تلقت تركيا دفعة كبيرة من روسيا والتحالف الدولي للحرب على «داعش»، في إطار عملية «درع الفرات» التي تنفذها في شمال سوريا منذ 24 أغسطس (آب) الماضي، وتتركز معاركها منذ نحو شهرين على مدينة الباب، معقل «داعش» الحضري الأخير في ريف حلب.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن طائرات حربية روسية تشارك طائرات تركية في استهداف عناصر «داعش» الذين يسيطرون على مدينة الباب، على بعد نحو 40 كيلومترا شمال شرقي حلب.
وهذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها القوات الجوية الروسية والتركية بعمل مشترك بالاتفاق مع الحكومة السورية.
وقالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط»، إن الطائرات الروسية قامت من قبل بقصف جوي لعناصر «داعش» جنوب الباب، لكن لم يكن ذلك في إطار عمل مشترك مع الطيران التركي، وأن هذا القصف جاء في الفترة التي أوقف فيها التحالف الدولي دعمه لتركيا في هذه العملية، ما دفع أنقرة إلى مطالبة واشنطن ودول التحالف بالقيام بمسؤولياتهما في الحرب على «داعش».
وأضافت المصادر أن تركيا لوحت بإغلاق قاعدة إنجرليك جنوب البلاد، التي يستخدمها التحالف الدولي في ضرباته ضد «داعش»؛ لأنها لم تتلق المساعدة الضرورية من جانب التحالف.
ولفتت المصادر إلى أن أنقرة كثفت اتصالاتها بالجانب الأميركي في الفترة الأخيرة، إضافة إلى التوافق مع روسيا بشأن الموقف ضد التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها «داعش».
في الوقت نفسه قال المتحدث باسم التحالف الدولي للحرب على «داعش» جون دوريان، إن التحالف نفذ ضربات جوية في سوريا ضد أهداف لتنظيم داعش محل اهتمام من جانب كل من واشنطن وأنقرة، قرب مدينة الباب، وذلك عقب انتقادات من تركيا لعدم كفاية الدعم الأميركي لعملية برية تشنها. وقال دوريان إن التحالف أطلق 4 ضربات في الأيام الأخيرة ضد أهداف لـ«داعش»، وإنها محل اهتمام مشترك من البلدين. مضيفا: «لاحظنا فرصة كان من مصلحتنا المشتركة فيها تدمير تلك الأهداف».
وأبدت تركيا غضبها من سياسة الولايات المتحدة في سوريا، لا سيما دعمها للمقاتلين الأكراد الذين تسعى تركيا لإبعادهم عن حدودها. كما اتهمت واشنطن بالتقاعس عن تقديم ما يكفي من الدعم لحملتها لطرد «داعش» من الباب، رغم أن أنقرة تسمح للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة باستخدام قاعدة جوية لشن عمليات في سوريا.
وكان رئيس هيئة أركان الجيش التركي، خلوصي أكار، دعا حلف شمال الأطلسي «الناتو» لتحمل مسؤوليات أكبر بخصوص مكافحة الإرهاب، وتقديم مزيد من الدعم لتركيا ضمن هذا الإطار، خلال كلمة في اجتماع اللجنة العسكرية لـ«الناتو» الخاص برؤساء الأركان العامة، في بروكسل، الثلاثاء.
وفي تصريحات، أمس، بدا منها أن أنقرة ترغب في إيصال رسالة إلى واشنطن و«الناتو» حول الحفاظ على العلاقات معهما، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، إن تقارب بلاده مع روسيا لا يعني بالضرورة تأثيره سلبا على علاقاتها مع كل من واشنطن وأوروبا.
وأضاف: «كذلك الأمر ينطبق على عضويتنا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، حيث إن ذلك لا يعني أننا سنقطع علاقاتنا بشكل نهائي مع روسيا والصين والدول الأفريقية وأميركا اللاتينية».
وأكد أنه من غير الممكن حصر السياسة الخارجية داخل معسكر واحد في ظل الشروط الراهنة، موضحا أن بلاده تتبع سياسة متوازنة بين الغرب والشرق.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن تركيا تشاطر روسيا الرأي، بخصوص مشاركة الولايات المتحدة في المحادثات السورية المرتقبة في آستانة المزمع إجراؤها الاثنين المقبل.
ولفت جاويش أوغلو إلى أن مفاوضات آستانة ستعقد في 23 يناير (كانون الثاني)، وأن المحادثات سيسبقها اجتماع تركي، روسي، إيراني على مستوى الخبراء. وبشأن فرض عقوبات على منتهكي هدنة وقف إطلاق النار في سوريا، أشار جاويش أوغلو خلال لقاء مع أكاديميين أتراك في أنقرة، إلى أن العمل جارٍ على وثيقة فرض العقوبات، وأنها لم تكتمل بعد.
وأوضح جاويش أوغلو أن مشاركة الأمم المتحدة، وتركيا، وروسيا، وإيران، والولايات المتحدة، باتت شبه مؤكدة في محادثات آستانة، وسيتم توجيه الدعوة للدول المذكورة من قبل كازاخستان الدولة المستضيفة.
بعد التلويح بإغلاق إنجرليك... «التحالف» وموسكو يدعمان معركة الباب
أول عملية جوية روسية تركية مشتركة بالاتفاق مع النظام
بعد التلويح بإغلاق إنجرليك... «التحالف» وموسكو يدعمان معركة الباب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة