إسرائيل تعتقل 13 من قادة حماس في عملية تستهدف «محاولات ترميم بنيتها»

الناطق باسم الحركة: الحملة الأمنية في الضفة الغربية لن تحقق أهدافها

لوحة تحذر من زيادة أعداد العرب رفعتها مجموعة من الضباط الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين السابقين المطالبين بالانفصال عن الفلسطينيين (إ.ب.أ)
لوحة تحذر من زيادة أعداد العرب رفعتها مجموعة من الضباط الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين السابقين المطالبين بالانفصال عن الفلسطينيين (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تعتقل 13 من قادة حماس في عملية تستهدف «محاولات ترميم بنيتها»

لوحة تحذر من زيادة أعداد العرب رفعتها مجموعة من الضباط الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين السابقين المطالبين بالانفصال عن الفلسطينيين (إ.ب.أ)
لوحة تحذر من زيادة أعداد العرب رفعتها مجموعة من الضباط الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين السابقين المطالبين بالانفصال عن الفلسطينيين (إ.ب.أ)

قالت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، إنها اعتقلت 13 من قادة حماس في الضفة الغربية، كانوا يعملون على إعادة ترميم البنية التحتية للحركة في مناطق الضفة، وردت الحركة الإسلامية بالقول، إن الحملة الأمنية الإسرائيلية لن تحقق أهدافها.
وأعلن جهاز الأمن الإسرائيلي العام «شاباك» اعتقال 13 ناشطا في حركة حماس، بينهم نائب عن الحركة في المجلس التشريعي الفلسطيني. وقال جهاز الشاباك، إنه خلال العملية المشتركة، ضبطت أموال وسيارات، وكثير من المواد الدعائية للحركة. وأضاف أن الجهاز الأمني بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي نجح في الأسابيع الأخيرة في ضبط بنية تحتية واسعة تمتلكها حماس، كانت تنشط في منطقة رام الله، وكانت تعتبر المقر الرئيسي للمنظمة في المنطقة.
ويقول بيان الشاباك إن «المقر الرئيسي للمنظمة يتكون من هيكل تنظيمي هرمي يضم عشرات الناشطين، عمل على تقوية قبضة حركة حماس في الضفة الغربية كمنظمة، ونتيجة لتأثير إقليمي واسع».
وأضاف البيان، أن مقر حماس عمل على تنفيذ نشاطات اجتماعية واقتصادية، من خلال «حزب الدعوة» وفقا للبيان، الذي تحدث عن دعم أسرى أمنيين، وعائلات منفذي هجمات وطلاب، إضافة إلى نشر مواد دعائية لحركة حماس وتمويل مظاهرات.
وبحسب بيان الشاباك، فإن جهات خارجية وفي قطاع غزة، هي التي مولت هذا التحرك في الضفة.
وقال جهاز الأمن العام إن الكشف عن البنية التحتية لحركة حماس يدل «على استمرار نوايا حماس الاستراتيجية بتعزيز مكانتها على أرض الواقع، في محاولة لقلب نظام الحكم في السلطة الفلسطينية، إلى جانب محاولات الحركة لتنفيذ هجمات إرهابية شرسة» على حد ما ورد به.
وبالإضافة إلى القيام بالاعتقالات، قال الشاباك إنه جرت مصادرة موارد مالية لحماس، ومركبة، وكمية كبيرة من المواد الدعائية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تقول فيها إسرائيل إنها أحبطت محاولات حمساوية لإعادة بناء التنظيم في الضفة الغربية.
وعمليا يوجد تنظيم للحركة في الضفة، قيادة وأعضاء برلمان وكتل طلابية، لكنه فقد كثيرا من قوته بعد حرب إسرائيلية طويلة، استهدفت قيادة الحركة وقدراتها العسكرية والمالية، إلى جانب حرب أخرى شنتها السلطة استهدفت مصادر تمويل الحركة وسلاحها.
وعبر سنوات طويلة قتلت إسرائيل واعتقلت العشرات من قادة الحركة، وشنت حربا على مصادر تمويلها، وأغلقت مؤسسات، قبل أن تشن السلطة حملة استهدفت ما سمته «السلاح غير الشرعي» و«تبييض الأموال» لدى حماس، وراحت تغلق مؤسسات، وتستبدل هيئات إدارية في جمعيات، وتراقب مصادر وحركة الأموال.
وفي مرة سابقة، نفت حماس اتهامات إسرائيلية شبيهة بمحاولاتها تنفيذ عمليات لجر ردة فعل من شأنها تقويض السلطة، وهي الاتهامات التي تسبب بتوتر بين السلطة وحماس.
ورد الناطق باسم حماس، حسام بدران، على حملة الاعتقالات قائلا إنها «لن تحقق أهدافها ولن تؤثر على الحركة، التي هي في وجدان الشعب، بل ستزيد من التفاف الشارع حولها».
وأضاف بدران أن «الحملة تأتي في سياق الملاحقة المستمرة للمقاومة ومحاولة كسر شوكتها وإسكات صوتها».
وأضاف بدران: «لقد اعتادت حركة حماس، في الضفة الغربية، على ظروف الملاحقة والاعتقال، ورغم ذلك مضت الحركة في مشروعها، وستمضي حتمًا لتحقيق مصالح شعبنا مهما بلغ حجم التضحيات».
وأشار بدران إلى أن «ملاحقة المقاومة والتضييق عليها في الضفة، دليلٌ على تخبط الاحتلال وفشله في إيقاف انتفاضة القدس».
وتابع: «الاحتلال يدرك أن المقاومة هي الشوكة الوحيدة في حلقه الآن، خاصة بعد استنفاد خيارات التسوية كافة التي لم تحقق لشعبنا إلا مزيدًا من الويلات».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.