الشمام سيد الفيتامينات ودواء أكثر من داء

يجذبك من رائحته الفواحة

عصير الشمام لذيذ في موسمه
عصير الشمام لذيذ في موسمه
TT

الشمام سيد الفيتامينات ودواء أكثر من داء

عصير الشمام لذيذ في موسمه
عصير الشمام لذيذ في موسمه

يعتبر الشمام أو «الكنتالوب» من أكثر أنواع الفاكهة الصيفية رواجًا في العالم، فهو يعرض للبيع في محال البقالة على مدار السنة ويعرف بأسماء مختلفة، في اللغة العربية يعرف بالبطيخ الأصفر أو الفاقون أو السويهلة، ويسمى باللغة الإنجليزية «Cantaloupe، Cucumis melo var Cantalupensis»، وينتمي إلى عائلة الخيار.
تتطلب زراعة الشمام جوًا رطبًا جدًا وطقسًا مشبعًا بأشعة الشمس تمده بالحرارة لفترة تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر، مما يتيح لهذه الفاكهة النضوج بعد تشبعها بأشعة الشمس، وهذا ما يجعلها تحتوي على عدد من الفيتامينات الأساسية للإنسان وخصوصًا فيتامين «إي وسي».
إن الظروف المناخية التي تتطلبها زراعة الشمام تجعل زراعته صعبة في كثير من المناطق.
يعتبر الشمام أكثر شعبية من البطيخ الأحمر في الولايات المتحدة، وحاليًا وبعد انتشار الزراعة داخل البيوت الزجاجية أصبح بالإمكان العثور على الشمام في محلات البقالة خارج فصل الصيف، ولكن رائحته وطعمه يكونان أفضل خلال فصل الصيف. وتعتبر إسبانيا الدولة الأولى في العالم المصدرة لثمار الشمام، تليها المكسيك والبرازيل. أما أكثر الدول المستوردة للشمام فهي في المرتبة الأولى الولايات المتحدة الأميركية تليها ألمانيا وفرنسا.
من أهم عوامل نمو فاكهة الشمام وجود أحواض زراعتها بجوار بعضها بعضًا، مثل أحواض زراعة الخيار والطماطم، بحيث تتمدد فروع الشمام من الحوض وتنتشر على الأرض حيث تنتج الثمار. ومن أبرز وسائل تسريع عملية نضوج الشمام استخدام المدفئات الزراعية لتدفئة التربة، وغالبًا ما تكون من النسيج أو من البلاستيك الأسود الذي يحتوي على ثقوب تسمح بالتهوية، وهي تساعد على إبقاء تربتها دافئة وتسرع نمو ثمرة الشمام، كما تساعد على أن تبقى جميع أحواض الشمام نظيفة وتحول دون إصابتها بالأمراض التي قد تعيش في التربة، فاكهة الشمام لا تزدهر إلا في تربة دافئة بدرجة حرارة أعلى من 70 درجة فهرنهايت، ومن الأفضل قبل غرس الشتلات تغطية التربة بالبلاستيك، لأن الشمام يعتبر من الثمار الثقيلة تجب تهيئة حوض زراعته بشكل جيد جدًا، ومن ثم اختيار نوع غني من التربة، ويمكن إضافة بعض السماد إليها، لعدة مرات خلال موسم النمو، وبعض المزارعين يتبعون أسلوبًا آخر له، فبعضهم يضعون أكوامًا من السماد فوق التربة لضمان توفر النيتروجين وإعطاء الدفء الكافي للتربة.
* الاهتمام بمراحل زراعته
يجب توفير الماء بشكل دائم للشمام، لأنه من الثمار الأكثر حساسية للجفاف في فترة نموها، مما يستدعي الحفاظ باستمرار على رطوبة التربة والحرص على تجنيبها الغرق بالماء، لأنها تتسبب في قتلها، ويجب تجنب الري العشوائي واستخدام الخراطيم واعتماد أسلوب الري بالتنقيط حتى تصل المياه بشكل مباشر إلى التربة، ولمنع احتمال انتشار أمراض الفطريات على أوراقها الرطبة من الضروري سقايتها في الصباح الباكر جدًا.
* قطافه وتخزينه
من الضروري الحفاظ على أوراق الثمرة صحية، لأنّها مصدر السكر لثمرة الشمام. وعند تحوّل لون قشرتها إلى اللون الأصفر البرتقالي يكون حصده قد حان. وتتراوح فترة نضوجه بين 3 و4 أسابيع. ويجب قبل أسبوع من بدء نضوج الشمام تخفيف الري للحفاظ على الكروم وتركيز السكريات في الفاكهة، ولأن كثرة المياه تخفف السكر وتقلل من حلاوة المحصول. يمكن معرفة درجة نضوج ثمرة الشمام من لون القشرة والساق، إذ تتحول ألوانهما من الرمادي والأخضر إلى الأصفر والبرتقالي وتفوح منه رائحة جميلة.
ويحتوي الشمام أيضًا على بعض المواد الغذائية الحيوية، مثل البروتين والدهون والسكريات والماء.
* الشمام علاج
لا يعرف الكثيرون فوائد الشمام الصحية والغذائية، ففي دراسة حديثة تبيّن أن فاكهة الشمام أو الكنتالوب مفيدة للمدخنين، الأمر الذي يشجع على جعله جزءًا منتظمًا من النظام الغذائي اليومي للكثيرين، فهو يعوض نقص فيتامين «إي».
الشمام ثمرة مثالية لمن يتناولها في الأوقات التي يشعر فيها بالقلق والتوتر كونه غنيًا بالبوتاسيوم الذي يساعد على تنظيم نبضات القلب ويعزز أيضًا الأكسجين في الدماغ، كما يحمي جسم الإنسان من بعض أنواع السرطان بسبب احتوائه على المركبات المضادة للأكسدة، وهذه المضادات تحمي الجسم من التعرض للأمراض السرطانية، مثل سرطان القولون، والبروستاتا والثدي وسرطان الرئة والبنكرياس. فالثمرة الواحدة من الشمام تعطي الإنسان نصف الفيتامينات والمعادن والبروتينات التي يطلبها، كما أنها منخفضة السعرات الحرارية ومليئة بجميع المكملات الغذائية التي تلبي احتياجات الجسم. والشمام مفيد لمرضى السكري وهو مفيد أيضًا للوقاية من تصلب الشرايين ولتحسين النظر، وكما يخفف لك توتر الأعصاب والقلق ويعطيك الشعور بالهدوء، وشرب عصير الشمام يساعد على الوقاية من التشنجات العضلية. وهو يحتوي على مادة الكولاجين التي تؤثر بشكل إيجابي على سلامة بناء الخلايا في الأنسجة المتضررة، وهي تعمل بشكل سريع على شفاء الجروح. وتناول الشمام يساعد على التخلص من مشكلة احتباس الماء، وخصوصًا عند الحوامل عبر المساعدة في التخلص من الصوديوم الزائد.
* أضراره
رغم فوائد الشمام الكثيرة فإنه لا يخلو من بعض الأضرار، إذ ينصح الأطباء بعدم تناول كميات كبيرة منه، لأن ذلك يؤدي إلى بعض المضاعفات، منها الشعور بألم في القولون وتعفن بالأمعاء وعسر الهضم.



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».