جاويش أوغلو يبحث تحضيرات «آستانة» مع لافروف

جاويش أوغلو  يبحث تحضيرات «آستانة» مع لافروف
TT

جاويش أوغلو يبحث تحضيرات «آستانة» مع لافروف

جاويش أوغلو  يبحث تحضيرات «آستانة» مع لافروف

بحث وزيرا خارجية تركيا وروسيا مولود جاويش أوغلو وسيرغي لافروف أمس، في اتصال هاتفي، التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر آستانة لبحث تسوية الأزمة السورية والذي يأتي بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار في سوريا الذي بدأ سريانه في منتصف ليل الثلاثين من ديسمبر (كانون الأول) الماضي بضمان من روسيا وتركيا.
وقالت مصادر بالخارجية التركية إن الاتصال تناول مجمل التطورات في سوريا واتفاق وقف إطلاق النار والاستعدادات الجارية لمفاوضات آستانة بين الأطراف السورية المقرر عقدها في 23 يناير (كانون الثاني) الحالي بين الأطراف السورية.
وأكدت فصائل المعارضة المسلحة مشاركتها في مفاوضات آستانة، مؤكدة أن جدول الأعمال سيقتصر على تثبيت وقف إطلاق النار بموجب الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا أبرز حلفاء نظام دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة خلال مباحثات في أنقرة وموسكو خلال الأيام الماضية.
في الوقت نفسه، أكد نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية، نعمان كورتولموش ثبات موقف بلاده من أنه لا مكان للأكراد في اللقاءات الخاصة ببحث حل للأزمة السورية.
وأشار كورتولموش، في تصريحات، أمس، إلى أنه «ينبغي ألا يكون هناك وجود للأكراد في مفاوضات آستانة أو جنيف. وقال إن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي لن يشارك في مباحثات آستانة حول الأزمة السورية، معبرا عن اعتقاده بأن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ستراعي حساسيات تجاه هذا الموضوع.
من ناحية أخرى وعلى صعيد المعارك الجارية حول مدينة الباب في شمال سوريا، قال الجيش التركي في بيان أمس إن 18 من عناصر تنظيم داعش، قتلوا في قصف شنته قواته بواسطة المدفعية الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ جرى خلاله تدمير 180 هدفًا لـ«داعش» بينها مخابئ، ومواقع دفاعية وأسلحة وعربات، وأن مقاتلات تابعة لقيادة القوات الجوية التركية قصفت ثمانية أهداف للتنظيم الإرهابي بمنطقة الباب في ريف حلب السورية أسفرت عن تدمير خمسة مبانٍ ومقر وسيارتين مفخختين.
وكان تنظيم داعش الإرهابي فجر سيارة مفخخة أدت إلى مقتل 12 عنصرًا من الجيش السوري الحر وإصابة 30 آخرين ليل الأحد – الاثنين شرق مدينة الباب شمال سوريا.
وذكرت مصادر محلية لوكالة أنباء «الأناضول» أن تنظيم داعش الإرهابي استهدف بسيارة مفخخة عناصر من الجيش السوري الحر في قرية جب البرازي الخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر شرق مدينة الباب شمال حلب.
ونقل 15 من المصابين إلى مستشفيات تركية في مدينة كيليس جنوب تركيا على الحدود مع سوريا.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.