القوات العراقية تقترب من فرض سيطرتها الكاملة على شرق الموصل

تقدمت في اثنين من أحيائها واستعادت نحو 90% منه

القوات الخاصة العراقية ترد في أعقاب تفجير سيارة أثناء تمشيط حي الأندلس في الموصل (رويترز)
القوات الخاصة العراقية ترد في أعقاب تفجير سيارة أثناء تمشيط حي الأندلس في الموصل (رويترز)
TT

القوات العراقية تقترب من فرض سيطرتها الكاملة على شرق الموصل

القوات الخاصة العراقية ترد في أعقاب تفجير سيارة أثناء تمشيط حي الأندلس في الموصل (رويترز)
القوات الخاصة العراقية ترد في أعقاب تفجير سيارة أثناء تمشيط حي الأندلس في الموصل (رويترز)

حققت القوات العراقية الخاصة تقدما أمس، في اثنين من أحياء مدينة الموصل، قرب نهر دجلة، بعد قتال مع تنظيم داعش هناك، ما يقربها من السيطرة الكاملة على شرق المدينة.
ووقعت الاشتباكات الأخيرة في حيي الشرطة والأندلس. واستهدفت ثلاث سيارات ملغومة، على الأقل، القوات العراقية في حي الأندلس. ولم ترد على الفور أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى. وقال تنظيم داعش على موقع للتواصل الاجتماعي، إنه نفذ «عملية استشهادية» في المنطقة.
من جهته، قال جهاز مكافحة الإرهاب، إن المتشددين الذين سيطروا على الموصل عام 2014. عندما اجتاحوا أغلب أراضي شمال العراق، ثم فقدوا الكثير من الأراضي التي سيطروا عليها منذ ذلك الحين، يتصدون بقوة للهجوم.
ونقلت «رويترز» عن صباح النعمان، المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب قوله: «بدأنا بالاقتحام ولكن كان هناك هجوم قبل قليل. سنحرز تقدما مع نهاية النهار». وسيطرت القوات العراقية بالفعل على مناطق على ضفة النهر أبعد باتجاه الجنوب. وفور استعادة الضفة الشرقية يمكن للقوات البدء في الهجوم على غرب الموصل، الذي ما زال التنظيم المتشدد يسيطر عليه.
وسيطرت القوات العراقية على أغلب مناطق شرق الموصل منذ بدء الحملة، قبل ثلاثة أشهر، لإخراج المتشددين من المدينة. وقال مصور يعمل مع «رويترز» في حي جنوبي يقع على نهر دجلة، إن قناصة من وحدات خاصة مقاتلة تابعة لوزارة الداخلية العراقية، تطلق النار عبر النهر على مواقع لتنظيم داعش.
وقال المتحدث الرسمي باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، صباح النعمان، إن القوات العراقية استعادت نحو 90 في المائة من الجانب الشرقي لمدينة الموصل من قبضة «داعش»، في إطار العمليات الجارية لاستعادة السيطرة على المدينة التي تعد آخر أكبر معاقل المتطرفين في البلاد.
وأضاف المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب، التي تعد أبرز قوة تقاتل المتطرفين في الموصل، لوكالة الصحافة الفرنسية، لقد «تم تحرير أكثر من 85 إلى 90 في المائة من الجانب الشرقي» لمدينة الموصل.
وقال إن «ما تبقى لا يتجاوز خمسة أحياء»، مؤكدا أنه «خلال الأيام المقبلة، ينتهي هذا المحور بالكامل». وأوضح: «تمت استعادة السيطرة علي حي النبي يونس وحي الجماسة، ورفع العلم العراقي فوق ضريح النبي يونس».
وأشار إلى أن مسلحي «داعش باتوا عالقين في الأحياء المتبقية من هذا المحور، وليس لديهم من سبيل سوى الاستسلام».
وكانت القوات العراقية، قد استعادت السبت الماضي، سيطرتها على جامعة الموصل التي تمتد على مساحة واسعة في الجانب الشرقي من المدينة. وعن عدد قتلى المتطرفين، قال النعمان، إن «زخم المعركة مستمر ومن الصعب إحصاء عدد القتلى حاليا».
ويواصل طيران التحالف من خلال توجيه ضربات قوية، دعم قوات مكافحة الإرهاب في الموصل، وفقا للمتحدث. وتعود تسمية حي النبي يونس إلى وجود مرقد النبي يونس فيه الذي يعتبر أحد أبرز المواقع الأثرية في الموصل.
وتعرض المرقد الذي يعود بناؤه إلى القرن الثامن قبل الميلاد، إلى تفجير عام 2014 على يد متطرفين.
وتواصل القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تنفيذ عملية واسعة أطلقتها منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لاستعادة السيطرة على الموصل، التي سيطر عليها المتطرفون بعد هجوم شرس في يونيو (حزيران) 2014.
وتصاعدت حدة القتال منذ بداية العام، بعد أن جددت القوات العراقية هجومها على المتشددين. كان تقدم القوات قد تعثر في أواخر شهري نوفمبر (تشرين الثاني)، وديسمبر (كانون الأول) بعد دخولها المدينة، إذ تصدى لهم مقاتلو التنظيم بهجمات بسيارات ملغومة وبقناصة، واختبأوا وسط السكان المدنيين الذين يبلغ عددهم نحو 1.5 مليون نسمة.
من جانبها، ذكرت مصادر الأمم المتحدة، أن نحو 32 ألفا من سكان الموصل فروا من المدينة خلال الأسبوعين الماضيين، ليصل العدد الإجمالي للنازحين، خلال الحملة لاستعادة الموصل، إلى 161 ألفا.
وقال أحد سكان الموصل في اتصال هاتفي، إن مقاتلي تنظيم داعش، منعوا الناس المقيمين في غرب المدينة من عبور النهر إلى الشرق.
وقال ساكن آخر، إن مقاتلي تنظيم داعش، ومنهم قادة بارزون في غرب الموصل، تركوا المدينة باتجاه تلعفر الواقعة على الحدود السورية.
ويشمل هجوم الموصل الذي تدعمه طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، نحو 100 ألف مقاتل من القوات العراقية ومقاتلي البيشمركة الكردية ومقاتلين شيعة.
وفقد التنظيم أراضي في معقله في الموصل، لكنه نفذ تفجيرات في بغداد، وأغار على مواقع للشرطة والجيش في مناطق أخرى من البلاد. ومنذ بداية العام قتلت هجمات على بغداد عشرات الأشخاص.
وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» ومقرها نيويورك، أمس، إن عمليات القصف التي يقوم بها تنظيم داعش، واستهدفت أسواقا مزدحمة ترقى إلى مستوى «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية». وأضافت المنظمة، في بيان، أن تنظيم داعش «نفذ هجمات مدمرة استهدفت، على ما يبدو، إسقاط أكبر عدد من القتلى والجرحى بين المواطنين العراقيين العاديين». وحثت الحكومة العراقية على تقديم مساعدات أكبر لضحايا هجمات المتشددين.
وأصدر رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، أمس، أوامر عاجلة وفورية، تتعلق بإيواء وإغاثة النازحين في الموصل. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية، عن مكتب الأمين العام للحكومة، أمس، قوله إن الأوامر نصت على «تشديد الإجراءات الأمنية في كافة المخيمات المقامة جنوب الموصل، وقيام قيادة العمليات المشتركة بإبلاغ وزارة الهجرة والمهجرين بالأعداد المتوقعة من النازحين، قبل البدء بتحرير الجانب الأيمن للمدينة، ليتسنى للأخيرة اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتهيئة متطلبات الإيواء والإغاثة، فضلا عن قيام وزارة التجارة بإرسال مفردات البطاقة التموينية إلى المناطق المحررة في الجانب الأيسر من مدينة الموصل خلال فترة لا تتجاوز 7 أيام».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.