المشهد

شواغل مختلفة

المشهد
TT

المشهد

المشهد

* ربما لم تثر شخصية الأميركي الضعيف الذي يلقي الصوماليون القبض عليه في «كابتن فيليبس» ما يكفي من الإعجاب ما تسبب في عدم وصوله إلى أي من الجوائز التي يتلقفها الممثلون في نهاية كل سنة.. لكن ماذا لو شاهدناه في شخصية الأميركي القوي؟
* حسب مشروع لم يضع له المنتج والمخرج ستيفن سبيلبرغ عنوانا له بعد فإن المخابرات المركزية الأميركية جندت المحامي جيمس دونوفان لكي يتسلل إلى خلف الستار الروسي في السبعينات للمساعدة على إطلاق سراح الطيار الأميركي غاري باورز الذي أسقط «الاتحاد السوفياتي» طائرته في ذلك الحين.. مثل «أرغو» من قبل القاعدة حقيقية الأحداث والشخصيات لكن ما فوقها سيكون مزيجا من الواقع والخيال بما سيناسب الفيلم
* هذا سيكون فيلم سبيلبرغ الأول له منذ أن حقق سنة 2012 «لينكولن» الذي رشح للأوسكار ولم يفز.. وسيكون التعاون السينمائي الثالث مع توم هانكس بعد «إنقاذ المجند رايان» (1998) و«اقبض عليّ إن استطعت» (2002) و«ذا ترمينال» (2004) علما بأنهما تعاونا على مسلسلين تلفزيونيين أولهما «عصبة من الأشقاء» (2001) و«الباسيفيكي» (2011) وكلاهما من إنتاج شركة «دريمووركس» التي يملك نصف أسهمها سبيلبرغ
* في المقابل جند المنتج محمد السبكي المغنية اللبنانية هيفاء وهبي لتلعب دور عميلة من نوع مختلف.. هي - كما بات معروفا - امرأة فاتنة ترد الأعين المغرمة بها في الفيلم المثير للجدل «حلاوة روح» لسامح عبد العزيز.. هي جاسوسة فتنتها المصرة على أن تؤدي دورها كامرأة بانتظار زوجها الذي قد لا يعود.. في ملابس تكشف من تحت ومن فوق.. دلالة الحرمان والعطش؟ إغاظة برجال الحي الملتهبين؟ أو لأن الممثلة مونيكا بيلوتشي فعلت ذلك في الفيلم الأصلي «مالينا»؟
* تذكرني محاولاتها درء العيون والتعليقات والأفواه الجافة عنها بمشهد التحقيق الذي يقوم به التحريان ستيف ماكوين ودون غوردون في فيلم بيتر ياتس الرائع «بوليت» (1968).. كان موظف الفندق (آل تشيكو) يتمنع عن وصف القاتلين اللذين تسللا إلى غرفة الشاهد وقتلاه.. ماكوين يريد نتائج ومستعد لإرسال الموظف إلى الزنزانة.. دون غوردون يمثل دور اللين أمام الموظف ويقول لستيف «إنه يحاول يا فرانك.. إنه يحاول».. بطلة «حلاوة روح» تحاول بدورها أن تحافظ على سمعة زوجها في غيابه.. لا بأس إذا ما لبست القصير والضيق والمكشوف وتمنعت أيضا.. هي تحاول
* على صعيد آخر أحد أخبار السينما البارزة الواردة يوم أمس (الخميس) يفيد بأن الممثل وليام هيرت انسحب من دوره البطولي في فيلم بعنوان «راكب منتصف الليل».. إنه الفيلم الذي قتلت فيه مساعدة من فريق التصوير كانت على خط السكة فوق جسر في مدينة في ولاية جورجيا خلال التصوير عندما داهمها القطار السريع وقبل أن تستطيع النجاة وجدت نفسها وقد أصبحت تحته.. حادثة مؤسفة أوقفت التصوير على ذلك الفيلم وتركت عددا آخر من المصابين
* كان يمكن لوليام هيرت أن يكون أحد المصابين أيضا إذ كشف في رسالة بعث بها لصديق وتسربت إلى «ذا لوس أنجليس تايمز» أنه سأل المعنيين عن إجراءات السلامة قبل أن يقف بدوره فوق الجسر ليؤدي دوره.. قيل له لدينا دقيقة كاملة لإخلاء الجسر إذا ما داهمنا القطار.. رد قائلا: «دقيقة ليست كافية».. لكن أحدا لم يعر تحذيره أي اهتمام.. أضاف في رسالته: «.. ولم يكن هناك دقيقة كاملة.. بالكاد كانت هناك ثلاثون ثانية»



شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

 «موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
«موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
TT

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

 «موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
«موعد مع بُل بوت» (سي د ب)

RENDEZ‪-‬VOUS AVEC POL‪-‬POT ★★★

* إخراج: ريثي بَنه (فرنسا/ كمبوديا)

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم. ويُذكّر الفيلم أن الصحافة في تاريخها العريق، دائماً ما وجدت نفسها أمام مسؤوليات وتحديات عديدة. في هذا الفيلم الذي أخرجه ريثي بَنه عن الأحداث التي عصفت في بلاده سنة 1978 اقتباسات عن كتاب الصحافية إليزابيث بَكَر (Becker) وعن تجربتها بصفتها واحدة من 3 صحافيين دُعوا لمقابلة بُل بوت، رئيس وزراء كمبوديا وأحد قادة منظمة «الخمير الحمر» (Khmer Rouge) المتهمة بقتل ما لا يقل عن مليون و500 كمبودي خلال السبعينات. الصحافيان الآخران هما الأميركي ريتشارد دودمان، والأسكوتلندي مالكوم كالدويل.

لا يبدو أن المخرج اتّبع خُطى الكتاب كاملةً بل تدخّل بغايةِ ولوج الموضوع من جانب الحدث الذي وضع حياة الثلاثة في خطر بعدما جاءوا للتحقيق ومقابلة بُل بوت. في الواقع دفع الأميركي حياته ثمناً لخروجه عن جدول الأعمال الرسمي والتقاطه صوراً تكشف عن قتلٍ جماعي. وفي الفيلم لحظة مختصرة لكنها قاسية التأثير عندما يَلقى الصحافي حتفه غرقاً في نهر دُفع إليه.

الفرنسية إيرين جاكوب التي تؤدي شخصية الكاتبة بَكَر تُعايش بدورها الوضع بكل مأساته. تُفصل عن زميلها ولم تعد تعرف عنه شيئاً، وتمر بدورها بتجربة مخيفة لم تكن تعلم إذا ما كانت ستخرج منها حية.

في باطن هذا الفيلم الجيد على تواضع إنتاجه، تُطرح أسئلة فيما إذا كان الصحافي يستطيع أن يقبل التحوّل إلى جزءٍ من البروباغاندا. وهل هو أداة لنقل الرأي الرسمي بغياب حرية التعبير؟ وماذا لو فعل ذلك وماذا لو لم يفعل؟

هو ليس بالفيلم السّهل متابعته من دون معرفة ذلك التاريخ ودلالاته حول العلاقة بين النُّظم الفاشية والإعلام. والحرية التي لا تُمنح لصحافيين محليين هي نفسها التي لا تُمنح كذلك للأجانب ما دام عليهم نقل ما يُقال لهم فقط.

* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».

‪THE‬ WRESTLE‪R‬ ★★

* إخراج: إقبال حسين شودهوري (بنغلاديش).

يقترب الرجل المسن موجو (ناصر أودين خان) وسط أشجار ليست بعيدة عن شاطئ البحر وينتقل من واحدة لأخرى ماداً يديه إليها كما لو كان يريد أن يدفعها بعيداً أو أن يُزيحها من مكانها. ومن ثَمّ يتركها ويركض صوب أخرى ليقوم بالفعل نفسه قبل أن يعود إليها. يبعث هذا المشهد على تكراره سخرية غير مقصودة. قد تكون طريقة قديمة لممارسة تمارين المصارعة أو التدريب الوحيد المُتاح في تلك القرية، لكن موجو جادٌ في محاولته لدفع الأشجار إلى الخلف أو تغيير مواقعها، استعداداً لملاقاة مصارع أصغر منه سنّا وأكبر حجماً في المباراة المقبلة.

«المصارع» (أبلبوكس فيلمز)

هناك كثير مما يتأمله المخرج شودهوري بطيئاً قبل تلك المباراة وما بعدها. بعضُ المشاهد لديها نسبة معقولة من الشِّعر الناتج عن تصوير الطبيعة (ماء، أشجار، حياة... إلخ) وبعضها الآخر لا يفضي إلى تقدير خاص. في نصف الساعة الأولى يعكس المخرج شغفاً ما بتصوير شخصياته من الخلف. عندما يتخلى المخرج عن هذه العادة لاحقاً، يستبدل بتلك اللقطات سلسلة من المشاهد البعيدة عن شخصياته في الغالب. هنا يتحسّن تأطير اللقطات على نحوٍ نافع ولو أن شغله على الدراما يبقى غير ذي مكانة.

يطرح الفيلم مشكلة رجلٍ لا يريد الاعتراف بالواقع ويتحدى من هو أكثر قوّة منه. يحقّق طموحه بلقاء المصارع الآخر ويخفق في التغلب عليه. في الواقع يسقط أرضاً مغشياً ومن ثمّ نراه لاحقاً في بيت العائلة قبل أن يعود إلى تلك الأشجار ليصارعها. المخرج (ثاني فيلم له) طموح، لكن أدواته التّعبيرية وإمكانياته التي تفرض نفسها على السيناريو وحجم الفيلم بأسره، محدودة.

* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».

ONE OF THOSE DAYS WHEN HEMME DIES ★★★

* إخراج: مراد فرات أوغلو (تركيا).

قرب نهاية الفيلم يبدأ الشاب أيوب مراجعة ما مرّ به طوال اليوم. لقد انطلق غاضباً من المُشرِف على العمل عندما شتم أمّه. يعمل أيوب في حقلٍ لتجفيف الطاطم. ويعرف المخرج كيف يوظّف المكان، درامياً (سهل منبطح تحت شمس حامية وصعوبة العمل)، وجمالياً (تلك الثمار المقطوعة إلى نصفين والملقاة فوق شراشف على مد النظر).

«أحد تلك الأيام التي مات فيها هيمي» (مهرجان مراكش)

نقطة الخلاف أن أيوب يُطالب بأتعابه، لكن المُشرف على العمل لم يتقاضَ المال بعد ليدفع له، مما يؤجّج غضب أيوب فينشب شجار بينهما. يركب دراجته النارية وينطلق صوب بلدته. في منزله مسدسٌ سيتسلّح به وفي البال أن يعود لينتقم. معظم الفيلم هو رحلة على الدراجة التي تتعطل مرّتين قبل إصلاحها عند المساء. الأحداث التي تقع على الطريق وفي القرية الصغيرة تُزيّن الموضوع بشخصيات تدخل وتخرج من الحدث الرئيسي الماثل. في أحد هذه الأحداث الثانوية يُساعد أيوب رجلاً عجوزاً اشترى بطيخة ولا يستطيع حملها، فيوصله والبطيخة إلى داره. وفي مشهد آخر يستمع لتوبيخ زوج شقيقته لأنه كان عرض عليه العمل في شركته ورفض. لا يقول لنا الفيلم لماذا رفض ما ينتقص من بنية الموضوع وأسباب عزوف أيوب على تنفيذ وعده لنفسه بالانتقام.

اعتمد المخرج هذين المشهدين وسواهما لملء الوقت الممتد بين عزم أيوب على الانتقام وعزوفه عن ذلك. لكنه هذه المشاهد ضرورية رغم أن الفيلم ينتهي من دون أن يبني حجة دامغة لقرار أيوب النهائي. هذا الفيلم دراما مصوّرة جيداً ومكتوبة بدراية، رغم الهفوات المذكورة.

* عروض حالياً في مهرجان «مراكش»

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز