توقعات بانتعاش قطاع العقارات في تركيا بعد قرار تجنيس المستثمرين

متوسط المبيعات السنوية استقر عند 5 مليارات دولار لمدة 5 سنوات

مبيعات العقارات في تركيا لم تحقق التطلعات خلال العام الماضي نتيجة العوامل الجيوسياسية (رويترز)
مبيعات العقارات في تركيا لم تحقق التطلعات خلال العام الماضي نتيجة العوامل الجيوسياسية (رويترز)
TT

توقعات بانتعاش قطاع العقارات في تركيا بعد قرار تجنيس المستثمرين

مبيعات العقارات في تركيا لم تحقق التطلعات خلال العام الماضي نتيجة العوامل الجيوسياسية (رويترز)
مبيعات العقارات في تركيا لم تحقق التطلعات خلال العام الماضي نتيجة العوامل الجيوسياسية (رويترز)

تصاعدت توقعات خبراء العقارات بأن يؤدي قرار الحكومة التركية بمنح الأجانب الجنسية التركية في حال شرائهم عقارات بقيمة مليون دولار على الأقل، والاحتفاظ بملكيتها لثلاث سنوات، إلى إنعاش سوق العقارات في عام 2017.
ودخلت الأربعاء الماضي تعديلات جديدة على لوائح قانون الجنسية حيز التنفيذ، يتم بموجبها منح الجنسية التركية للمستثمر الأجنبي، الذي يشتري عقارًا بقيمة مليون دولار أميركي على ألا يبيعه لمدة 3 سنوات، والمستثمر الأجنبي الذي يقوم باستثمارات ثابتة بقيمة مليوني دولار. وكذلك المستثمر الذي يقوم بإيداع 3 ملايين دولار لمدة 3 سنوات في البنوك والمصارف التركية، كما سيتم منحها لمن يشتري من خلال أدوات اقتراض الدولة لمدة 3 سنوات بقيمة المبلغ نفسها، والمستثمر الأجنبي الذي يوفر فرصة عمل لـ100 مواطن تركي.
ومن المنتظر، بحسب الخبراء، أن تسهم هذه القرارات في زيادة مبيعات العقارات للأجانب بنسبة تصل إلى ضعف مستواها السابق على الأقل، إذ يبلغ متوسط مبيعات العقارات للأجانب خلال السنوات الخمس الأخيرة نحو 5 مليارات دولار سنويًا.
وقال إينانج قبضاي، رئيس مجلس إدارة «مجموعة إيجه» للإنشاءات، إن مثل القرار سار في عدد من الدول مثل بريطانيا وإسبانيا والبرتغال والمجر، وهو يسهم في زيادة مبيعات العقارات بشكل بارز في تلك الدول، معربًا عن اعتقاده بأن هذا القرار سينعكس إيجابيًا على قطاع الاستثمار في تركيا، وخصوصًا قطاعي البنوك والأملاك غير المنقولة.
وأضاف أن هذا التعديل سيزيد من معدلات العمالة والعملات الأجنبية، مشيرًا إلى أنه يجب رفع سقف أهداف تركيا في ظل هذا التعديل القانوني والتطلع لتحقيق مبيعات في مجال العقارات بقيمة 10 مليارات دولار سنويًا، أي مضاعفة متوسط العائدات السنوية خلال الأعوام الخمسة الأخيرة. كما أشار إلى أن القرار يهدف إلى زيادة التوظيف وودائع العملات الأجنبية.
وبدوره، قال نظمي دورباكيم، رئيس مجلس إدارة جمعية أصحاب العقارات في إسطنبول، إن قرار منح الجنسية التركية للمستثمرين يعد من أهم الخطوات المتخذة في دفع عجلة الاستثمار في البلاد، وإن هذا الإجراء متبع في كثير من الدول المتقدمة حول العالم.
وأشار الخبير العقاري مليح تاوكجو أوغلو إلى أن مبيعات العقارات خلال العام الماضي 2016 لم تحقق التطلعات، موضحًا أن إصدار قرار منح الجنسية من شأنه أن يسرع من حركة مبيعات العقارات ويزيد من تدفق العملات الأجنبية في السوق التركية.
وتراجعت مبيعات العقارات في تركيا خلال العام الماضي بسبب الأحداث التي شهدتها تركيا، من محاولة الانقلاب الفاشلة إلى العمليات الإرهابية المتكررة. وأحجم كثير من المستثمرين عن ضخ أموالهم في تركيا أو اتخذوا قرارات بتأجيلها، كما فقدت الليرة التركية نحو 25 في المائة من قيمتها بسبب هذه العوامل، إضافة إلى مؤثرات خارجية.
وقال إرجان أويان، رئيس مجلس إدارة ماكرو للمقاولات، إن ارتفاع قيمة الدولار الأميركي مقابل الليرة التركية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، يعد فرصة مهمة بالنسبة للمستثمرين الأجانب، وإن التعديل الأخير بخصوص منح الجنسية من الممكن أن يزيد من مبيعات العقارات نحو 50 في المائة على الأقل قياسًا بعام 2016.
كما اعتبر الخبير العقاري محمد ألتن يلماز أن القرار الخاص بالجنسية سيتيح لتركيا إمكانية التحول إلى مركز لجذب المستثمرين الأجانب، وأن هذا التعديل سيعطي دفعة قوية للبلاد التي مرت بصعوبات كبيرة خلال الفترات الأخيرة، كما أنه يلبي تطلعات كثير من المستثمرين الأجانب في اكتساب الجنسية التركية، مما سينعكس على مبيعات العقارات.
ورأى الخبير العقاري تامر إردان أن التعديل الجديد على قانون الجنسية ستكون له انعكاسات مهمة للغاية، حيث سيسهم في زيادة اهتمام المستثمرين بالاستثمار في تركيا، الأمر الذي سينعكس على خفض العجز في الحساب الجاري.
ودعا إلى إصدار قرار آخر بمنح إقامة مدتها 5 سنوات للأجانب الذين يشترون عقارات في تركيا بقيمة 100 ألف دولار على الأقل، قائلاً إن مثل هذا القرار سيؤدي إلى تحقيق رقم قياسي في مبيعات العقارات للأجانب في تركيا.
وأوضح إردان أن منح إقامة طويلة الأمد لمشتري العقارات الأجانب سيشجعهم على البقاء في تركيا فترات طويلة، وبالتالي ضخ مزيد من الاستثمارات فيها، لافتًا إلى أن التجارب في سوق العقارات تقول إن الأجانب الذين يشترون عقارًا في تركيا يميلون إلى شراء عقار ثانٍٍ وثالث بعد فترة من الزمن، ومنحهم إقامة طويلة الأمد سيزيد من هذا التوجه.
ويعمل في قطاع العقارات في تركيا أكثر من مليوني شخص، ويأمل العاملون بالقطاع أن يؤدي التعديل الجديد إلى تحريكه بشكل كبير.
في الوقت نفسه اختارت مجلة «A place In the sun» المتخصصة في العقارات، التي تصدرها القناة الرابعة البريطانية، تركيا ضمن أفضل 10 أماكن لشراء العقارات في العالم عام 2017 للعام الثاني على التوالي. وقالت إن تركيا تتمسك بمكانها ضمن اختيارنا لأفضل 10 أماكن للشراء عام 2017، على الرغم من أنها مرت بعام مضطرب.
ولفتت إلى أن محاولة الانقلاب الفاشلة أدت إلى تراجع السوق التركية، لكن تقارير العملاء تشير إلى أن المبيعات عادت للارتفاع بقوة خلال شهر أغسطس (آب) الماضي.
ورأت المجلة أن حوادث الإرهاب المتفرقة في أنحاء تركيا الشاسعة لم تردع سوى عدد قليل من الناس عن الشراء، وعاد الشعور بالاستقرار إلى الأسواق.
وكانت أرقام هيئة الإحصاء التركية كشفت عن ارتفاع بنسبة 41 في المائة من مبيعات المنازل في تركيا في شهر أغسطس الماضي، مقارنة بشهر يوليو (تموز)، وزادت المبيعات للمشترين الأجانب وحدهم بنسبة 44 في المائة خلال الشهرين، على الرغم من تراجعها بنسبة 26 في المائة عن شهر يوليو عام 2015.
ورصد تقرير لهيئة الإحصاء التركية حركة المبيعات لشهر سبتمبر (أيلول) الماضي، لافتًا إلى أنه تم بيع 108 آلاف و918 وحدة عقارية في تركيا خلال سبتمبر بتراجع نسبته 5.1 في المائة عن معدلات البيع في أغسطس.
وسجلت مبيعات الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي إجمالي مبيعات بلغ 936 ألف وحدة سكنية.
وتراجعت مبيعات العقارات للأجانب في يوليو 2016 بنسبة 48 في المائة، بينما بلغت هذه النسبة في شهر أغسطس 25 في المائة، في حين حقق شهر سبتمبر مبيعات عقارية للأجانب بلغت ألفًا و276 وحدة عقارية، بتراجع نسبته 27.8 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2015.
وبلغ إجمالي المبيعات العقارية للأجانب خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي 13 ألفًا و356 وحدة، بتراجع بلغ 17 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2015.
وتعد إسطنبول وفق الإحصائيات الرسمية هي المكان الأكثر شعبية بالنسبة لمشتريات الأجانب، ويمثل المشترون من دول الشرق الأوسط معظم مبيعات العقارات في المدينة العالمية، بينما تأتي أنطاليا في المرتبة الثانية من حيث مشتريات الأجانب. وتصدر العراقيون، يليهم السعوديون، فالكويتيون، مشتري العقارات في تركيا خلال عام 2016.
ورغم تفوق إسطنبول في عدد وحجم المشاريع من شقق وفيلات ظهرت منافسة أخرى من مدن تركية كثيرة، مثل بورصة، ويالوفا (شمال غرب)، وإزمير (غرب) وطرابزون (شمال شرق).
ولا تزال بلدة فتحية في محافظة موغلا جنوب غربي تركيا هي المفضلة لدى البريطانيين، كما تحظى بلدتا كالكان في الغرب من مدينة أنطاليا، وبودروم بشعبية كبيرة لدى البريطانيين.



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»