7 فصائل ثبتت أسماء ممثليها إلى آستانة... وضغوط تركية لمشاركة العدد الأكبر

محمد علوش رئيسًا للوفد والنظام يرسل عدد من الضباط والتقنيين العسكريين

زملاء وأصدقاء فرقة «ألكسندروف» الفنية يودعون أمس ضحايا الفرقة الذين قتلوا الشهر الماضي في حادثة الطائرة الروسية التي سقطت فوق البحر الأسود في طريقها إلى سوريا (أ.ب)
زملاء وأصدقاء فرقة «ألكسندروف» الفنية يودعون أمس ضحايا الفرقة الذين قتلوا الشهر الماضي في حادثة الطائرة الروسية التي سقطت فوق البحر الأسود في طريقها إلى سوريا (أ.ب)
TT

7 فصائل ثبتت أسماء ممثليها إلى آستانة... وضغوط تركية لمشاركة العدد الأكبر

زملاء وأصدقاء فرقة «ألكسندروف» الفنية يودعون أمس ضحايا الفرقة الذين قتلوا الشهر الماضي في حادثة الطائرة الروسية التي سقطت فوق البحر الأسود في طريقها إلى سوريا (أ.ب)
زملاء وأصدقاء فرقة «ألكسندروف» الفنية يودعون أمس ضحايا الفرقة الذين قتلوا الشهر الماضي في حادثة الطائرة الروسية التي سقطت فوق البحر الأسود في طريقها إلى سوريا (أ.ب)

تسارعت في الساعات القليلة الماضية الاستعدادات لمحادثات آستانة المرتقبة مطلع الأسبوع المقبل، بعد تسمية محمد علوش رئيس المكتب السياسي لجماعة «جيش الإسلام»، رئيسا لوفد المعارضة المفاوض. وإن كان العدد الأكبر من الفصائل التي شاركت في الاجتماعات التي عُقدت في أنقرة بحضور ممثلين روس وافق على المشاركة، إلا أن مجموعات أخرى لا تزال ترفض تسمية من يمثلها في آستانة رغم الضغوط الكبيرة التي تمارسها تركيا لضمان مشاركة أكبر عدد من الفصائل وسعي موسكو لإبقاء الدعوة مفتوحة بمحاولة للإيحاء بقدرتها على اجتذاب أطياف المعارضة كافة تحت مظلتها.
وبحسب مصادر مطلعة على التحضيرات الجارية لاجتماع آستانة، فإن «معظم فصائل حلب وريفها أعلنت موافقتها على المشاركة، فيما لا تزال الفصائل الناشطة بشكل خاص في إدلب رافضة لهذه المشاركة رغم كل الضغوط التي تمارسها أنقرة والتطمينات التي تبعث بها موسكو لجهة أن جدول أعمال المؤتمر ينحصر ببحث تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار من دون التطرق لشكل الحكومة السورية المقبلة أو إصدار أي وثائق سياسية أو التوصل لتفاهمات تناقض اتفاقات جنيف».
وأوضحت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المبرر الذي أعطته موسكو وأنقرة للمعارضة بحصر تمثيلها بالفصائل العسكرية واستثناء المعارضة السياسية، هو أن مغزى الآستانة بحث شؤون عسكرية تتعلق بوقف إطلاق النار، لافتة إلى أن وفد النظام السوري سيكون من الضباط والتقنيين العسكريين حتى ولو أصر الأسد على أن يرأس الوفد بشار الجعفري». وتحدثت المصادر عن «دعوة روسية مفتوحة» لكل الفصائل للمشاركة في مؤتمر آستانة للإيحاء بقدرة موسكو على جمع أكبر عدد ممكن من الفصائل تحت مظلتها تمهيدا للاستفراد الروسي بالملف السوري. وأضافت المصادر: «حتى الساعة تقدمت 7 فصائل من أصل نحو 20 شاركت في اجتماعات أنقرة بأسماء ممثليها في آستانة وهي: منذر سراس عن فيلق الشام، العقيد أحمد عثمان عن فرقة السلطان مراد، النقيب أبو جمال عن لواء شهداء الإسلام (داريا)، أبو قتيبة عن تجمع (فاستقم كما أمرت)، أبو ياسين عن (الجبهة الشامية)، الرائد ياسر عبد الرحيم عن (غرفة عمليات حلب)، ومحمد علوش عن (جيش الإسلام)».
ولا تزال فصائل «أحرار الشام» و«صقور الشام» و«فيلق الرحمن» و«ثوار الشام» و«جيش إدلب» و«جيش المجاهدين» و«نور الدين الزنكي» غير موافقة على المشاركة. وفي هذا الإطار، قالت مصادر في حركة «أحرار الشام» لـ«الشرق الأوسط» إن هناك «انقساما في الحركة بين مجموعة تؤيد المشاركة ومجموعة ترفضها رغم تأكيد الأتراك أن ما سيجري في كازاخستان لن يمس بثوابت الثورة وسيكون هدفه الوحيد تثبيت الهدنة»، لافتة إلى أن تردد «نور الدين الزنكي في المشاركة سببه مساعي التوحد مع فتح الشام».
ورد رئيس وفد المعارضة إلى آستانة، محمد علوش سبب الموافقة على المشاركة بالمؤتمر الذي ترعاه موسكو وأنقرة، «لمحاولة تحييد الدور الإجرامي لإيران في الصراع السوري وصد المقاتلين الإيرانيين الذين يقاتلون في سوريا». وقال علوش الذي كان يشغل منصب كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى جنيف، لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «كل الفصائل ستذهب. الكل موافق»، لافتا إلى أن «عملية آستانة هي لوقف سريان الدم من جانب النظام وحلفائه. نريد وقف هذا المسلسل الإجرامي». وأكد أحمد عثمان القيادي في فرقة «السلطان مراد»، وهو فصيل معارض تدعمه أنقرة وينشط في شمال سوريا، أن «الفصائل أخذت قرارها بالذهاب إلى المحادثات ضمن ثوابت الثورة». أما زكريا ملاحفجي، المتحدث باسم تجمع «فاستقم» فقال لـ«رويترز»، إن «أغلبية الفصائل قررت الحضور. وستركز المناقشات على وقف إطلاق النار وعلى المسائل الإنسانية، وهي: «إيصال المساعدات والإفراج عن المعتقلين». وأكد ملاحفجي أن «تشكيل الوفد يجري بتنسيق مع الهيئة العليا للمفاوضات، لكن تشكيلته ستكون مختلفة عن تشكيلة وفد المعارضة إلى جنيف».
وبينما كشف أسامة أبو زيد، المستشار القانوني للفصائل السورية المعارضة المنضوية في إطار الهيئة العليا للمفاوضات، أن الهيئة قدمت وفدا تقنيا سيرافق الوفد العسكري إلى آستانة ويعمل تحت مظلته، قال لؤي المقداد، مدير مؤسسة «مسارات» لـ«الشرق الأوسط»: «المستغرب أن المعارضة ذاهبة للتفاوض على تثبيت وقف إطلاق النار، وكأن هذا الموضوع يجب أن يكون خاضعا للنقاش والتفاوض!»، لافتا إلى أن «الخطورة فيما يحدث تكمن بأننا ننتقل من رعاة دوليين وقرارات دولية رعتها الأمم المتحدة إلى راع دولي وحيد مؤيد للنظام، موسكو التي تنسق مع تركيا، فكيف يلتزم النظام بتطبيق ما يصدر عن آستانة، وهو لم يلتزم بقرارات دولية رعتها الدول الكبرى مجتمعة؟».
وفي الوقت الذي أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف بحث يوم أمس الاستعدادات لمحادثات السلام السورية مع وزير خارجية كازاخستان خيرت عبد الرحمنوف، وناقش نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الموقف مع رمزي عز الدين رمزي نائب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، لم يؤكد الكرملين صحة ما أعلنته أنقرة عن توجيه دعوة للإدارة الأميركية الجديدة لحضور مفاوضات آستانة. وقال ديمتري بيسكوف الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي، ردا على سؤال حول صحة هذه الدعوة: «تستعد آستانة لاستضافة اللقاء، وتجري التحضيرات له، إنها عملية صعبة جدا. والعملية ليست مطروحة كبديل عن الصيغ الأخرى للتفاوض، بما في ذلك عملية التفاوض في جنيف، بل يجري الحديث عن عمليات تفاوضية تكاملية».
وكان وزير الخارجة التركي مولود جاويش أوغلو قد أعلن، الأحد، أن أنقرة وموسكو متفقتان حول ضرورة دعوة واشنطن لمفاوضات آستانة بشأن السلام في سوريا، وقال إن البلدين يتابعان الأمر مع إيران ويتوقعان مشاركة أطراف أخرى.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».