أبو الغيط: مؤتمر باريس نداء من أجل السلام وليس موجهًا ضد أحد

قال إن أعداء السلام يتغذون على الكراهية والاستحواذ على أراضي الغير بالقوة

أبو الغيط: مؤتمر باريس نداء من أجل السلام وليس موجهًا ضد أحد
TT

أبو الغيط: مؤتمر باريس نداء من أجل السلام وليس موجهًا ضد أحد

أبو الغيط: مؤتمر باريس نداء من أجل السلام وليس موجهًا ضد أحد

طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط المجتمع الدولي، بتحمل نصيبه من المسؤولية إزاء استمرار النزاع الأخطر والأطول في الشرق الأوسط، من دون حلٍ، أو حتى أفق يبشر بتسوية في المُستقبل.
ولفت إلى أن توالي الأزمات الكبرى على المنطقة العربية، أعطى للبعض انطباعًا مغلوطًا بأن القضية الفلسطينية تراجعت إلى مرتبة ثانية، وليس هناك ما هو أكثر خطأ من هذه الرؤية. وشدد أبو الغيط على ضرورة إيجاد تسوية عادلة ودائمة لهذه القضية، لتحقيق استقرار حقيقي.
وقال أبو الغيط أمام مؤتمر باريس للسلام، إن ما نسعى إليه هو إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 67 (أي منذ خمسين عامًا)، والذي يُعد استمراره وصمة تاريخية بغيضة، لا يجب ولا يصح أن تنتمي إلى زمننا الحالي.
وأضاف أن «ما ننشده هو قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة، على أساس خطوط 4 يونيو (حزيران) 67، لتعيش جنبًا إلى جنب في سلام وأمن مع الدولة الإسرائيلية. وأن يتمكن الجيل المقبل من أبناء الفلسطينيين والإسرائيليين، من كسر الدائرة الجهنمية للكراهية والانتقام والعنف».
وانتقد أمين عام الجامعة العربية، إطالة أمد الأزمة، مشيرًا إلى أن ربع قرن من المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بكل ما استقر خلاله من مبادئ وقرارات دولية (يضيق المجال عن ذكر كل منها)، ومُبادرات حازت إجماعًا عالميًا، يكفي ويزيد لكي نصل إلى نهاية المطاف، أو ما أطلق عليه بالإنجليزية الـEnd game. مؤكدًا أن الأمور أصبحت واضحة... ولم يعد بالإمكان الاستمرار في ربع قرن جديد من عملية سياسية بلا أفق زمني واضح ومحدد.
واعتبر أبو الغيط مؤتمر باريس، نداء من أجل السلام... وليس موجهًا سوى ضد كل من ينادي بإسقاط حل الدولتين واستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية. وقال إن أعداء السلام يتغذون على الكراهية والاستحواذ على أراضي الغير بالقوة والعنف. وإن الغاية هي إنقاذ حل الدولتين، باعتباره المسار الوحيد لاستقرار المنطقة. وأشار إلى أن تلك هي الرؤية التي تبنتها المبادرة العربية للسلام. وهي التي ما تزال حتى الآن، تمثل ركيزة أساسية في الموقف العربي من القضية الفلسطينية، والعلاقات مع إسرائيل.
واعتبر مؤتمر باريس نقطة انطلاق لجهد جاد ومتواصل، من أجل إعادة إحياء العملية التفاوضية بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس صحيح، وبدعم سياسي واقتصادي وفني من الأطراف الفاعلة في المُجتمع الدولي. وطالب أبو الغيط الإدارة الأميركية الجديدة، بأن تكون على مستوى الجدية المطلوبة، لجهة دفع العملية السياسية، وإدراك عمق مغزى التوافق الدولي بشأن حل الدولتين ومُحدداته ومرجعياته. وشدد على أن أية سياسات أو إجراءات يقوم بها أي طرف بشكل أحادي، لا بد أن تنسجم مع حل الدولتين، وألا يكون من شأنها إجهاض هذا الحل، من خلال استباق نتيجة العملية التفاوضية، أو التسبب في مزيد من تعقيد الموقف وإثارة المشاعر الغاضبة لدى الفلسطينيين والعرب جميعًا.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».