سفاح إسطنبول تلقى فيديوهات من الرقة لنادي «رينا» قبل الهجوم

3 نساء مكافأة له من «داعش» وزوجته أرشدت عن مكانه بسبب الغيرة

أسلحة وأدوات تفجير تم ضبطها في حملة على «داعش»
أسلحة وأدوات تفجير تم ضبطها في حملة على «داعش»
TT

سفاح إسطنبول تلقى فيديوهات من الرقة لنادي «رينا» قبل الهجوم

أسلحة وأدوات تفجير تم ضبطها في حملة على «داعش»
أسلحة وأدوات تفجير تم ضبطها في حملة على «داعش»

واصل سفاح ليلة رأس السنة في إسطنبول الداعشي الأوزبكي عبد القادر ماشاريبوف، المكنى بـ«أبو محمد الخراساني» كشف تفاصيل مثيرة أحاطت بعملية الهجوم المسلح الذي نفذه على نادي «رينا» في أورتاكوي بإسطنبول بعد 75 دقيقة فقط من بداية العام الجديد 2017، كاشفا عن أنه تلقى لقطات مصورة من داخل النادي الفخم من قيادات «داعش» في الرقة، وأنه شاهدها مرارا وتكرارا حتى يعرف تفاصيل المكان الذي لم يسبق له ارتياده من قبل، كما كشفت وسائل الإعلام التركية عن دور زوجته الأوزبكية في الإرشاد عن مكان وجوده في حي أسنيورت غرب إسطنبول، حيث تم إلقاء القبض عليه ليل الاثنين الماضي بسبب غيرتها بعد أن علمت بتواجد ثلاث نساء معه في المكان الذي يقيم فيه. وقال ماشاريبوف في اعترافات جديدة تداولتها وسائل الإعلام التركية أمس، إنه شاهد هذه المقاطع مرات عدة؛ لأنه لم يعتد على ارتياد مثل هذه الأماكن الفخمة الموجودة على ساحل البسفور، ولا يعرف طريقة تصميمها من الداخل، لافتا إلى أن المقاطع المصورة التي جاءت من الرقة تصور النادي من الداخل إلى جانب الجزء الفتوح منه، وكذلك الطريق الذي استخدمه للدخول.
وأضاف، أنه عندما تأكد أن نادي رينا سيكون هو الهدف أرسل له أمير «داعش»» من الرقة هذه اللقطات، وشاهدها كثيرا، ثم راجع خطة الهجوم وذهب إلى مكان إقامته في زيتين بورنو، وأخذ السلاح وتوجه إلى «رينا» لينفذ الهجوم.
وذكرت تقارير، أن الشرطة التركية فحصت اللقطات فوجدت أن غالبيتها تم تجميعها من على مواقع التواصل الاجتماعي والصفحة الخاصة بالنادي، كما تدقق الشرطة الاعترافات؛ لأن ماشاريبوف يتكلم اللغة التركية بطريقة سيئة ويعطي إجاباته باللغة الروسية لعدم إجادته الحديث جيدا بالتركية. وعندما سئل لماذا قتل المتواجدين داخل النادي، قال لأنهم «مرتدون» أو «كفار»، أما بالنسبة لقتل رجل الشرطة الذي كان متواجدا على بوابة النادي، فقال السفاح إنه قتله لأنه لو لم يفعل ذلك لما تمكن من الدخول.
وتابع: «هم كفار (مرتدون)؛ ولذلك هجمت عليهم.. الشرطي بدأ أولا إطلاق النار عليّ، ولو لم أقتله لما استطعت الولوج إلى الداخل».
وأفاد سفاح إسطنبول بأنه سبق أن احتجز عام 2015 في إيران لشهرين بسبب جواز سفره المزور، وبعد فترة من إطلاق سراحه وصل إلى تركيا في نوفمبر (تشرين الثاني) قادما من هناك.
وقص ماشاريبوف على المحققين تفاصيل تخطيطه للجريمة، قائلا: «لدى وصولي إلى تركيا سكنت في مدينة كونيا، حيث عشت نحو عام. وحينها بدأت مراسلاتي مع الرقة. وتلقيت تعليمات من التنظيم بتنفيذ تفجير انتحاري ليلة رأس السنة في ميدان تقسيم؛ ولذلك سافرت إلى إسطنبول. وشريط الفيديو الذي صورته في تقسيم التقطته أثناء التحضير للعملية. وأرسلته إلى الرقة، وأمير «داعش» في إسطنبول ويدعى «المعلم أكا» ومساعده أبديا موافقتهما.
وذكر أن تعليمات جاءت له من الرقة معقل تنظيم داعش في شمال سوريا بعد تنفيذه مجزرة النادي بأن يتوارى تماما عن الأنظار لفترة. وأضاف: «بحسب التعليمات التي تلقيتها اتصلت بعلي جميل محمد (المواطن العراقي الذي اعتقل مع ماشاريبوف) وسكنت مع السنغالية «ديانا. أ» في الشقة التي أجرها هو في منطقة إسينيورت، ومعها غيرت 4 –5 شقق. بعد أن أبلغنا علي بأن إجراءات الأمن شددت، انتقلنا إلى شقة جديدة قام هو بتأجيرها».
وكشفت معلومات جديدة نشرتها وسائل إعلام تركية عن وجود دور مهم لزوجة ماشاريبوف في عملية إلقاء القبض عليه. وبحسب موقع «خبر 7» التركي كان السفاح وزوجته الأوزبكية يعيشان معًا عقب تنفيذ الهجوم في منطقة باشاك شهير حتى السادس من يناير (كانون الثاني) الحالي، قبل أن يقرر التنظيم نقلهما إلى مناطق أخرى كإجراء أمني.
وفي ذلك التاريخ، جرى نقل زوجته برفقة طفلتها التي تبلغ عاما ونصف اعام إلى منزل تابع للتنظيم في منطقة بندك بالجانب الآسيوي في إسطنبول، بينما جرى نقل زوجها إلى الشقة التي جرى إلقاء القبض عليه فيها في منطقة إسينيورت. وخلال تواجدها في المنزل الجديد سمعت زوجته من عناصر أخرى في التنظيم كانت تتردد على المنزل، أن زوجها يعيش مع فتيات في منطقة إسينيورت من أجل إبعاد الشبهات عنه، فشعرت بالغيرة وغضبت؛ ما دفعها إلى محاولة الوصول إليه.
وفي الحادي عشر من الشهر الحالي، تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على الزوجة في بندك بالجانب الآسيوي من إسطنبول، وخلال التحقيقات اعترفت بأنها سمعت بأن زوجها يقطن في منطقة إسينيورت دون علمها بعنوانه المحدد. وبعد عمليات متابعة وتحر توصلت الأجهزة الأمنية التركية إلى مكان اختباء زوجها، حيث جرى اعتقاله هناك برفقة ثلاث نساء من السنغال «ديانا. أ» (27 عاما) والصومال «عائشة.م» (27 عاما) ومصر «تيني تار» (26 عاما).
وقالت صحيفة «خبر تورك» إن ماشاريبوف حصل على النساء الثلاث من «داعش» مكافأة بعد قتله 39 شخصًا، وإصابة 65 آخرين كانوا يحتفلون بالعام الجديد.
من جانبها، قالت صحيفة «حرييت» التركية، إن ماشاريبوف تزوج الفتيات بطريقة غير رسمية (زواج ديني) بمباركة أحد أئمة تنظيم داعش. وكانت الصحف التركية ذكرت في وقت سابق، أن التحقيقات التي أجرتها الشرطة أظهرت أن الفتيات اللواتي كن برفقة ماشاريبوف سبق أن سُجلت بحقهن قضايا أخلاقية، وهو ما لم تؤكده الجهات الرسمية بعد.
في سياق مواز، تمكنت قوات الأمن التركية في محافظة شانلي أورفا جنوبي تركيا من مصادرة متفجرات وصواعق، ضمن عملية أمنية ضد تنظيم داعش الإرهابي.
واعتقلت فرق مكافحة الإرهاب في مديرية أمن شانلي أورفا شخصا يدعى «عبود محو»، بعد توافر معلومات حول تعامله مع «داعش». وانطلاقا من المعلومات التي أدلى بها محو في إفادته، عثرت قوات الأمن على كيس مدفون في الأرض في منطقة أكجا قلعة، يحتوي على 3 كيلوات و560 جراما من مادة تي إن تي المتفجرة، و3 صواعق قنابل يدوية، وعدد من المستلزمات التي تستخدم في التفجيرات الإرهابية.
وقالت مصادر أمنية إن المتفجرات والمستلزمات التي تم العثور عليها، تشبه تلك التي استخدمها تنظيم داعش في التفجيرات التي قام بها في إسطنبول وأنقرة وغازي عنتاب.
كما أمرت محكمة تركية أمس (الخميس) بحبس 28 شخصًا أوقفوا للاشتباه بانتمائهم إلى تنظيم داعش الإرهابي، بعد أن وجهت النيابة العامة إليهم تهمة «الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح».
كانت قوات الأمن التركية، أوقفت في وقت سابق 33 مشتبها بانتمائهم لتنظيم داعش، حيث قررت النيابة العامة إخلاء سبيل أحدهم بعد التحقيقات، وأحالت أمس، 28 منهم إلى المحكمة مع طلب حبسهم، ووضع أربعة منهم تحت الرقابة القضائية.
من ناحية أخرى، قضت محكمة تركية، أمس، بحبس شخصين في إطار التحقيقات الجارية حول اغتيال السفير الروسي لدى أنقرة أندريه كارلوف؛ وذلك بتهمة انتمائهما إلى حركة الخدمة التابعة للداعية فتح الله غولن المتهم من جانب السلطات التركية بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في منتصف يوليو (تموز) الماضي.
وكانت النيابة العامة في أنقرة، أحالت في وقت سابق عددا من الأشخاص، بينهم محامٍ وشرطي وأكاديمي، إلى المحكمة بعد توقيفهم على خلفية التحقيقات الجارية حول حادث اغتيال كارلوف الذي وقع في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وبعد استماع المحكمة إلى إفادات الأشخاص، أخلت سبيل المحامي والأكاديمي، وأمرت بسجن الشرطي سرجان باشار والتاجر أنس عاصم سيلين، منظم معرض الصور الذي كان كارلوف يشارك في افتتاحه، فيما أخلت سبيل الباقين مع وضعهم تحت الرقابة القضائية.
من جانبه، قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إن بلاده تخلت عن وضعية الدفاع، وبدأت بمهاجمة المنظمات الإرهابية في أوكارها، سواء داخل حدود تركيا أو خارجها.
وأضاف خلال اجتماعه الخامس والثلاثين مع عمد القرى والأحياء (المخاتير) أمس في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، إن «تركيا لن تسمح لأي من كان أن يأتي وينهكها من خلال الإرهاب، والاقتصاد وعصابات الخيانة»، مشيرًا إلى أنها «عازمة على التوجه إلى مصدر التهديد أينما كان وسحق رأس الأفعى هناك».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.