها عبر السنين في القرن العشرين. ويحوي الموقع أيضًا مرافق للعب الأطفال، وأماكن للجلوس إن أراد الأطفال رسم ما يرونه.
يمر شريط صغير للسكك الحديدية حول الموقع تسير فوقه عربة صغيرة تعمل بالبخار. يتولى تشغيل القطار مجموعة من المتطوعين الشباب المدربين على هذا العمل. كذلك بالمكان كثير من الألعاب المصنوعة من الحديد المقاوم للصدأ «ستينليس» كي يلعب بها الأطفال، والهدف منها أن توضح لهم طريقة عمل مضخات البخار. ومن ضمن المعروضات مفتاح أرشميدس ليوضح للزوار كيف كان الإنسان القديم يرفع الماء من مستوى لمستوى أعلى.
المتحف مفتوح للزوار في عطلات نهاية الأسبوع طوال العام وفي العطلات المدرسية.



«الصحراء البيضاء» في مصر... متعة المغامرة والتخييم

الصحراء البيضاء متعة المغامرة (أدوب ستوك)
الصحراء البيضاء متعة المغامرة (أدوب ستوك)
TT

«الصحراء البيضاء» في مصر... متعة المغامرة والتخييم

الصحراء البيضاء متعة المغامرة (أدوب ستوك)
الصحراء البيضاء متعة المغامرة (أدوب ستوك)

تعدّ الصحاري من أكثر المغامرات إثارةً في العالم، فبعيداً عن الاعتقاد بأنها مجرد مساحات من الفراغ الشاسع، تكشف هذه الوجهات عن سلاسل جبلية وحياة برية فريدة، وثقافات تقليدية، ومناظر طبيعية خلابة مطلية بألوان نقية متنوعة.

وترتبط مصر في الأذهان بمجموعة من الأماكن الأثرية المتفردة المختلفة، لكنها إلى جانب ذلك تحتضن أمكنة لا مثيل لها، فهي أيضاً موطن «الصحراء البيضاء»، التي تتميز بعجائب جيولوجية تقدم للزائر مغامرةً فريدةً، تشعرك عبر تفاصيلها وكأنك تطأ كوكباً آخر؛ لذلك فهي مثالية للذين يبحثون عن قضاء عطلة لا تسقط من الذاكرة.

اُختيرت «الصحراء البيضاء» من قبل موقع «Trip Advisor» المختص بشؤون «السياحة والسفر»، لتتصدر المركز الأول لأفضل وأغرب 20 موقعاً سياحياً فريداً على مستوى العالم؛ فتلك الصحراء الواقعة في «واحة الفرافرة» بمحافظة الوادي الجديد، على مسافة نحو 500 كيلومتر من القاهرة، من أفضل المقاصد السياحية في مصر.

الصحراء البيضاء متعة المغامرة (الهيئة العامة للاستعلامات)

وتُعدّ الصحراء البيضاء «محمية متنزه وطني» وفقاً لتصنيف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (LUCN)، وتتلخص خصائصها في أنها من المَعالم الطبيعية المهمة، كما تعدّ مصدر دخل مهماً لأهل الواحات، فضلاً عن كونها تمثل قيمةً تاريخيةً وأثريةً كبيرةً.

يُغيِّر لك هذا المكان، الذي يشغل مساحة نحو 3 آلاف كيلومتر مربع، مفهومَك التقليدي للصحراء بوصفها «مجرد» مكان من الكثبان الرملية والحرارة المرتفعة؛ فحين تزورها تُفاجأ بأن اللون الأبيض يغطي معظم أرجائها؛ وهو سر تسميتها، تستقبلك تكويناتها الصخرية التي تتخذ شكلا ًسريالياً، بعضها على هيئة أشكال مألوفة مثل عيش الغراب، وبعضها يتمتع بأشكال غير معروفة؛ ما جعلها تشبه المناظر الطبيعية الثلجية.

سيأخذك المكان إلى عصور قديمة، تمتد إلى آلاف السنين، وستتخيل تلك اللحظات التي هبَّت عليها الرياح القوية خلال هذه العصور، وأسهمت في إنشاء هذه التكوينات.

الصحراء البيضاء (الهيئة العامة للاستعلامات)

وأنصحك بمشاهدة هذه التكوينات النحتية عند شروق الشمس أو غروبها خصوصاً، فعندما تضيئها الشمس بظلالٍ ورديةٍ برتقاليةٍ، أو عندما يكتمل القمر، يضفي ذلك على المناظر الطبيعية مظهراً قطبياً وكأنه شبح ضخم، فتشعر بمزيد من أجواء الإثارة والمغامرة.

ستستحوذ الرمال المحيطة بالنتوءات الصخرية على اهتمامك، إذ ستجدها مليئة بالكوارتز، وأنواع مختلفة من البيريت الحديدي الأسود العميق، بالإضافة إلى الحفريات الصغيرة.

على مقربة من هذه التكوينات يوجد جبلان مسطحان يطلق عليهما بعض المرشدين السياحيين اسم «القمتين التوأم»، وهما نقطة رئيسية للمسافرين، وتعدّ هذه المنطقة وجهةً مفضلةً لدى منظمي الرحلات السياحية المحليين، حيث يمكنك الاستمتاع بالمناظر الخلابة من أعلى التلال المتناظرة المحيطة، التي تتخذ جميعها شكل تلال النمل العملاقة.

الصحراء البيضاء (الهيئة العامة للاستعلامات)

بعد ذلك مباشرة، ستجد طريقاً شديد الانحدار؛ وهو الممر الرئيسي الذي يؤدي إلى منخفض الفرافرة، ويمثل نهاية «الصحراء البيضاء»، لكن هذا لا يعني أن رحلتك انتهت؛ فثمة أماكن ونشاطات أخرى يمكن أن تمارسها.

يستطيع عشاق الحياة البرية، أو الاختصاصيون الاستمتاعَ بمشاهدة الحيوانات البرية النادرة المُهدَّدة بالانقراض مثل الغزال الأبيض والكبش الأروي، كما تضم المحمية بعض الأشجار الصحراوية.

لا ينبغي أن تفوتك زيارة جبل الكريستال، وهو في الواقع صخرة كبيرة مكونة بالكامل من الكوارتز، ويقع الجبل بجوار الطريق الرئيسي، ويمكن التعرف عليه بسهولة من خلال الفتحة الكبيرة في منتصفه.

الصحراء البيضاء (أدوب ستوك)

أيضاً لا ينبغي أن تفوّت متعة تأمل السماء ومراقبة النجوم، انغمس في عجائب هذا المكان الرائع ليلاً، فعندما تتحول السماء إلى اللون الوردي ثم أعمق درجات اللون البرتقالي الناري، بعد الغروب، ستتلاشى الأشكال الصخرية، ويحل الصمت في كل مكان، في هذه اللحظة ستجد البدو يدعونك إلى الجلوس حول نار مشتعلة، والاستمتاع بالدجاج المدفون، وكوب الشاي الساخن، في أثناء التخييم بالمكان.