خفض الرئيس الأميركي باراك أوباما، يوم أمس (الثلاثاء)، بشكل كبير، عقوبة السجن 35 عاما بحق الجندي السابق برادلي مانينغ الذي سرب وثائق سرية إلى موقع ويكيليكس والذي تحوّل في السجن إلى امرأة تدعى تشيلسي مانينغ.
وبذلك ستخرج مانينغ من السجن في 17 مايو (أيار)، بموجب قرار رئاسي اصدره أوباما في آخر أيام عهده وشمل العفو عن 64 شخصًا وتخفيف الأحكام الصادرة بحق 209 آخرين.
وأدينت الجندية السابقة في اغسطس (آب) 2013، بجريمة تسريب 700 ألف وثيقة سرية دبلوماسية وعسكرية تتضمن سجلات عسكرية من حربي العراق وأفغانستان وبرقيات تتضمن تقارير دبلوماسية حساسة وأحيانا محرجة عن قادة العالم واحداث عالمية.
وحاولت مانينغ التي بقيت معتقلة في سجن للرجال وأحيانا في زنزانة منفردة، الانتحار مرتين وسط انتقادات من ناشطين اعتبروا أنّ عقوبتها مفرطة في قسوتها نظرًا لضعف حالتها النفسية.
واعتبر تشايس سترانغيو من الاتحاد الاميركي للحريات المدنية، أنّ قرار تخفيض العقوبة "يمكنه فعليا انقاذ حياة تشيلسي".
ويمكن للرئيس بموجب الدستور إما العفو عن محكوم أو تخفيض عقوبته، وهو حق استخدمه العديد من الرؤساء الأميركيين قبل خروجهم من البيت الأبيض.
إلّا أنّ البيت الابيض استبعد خلال الاسابيع الماضية تخفيض أحكام أو اصدار اعفاءات وهو ما جعل من قرار أوباما مفاجئا خصوصًَا وأنّه فرض أخيرًا عقوبات على أجهزة الاستخبارات الروسية التي اتهمها بقرصنة رسائل الكترونية للحزب الديمقراطي نشر موقع ويكيليكس بعضًا منها.
وفي هذا السياق، أشار المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست إلى الفرق الشاسع بين مانينغ التي حوكمت وأقرت بفعلتها، وقضية عميل الاستخبارات الاميركية السابق ادوارد سنودن الذي فر إلى هونغ كونغ ومن ثم إلى روسيا في 2013، بعدما سرب آلاف الوثائق السرية للصحافة كشفت عمليات مراقبة واسعة تقوم بها الاجهزة الاميركية للاتصالات الخاصة بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2011.
وعلى الرغم من غياب اسمه عن قائمة الإعفاءات وتخفيض العقوبات إلّا أنّه توجه إلى أوباما عبر تويتر مغردًا "فلنقلها بجدية وعن طيب خاطر: شكرًا أوباما".
أمّا موقع ويكيليكس فأعلن "الانتصار" بعد تخفيض عقوبة مانينغ وشكر كل من شارك بالحملات المطالبة باطلاق سراحها.
وقبل أيام، أكّد مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج الذي لجأ إلى سفارة الاكوادور في العاصمة البريطانية لندن، استعداده لتسليم نفسه إلى الولايات المتحدة إذا ما وافق أوباما على العفو عن الجندية السابقة. إلّا أنّه لم يتطرق إلى الامر مجددًا أمس، فيما نفى البيت الأبيض أي علاقة بين قرار تخفيض عقوبة مانينغ وعرض اسانج.
ومن ناحيتهم، عبر الجمهوريون عن غضبهم من قرار أوباما الذي وصفه رئيس مجلس النواب بول راين بأنّه "شائن". "خيانة تشيلسي مانينغ عرضت حياة الاميركيين للخطر وكشفت بعضًا من أكثر أسرار بلدنا حساسية". مضيفًا أنّ "الرئيس أوباما يترك الآن سابقة خطيرة، فالذين يقوضون أمننا الوطني لن يُحاسبوا على جرائمهم".
وعبر السناتور الجمهوري توم كوتون المرشح لقيادة الحزب مستقبلا، عن غضبه من قرار اوباما قائلا "ليس علينا ان نعامل الخائن معاملة الشهيد (...) لا أفهم لماذا قد يشعر الرئيس بتعاطف خاص تجاه من عرض حياة قواتنا ودبلوماسيينا ومسؤولي استخباراتنا وحلفائنا للخطر".
وضمن من خفضت أحكامهم أمس، البورتوريكي أوسكار لوبيز ريفيرا الذي قضى أكثر من ثلاثة عقود في السجن لتهم متعلقة بالارهاب.
وعفا أوباما كذلك عن الجنرال السابق جيمس كارترايت الذي أدين بالإدلاء بإفادة كاذبة لمكتب التحقيقات الفدرالي خلال تحقيق في تسريبات تتعلق بهجوم معلوماتي أميركي استهدف البرنامج النووي الإيراني عام 2010.
ويتوقع مسؤولون صدور لائحة جديدة يوم غد الخميس، ينتظر كثيرون معرفة إن كانت ستضم اسم الجندي الاميركي بو بيرغدال الذي كان اسيرًا لدى طالبان لمدة خمس سنوات قبل الافراج عنه بصفقة تبادل أسرى إذ يحاكم حاليًا بتهمة الفرار من الجيش.
وأشارت تكهنات إلى أنّ أوباما قد يصدر عفوًا عن حليفته هيلاري كلينتون التي تواجه اتهامات بشأن استخدامها خادمًا خاصًا لبريدها، بينما كانت وزيرة للخارجية، لتفادي ملاحقتها قانونيا خلال ولاية ترامب الذي يتسلم مهامه الجمعة.
أوباما يخفّض عقوبة تشيلسي مانينغ
مسرب وثائق لموقع ويكيليكس
أوباما يخفّض عقوبة تشيلسي مانينغ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة