«حزب الله» وموسكو يستنفران لمنع سقوط دير الزور

«داعش» وصل إلى أسوار المطار والخارجية الروسية تحذر من «إبادة جماعية»

مدير العمليات الرئيسية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي في مؤتمر لوسائل الإعلام أمس في موسكو يشرح التقدم الذي تم إنجازه في مكافحة الإرهاب في سوريا (إ.ب.أ)
مدير العمليات الرئيسية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي في مؤتمر لوسائل الإعلام أمس في موسكو يشرح التقدم الذي تم إنجازه في مكافحة الإرهاب في سوريا (إ.ب.أ)
TT

«حزب الله» وموسكو يستنفران لمنع سقوط دير الزور

مدير العمليات الرئيسية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي في مؤتمر لوسائل الإعلام أمس في موسكو يشرح التقدم الذي تم إنجازه في مكافحة الإرهاب في سوريا (إ.ب.أ)
مدير العمليات الرئيسية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي في مؤتمر لوسائل الإعلام أمس في موسكو يشرح التقدم الذي تم إنجازه في مكافحة الإرهاب في سوريا (إ.ب.أ)

اندفعت روسيا و«حزب الله» اللبناني لتأمين الدعم اللازم لقوات النظام التي تقاتل في مدينة دير الزور محاولة ضد هجوم واسع لتنظيم داعش الذي يحاول السيطرة على ما تبقى من المدينة مستفيدا من تمكنه في الأيام القليلة الماضية من فصل مناطق سيطرة النظام إلى جزأين وعزل المطار العسكري عنها.
وبرز يوم أمس الإعلان عن دخول عناصر حزب الله على خط مساندة النظام في دير الزور، ففيما أكد رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» وصول أعداد من عناصر الحزب إلى المطار المحاصر، قال أحمد الرمضان الناشط من مدينة دير الزور إن عناصر الحزب موجودون في المدينة منذ 8 أشهر، إلا أنه تم في الساعات الماضية استقدام تعزيزات بالجو لصد الهجوم الذي يشنه تنظيم داعش، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن «عناصر الحزب يتمركزون حاليا وبشكل خاص في اللواء 137 كما على الجبهات داخل الأحياء».
وأشار الرمضان إلى أن عناصر «داعش» أوشكت يوم أمس على الدخول إلى المطار لو لم يتدخل الطيران الروسي منفذا 40 غارة في المنطقة حيث كانوا يتجمعون، لافتا إلى أن سربا كاملا من 6 طائرات روسية تدخل لصد الهجوم. وأفاد الرمضان الذي يدير موقع «فرات برس» بأن عناصر تنظيم داعش تمكنوا يوم أمس من الوصول إلى مساكن المطار الجنوبي شرق محطة الكهرباء المعروفة برقم (66)، وقد تصدت قوات النظام لهم وأجبرتهم على التراجع، لافتا إلى أن التنظيم المتشدد بات فعليًا على مسافة قريبة جدًا من أسوار المطار من الجهة الجنوبية الغربية.
وأفادت وكالة «آكي» الإيطالية بإرسال حزب الله «تعزيزات من محيط حلب ومن مناطق أخرى، من المتوقع أن تصل أطراف المطار غدًا (الخميس) لتمنع سقوطه إن استطاع الصمود حتى الغد»، متحدثة عن «تقدم داعش في عدة أحياء، ومحاصرته بعضها، وقطع الطريق باتجاه المطار العسكري»، لافتة إلى أن «كتيبة المدفعية 137 باتت شبه ساقطة عسكريا».
وحذّر الجيش الروسي يوم أمس من «إبادة جماعية حقيقية في حال سيطرة داعش على مدينة دير الزور». وقال رئيس إدارة العمليات في هيئة أركان القوات المسلحة الروسية، الفريق سيرغي رودسكوي إن «مسلحي تنظيم داعش يشنون حاليا هجوما واسعا ومستمرا على مواقع القوات السورية في المدينة، التي تقوم بحمايتها مجموعة من الجيش السوري مدعومة من القوات الجوية الروسي». وأضاف رودسكوي: «هناك وضع صعب للغاية يمر به محيط مدينة دير الزور، التي لا تزال محاصرة من قبل إرهابيي داعش منذ نحو 3 سنوات، ويشن المسلحون، مستغلين تفوقهم العددي الكبير، هجوما مستمرا على مواقع الجيش السوري»، مؤكدا أن «القوات الجوية الفضائية الروسية تتخذ جميع الإجراءات الضرورية لدعم الوحدات التي تدافع عن دير الزور ولإحلال استقرار الوضع في المدينة ومحيطها».
واستمرت الاشتباكات عنيفة في دير الزور يوم أمس، بين قوات النظام السوري وعناصر تنظيم داعش الذين أشعلوا الإطارات وبراميل النفط للتشويش على حركة الطائرات الحربية. وأفاد المرصد السوري بـ«معارك عنيفة على محاور عدة في مدينة دير الزور (شرق) تترافق مع قصف جوي لطائرات حربية روسية ولقوات النظام على مناطق الاشتباكات». وأحصى المرصد منذ بدء هجوم «داعش» السبت مقتل 151 شخصا، هم 30 مدنيا و46 عنصرا من قوات النظام و75 مقاتلا لـ«داعش» خلال المعارك وجراء الغارات.
ونقل عمر أبو ليلى من مجموعة «دير الزور 24»، وهي مجموعة إخبارية ناشطة في المدينة المحاصرة، أن «التنظيم المتطرف أعدم بطريقة وحشية عشرة من عناصر قوات النظام الذين تم أسرهم خلال الهجوم على المطار العسكري». وقال الناشط في المدينة لوكالة الصحافة الفرنسية: «أعدم التنظيم الأسرى ليلة أمس دهسا بالدبابات»، مضيفا: «إذا سيطر التنظيم على أحياء النظام، ستُرتكب مجازر كبيرة، وهذا مصدر تخوف كبير بالنسبة لنا». من جهته، قال المرصد إنه رصد قيام تنظيم داعش في الريف الشرقي لدير الزور بـ«تعليق 6 رؤوس لعناصر من قوات النظام قتلوا في معارك داخل المدينة وفي محيطها وسط تجمهر عشرات الأطفال والمواطنين».
ويخشى عشرات الآلاف من المواطنين الذين يعيشون في الأحياء التي يسيطر عليها النظام في دير الزور من «الإعدامات الجماعية والأعمال الوحشية التي اعتاد عناصر داعش على ارتكابها في كل منطقة سيطروا عليها». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أبو نور (51 عاما)، أحد سكان حي الجورة الذي لا يزال تحت سيطرة قوات النظام، قوله إن «المدنيين في المدينة يعيشون حالة من الرعب والتوتر خشية من دخول عناصر داعش، كونهم يتهموننا بأننا شبيحة النظام». من جهتها، أعربت أم ايناس (45 عاما) من سكان حي الجورة عن خشيتها من انقطاع المواد الغذائية والمساعدات، وقالت إن «المواد المتوفرة في الأسواق بدأت بالنفاد نتيجة حصار داعش لمنطقتي الجفرة وهرابش اللتين كنا نأتي ببعض الحشائش والخضار منهما». وأضافت: «في حال استمر الوضع على ما هو عليه فالجوع سيأكل الناس، لأن الإسقاط الجوي كان يعتبر شريان الحياة للناس هنا».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.