تنطلق في العاصمة الكازاخية، آستانة، اليوم، مباحثات مباشرة هي الأولى من نوعها بين النظام السوري والمعارضة، من المقرر أن تمتد على مدى يومين.
ووصل يوم أمس إلى آستانة وفد النظام السوري الذي يضم 10 أشخاص برئاسة السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، ورئيس وفد الفصائل المعارضة محمد علوش، برفقة نحو 10 من قيادات الفصائل، بعدما كان قد سبقهم إلى كازاخستان معظم الشخصيات المعارضة المشاركة في المباحثات، والتي يبلغ عددها، وفق اللائحة النهائية، 14 ممثلا للفصائل، و21 مستشارًا سياسيًا وعسكريًا.
وأكد الجانبان أن المفاوضات ستتمحور أولا حول تثبيت وقف إطلاق النار الهش، والساري منذ نهاية ديسمبر (كانون الأول) برعاية روسيا وإيران وتركيا. وأشار هشام مروة، عضو الائتلاف الوطني، المشارك في «آستانة»، إلى أن المباحثات «ستكون مقدمة لمفاوضات سياسية نتوقع أن تكون مجدية في جنيف في 8 فبراير (شباط) المقبل»، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن مسار كازاخستان «مسار تفصيلي وداعم لجنيف، خاصة أن الحديث فيه سيكون عسكريا ويتطرق لتفاصيل عملية وقف إطلاق النار، على أن تبقى (جنيف) المرجعية للعملية السياسية». وأشار إلى أن وفد المعارضة سيطالب بوجود مراقبين دوليين لضمان التزام كل الأطراف بالهدنة، على أن تكون هناك آلية واضحة للمراقبة والمحاسبة. وأضاف: «الروس لم ينجحوا في وقت سابق بإلزام النظام بالهدنة، لذلك المطلوب أن يكون هناك أطراف ومراقبون دوليون قادرون على إنجاز هذه المهمة».
وستجرى مفاوضات آستانة برعاية تركيا وروسيا وإيران، في فندق «ريكسوس» حيث وضع المنظمون أمس طاولة واحدة كبيرة مستديرة في قاعة المؤتمرات. وسيجري الوفدان للمرة الأولى مباحثات مباشرة في قاعة يشارك فيها موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. ورحب دي ميستورا يوم أمس بالمحادثات، ووصفها بأنها «مبادرة جيدة» وفق تصريحات نقلتها وكالات أنباء روسية.
وسيكون حضور الدول الغربية محدودا، إذ سيشارك كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على مستوى السفراء. كما سيكون للاتحاد الأوروبي حضور رسمي.
وتأتي مباحثات آستانة بعد فشل مبادرات عدة حول الأزمة السورية طوال سنوات النزاع الذي أودى بحياة أكثر من 310 آلاف قتيل، كان آخرها 3 جولات مفاوضات غير مباشرة برعاية الأمم المتحدة في جنيف، في عام 2016، وباءت جميعها بالفشل.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن بشار الجعفري قوله: «إن النقاط الرئيسية على جدول الأعمال تشمل تثبيت خطوط وقف إطلاق النار، والتوصل إلى قواسم مشتركة بشأن محاربة الإرهاب». وأضاف الجعفري في مؤتمر صحافي بآستانة، أن محادثات السلام ستكون بين أطراف سورية فحسب، وأن تركيا لن تشارك في الحوار.
من جهته، قال محمد علوش رئيس وفد المعارضة السورية في محادثات آستانة، لوكالة «رويترز»، إن الحكومة السورية وإيران تحاولان تقويض محاولة من جانب روسيا للانتقال من القتال في صفوف القوات الحكومية إلى دور حيادي. وأضاف: «روسيا تريد أن تنتقل من طرف مباشر في القتال إلى طرف ضامن وحيادي، وهذه نقطة تصطدم فيها بالنظام الذي يريد إفشالها، كما تريد إيران أن تحاربها بأدواتها الطائفية».
وأشار علوش إلى أن عدم تمكن موسكو من الضغط على إيران والحكومة السورية لوقف ما تصفه المعارضة بالانتهاكات واسعة النطاق لوقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه تركيا وروسيا، سيوجه ضربة للنفوذ الروسي في سوريا. وأضاف: «لذلك يعتبر وقف إطلاق النار اختبارا حقيقيا لقوة روسيا ونفوذها على النظام وإيران كضامن للاتفاق. فإذا فشلت في هذا الدور فهي فيما بعده أفشل».
وبحسب لائحة وزّعها «الائتلاف الوطني»، يمثل وفد الفصائل 14 شخصا، هم: من «جيش الإسلام» محمد علوش رئيسا للوفد، ومن «فيلق الشام» نذير الحكيم، ومن «جيش العزة» النقيب مصطفى معراتي، ومن «جيش النصر» عبد الحكيم رحمون، ومن «لواء شهداء الإسلام» النقيب سعيد نقرش، ومن «جيش المجاهدين» محمد عبد الحي، ومن «الفرقة الساحلية الأولى» النقيب محمد حاج علي، ومن «ألوية صقور الشام» مأمون حاج موسى، ومن «أجناد الشام» منار الشامي، ومن «تجمع فاستقم كما أمرت» عز الدين سالم، ومن «فرقة السلطان مراد» العقيد أحمد عثمان، ومن «الجبهة الشامية» خالد آبا، ومن «جيش إدلب الحر» المقدم فارس بيوش، ومن «الجبهة الجنوبية» الرائد حسن إبراهيم، والرائد عصام الريس، بعدما كانت «أحرار الشام» قد رفضت المشاركة وأيدت دعمها لقرار الفصائل.
ويتألف الوفد الاستشاري، من 21 شخصا، هم: هشام مروة، ومحمد وفا ريشي، وعبد الحميد العواك، وعمار تباب، وطارق الكردي، وياسر الفرحان، وخالد شهاب الدين، ودرويش ميركان، والعميد أحمد بري، والعقيد فاتح حسون، والنقيب مهند جنيد، والرائد ياسر عبد الرحيم، والمقدم أحمد سعود، ومحمد بيرقدار، وعبد الحكيم بشار، ونصر حريري، وسهيل نسر، وفؤاد علوش، وإبراهيم برو، ويحيى العريضي، وعبد الرحمن مصطفى، إضافة إلى أسامة أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم الوفد المفاوض.
وفي المنامة، أعرب وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، في تصريح نقلته وكالة الأنباء البحرينية أمس، عن تطلع بلاده لنجاح محادثات آستانة في وضع حل سلمي للأزمة السورية بما يحفظ لسوريا سيادتها ووحدة أراضيها ويمنع التدخلات الخارجية في شؤونها، ويكفل للشعب السوري سبل الأمن والاستقرار ويحقق تطلعاته في التنمية والازدهار.
وجدد وزير الخارجية البحريني موقف بلاده وبلدان دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الداعم لجهود تثبيت دعائم الأمن وركائز الاستقرار في المنطقة، وعدم اتخاذ أي موقف عدائي من أي دولة كانت، والسعي الدائم والحثيث نحو تدعيم التعاون البناء وتعزيز العلاقات الإيجابية بين جميع دول المنطقة، التي تستند إلى مبادئ راسخة من الاحترام المتبادل والعمل المشترك لمواجهة مختلف التحديات وتعزيز المصالح المشتركة وتحقيق تطلعات شعوب المنطقة نحو مزيد من التقدم والرخاء.
وكانت وزارة الخارجية الكازاخية قد أعلنت أن «المفاوضات ستبدأ يوم 23 يناير (كانون الثاني) عند الساعة 13:00 بتوقيت آستانة. ومن المفترض أن تختتم المفاوضات يوم 24 يناير عند الساعة 13:00»، في فندق «ريكسوس بريزيدنت آستانة»، وستكون «وراء الأبواب المغلقة». وسبق لوزارة الخارجية الكازاخية أن أكدت وصول وفد المعارضة السورية إلى آستانة، بالإضافة إلى الوفود: الروسي والتركي والإيراني، والمبعوث الأممي دي ميستورا.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد أعلنت مشاركتها في المفاوضات عبر سفيرها في آستانة بسبب مشاغل تسلم الإدارة الأميركية الجديدة السلطة. وستحضر الولايات المتحدة بصفة مراقب، بعد أن وجهت لها دعوة رسمية من كازاخستان بتوجيه من روسيا وتركيا، رغم معارضة إيران.
آستانة تحتضن اليوم أول مفاوضات مباشرة بين نظام الأسد والمعارضة
رئيس وفد الفصائل: وقف النار اختبار لقوة روسيا ونفوذها على النظام وإيران كضامن
آستانة تحتضن اليوم أول مفاوضات مباشرة بين نظام الأسد والمعارضة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة