سقوط طائرة للجيش الليبي في ظروف غامضة

نائب السراج ينفي اقتحام مسلحين لمنزله في العاصمة طرابلس

عنصران من الجيش الوطني الليبي التابع للجنرال حفتر في القطاع الغربي لبنغازي الذي يشهد اشتباكات مع المتطرفين (أ.ف.ب)
عنصران من الجيش الوطني الليبي التابع للجنرال حفتر في القطاع الغربي لبنغازي الذي يشهد اشتباكات مع المتطرفين (أ.ف.ب)
TT

سقوط طائرة للجيش الليبي في ظروف غامضة

عنصران من الجيش الوطني الليبي التابع للجنرال حفتر في القطاع الغربي لبنغازي الذي يشهد اشتباكات مع المتطرفين (أ.ف.ب)
عنصران من الجيش الوطني الليبي التابع للجنرال حفتر في القطاع الغربي لبنغازي الذي يشهد اشتباكات مع المتطرفين (أ.ف.ب)

سقطت أمس طائرة حربية تابعة لسلاح الجو بالجيش الوطني الليبي في ظروف غامضه، فيما أطلقت القوات الخاصة عملية عسكرية جديدة باسم «حق الشهيد» لتحرير القطاع الغربي بمدينة بنغازي في شرق البلاد.
وقال العميد صقر الجروشي رئيس أركان سلاح الجو الليبي إن طائرة من طراز ميغ 23 سقطت بعد تعرضها لخلل فني، أثناء غارة جوية على مواقع للمتطرفين في القطاع الغربي بمنطقة قنفودة غرب بنغازي.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن الجروشي قوله إن «طائراتنا جاهزة وكل القواعد الآن تبدأ في تجهيز الطائرات لتوجيه ضربات للجماعات الإرهابية»، كما تعهد بأن يكون الرد قاسيا على هذه الجماعات وتنظيم داعش.
لكن مصادر عسكرية ليبية أخرى قالت في المقابل إن الطائرة سقطت بعد تعرضها لهجوم بصاروخ، حيث قال قيادي في القوات الخاصة لوكالة الصحافة الفرنسية إن الطائرة من طراز «ميغ - 23» تحطمت إثر استهدافها من قبل «ميليشيات متطرفة»، مؤكدا أن قائدها تمكن من النجاة بنفسه. كما أكد مصدر في قاعدة بنغازي الجوية هذه المعلومات لوكالة الأنباء الليبية، بقوله إن «الطائرة سقطت إثر تعرضها لـ(صاروخ حراري)».
وشنت طائرات حربية غارات جوية عنيفة على مواقع تمركز المجموعات الإرهابية في مناطق قنفودة وبوصنيب غرب بنغازي، الذي يشهد منذ يومين اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش والمجموعات الإرهابية.
وتعد مدينة بنغازي مهد الثورة التي أطاحت نهاية 2012 بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، هي ثاني أكبر مدن ليبيا وتبعد ألف كيلومتر شرق العاصمة طرابلس، وباتت منذ أكثر من عامين مسرحا لمعارك يومية بين قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر وميليشيات إرهابية.
وبين هذه الميليشيات خصوصا «مجلس شورى ثوار بنغازي» الذي يضم «أنصار الشريعة» القريبة من «القاعدة» إضافة إلى تنظيم داعش. وتمكنت قوات الجيش من السيطرة على قسم كبير من مدينة بنغازي بعدما سيطر عليها الإرهابيون في 2014.
إلى ذلك، نفى المكتب الإعلامي لأحمد معيتيق نائب فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني قيام مجموعة مسلحة باقتحام منزل معيتيق بالعاصمة الليبية طرابلس، مؤكدًا أن هذه الأخبار عارية عن الصحة.
وكان المكتب يرد بهذا البيان المقتضب على معلومات متداولة حول مهاجمة ميليشيات يعتقد أنها تابعة لحكومة الإنقاذ الوطني التي يترأسها خليفة الغويل لمنزل معيتيق في منطقة حي الأندلس بطرابلس. واستولت ميليشيات الغويل قبل ثلاثة أيام على مقرات أربع وزارات كانت خاضعة لسيطرة ميليشيات السراج، في إطار الصراع الدائر بين الطرفين حول السلطة في العاصمة منذ العام الماضي. وتوجد في ليبيا ثلاث حكومات، من بينها حكومتا الغويل والسراج في الغرب وحكومة عبد الله الثني الموالية لمجلس النواب الموجود بمدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي.
ولا تعترف بعثة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي سوى بحكومة السراج التي لم تبسط سيطرتها بعد على كامل مدينة طرابلس وما زالت تعاني مشكلات أمنية بالجملة، وسط تصاعد في الأزمة الاقتصادية والمعيشية داخل العاصمة.
من جهة أخرى، أفاد عدد من سكان طرابلس بانقطاع التيار الكهربائي عن مناطق العاصمة كافة في وقت واحد، قبل أن يمتد إلى مدن أخرى بالمنطقة الغربية. تعرضت منطقة غرب ليبيا لانقطاع الكهرباء في وقت متأخر من مساء أول من أمس فضلا عن انقطاع التيار بالفعل عن الجنوب وحتى العاصمة وبعض المدن الرئيسية الأخرى.
وأعلنت الشركة العامة للكهرباء في بيان لها أمس إن انقطاع الكهرباء امتد من حدود ليبيا الغربية مع تونس إلى مدينة أجدابيا على بعد نحو 900 كيلومتر إلى الشرق، مشيرة إلى أن شبكة الكهرباء انهارت بسبب رفض عدد من المدن في غرب ليبيا شروط تقاسم انقطاع التيار الكهربائي. ولم تذكر الشركة العامة للكهرباء إغلاق خط أنابيب غاز في الزاوية منذ نحو أسبوع لكنها حذرت في وقت سابق من أن الإغلاق قد يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي إذ نفد وقود الديزل الذي يزود مؤقتا محطة كهرباء الغرب بالوقود.
وبحلول مساء أول من أمس كانت الأضواء الوحيدة المرئية في طرابلس بميدان الشهداء وجميع محطات الوقود كانت مغلقة.
وهذا أول انقطاع للكهرباء في الذاكرة الحديثة في المنطقة الغربية بأسرها التي يعيش بها أغلب سكان ليبيا البالغ عددهم 6.3 مليون نسمة.
وتعرضت طرابلس ومدن أخرى في الغرب والجنوب لانقطاع متكرر للكهرباء ولفترات طويلة منذ أشهر ويعاني الجنوب من انقطاع عام للكهرباء منذ أربعة أيام على الأقل. ودفع استمرار انقطاع الكهرباء في طرابلس بعض السكان للجوء إلى الفحم خلال فصل الشتاء. وانقطعت أيضا إمدادات المياه عن العاصمة لعدة أيام.
كما أبدى أعضاء الجنوب في مجلس النواب استياءهم من استمرار انقطاع التيار الكهربائي، وقال النواب في بيان لهم: «نتابع بكثير من الاستياء والازدراء ما يتعرض له الجنوب من حصار خانق يضيق به سكان المنطقة في عيشهم الكريم وأمنهم».
واعتبر البيان أن إقدام المجموعة المسلحة تحت قيادات القوة الثالثة على قطع إمدادات الغاز والمحروقات على المدنيين يمثل انتهاكا للقوانين الليبية، ويرتقي لمستوى جرائم ضد الإنسانية.
وفي السابق أرجع مسؤولون أسباب انقطاع الكهرباء إلى مشكلات فنية وأضرار بفعل الصراع العسكري والتخريب وتحويل الجماعات المسلحة الكهرباء لأحيائهم.
وأسهم انقطاع الكهرباء في هشاشة حكومة السراج المدعومة من الأمم المتحدة والتي وصلت إلى طرابلس في شهر مارس (آذار) الماضي لكنها أخفقت في توحيد الفصائل المتناحرة أو وقف تدهور مستويات المعيشة.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.