عُمان تمنح أبو بكر سالم ومحمد عبده وسام السلطان قابوس

مسقط جمعتهما عام 1970 وقدما حفلا جماهيريا

أبو بكر سالم يكتب كلمة في السجل الرسمي
أبو بكر سالم يكتب كلمة في السجل الرسمي
TT

عُمان تمنح أبو بكر سالم ومحمد عبده وسام السلطان قابوس

أبو بكر سالم يكتب كلمة في السجل الرسمي
أبو بكر سالم يكتب كلمة في السجل الرسمي

في استقبال رسمي حظي به عمالقة الأغنية العربية، استقبل وزير ديوان البلاط السلطاني خالد بن هلال البوسعيدي بمكتبه الفنان أبو بكر سالم والفنان محمد عبده وذلك بمنحهما وسام السلطان قابوس بن سعيد.
وحضر النجمان في مسقط خلال منتصف الأسبوع الحالي بعد دعوة رسمية من الديوان السلطاني وذلك لتكريمهما ومنحهما وسام السلطان قابوس تقديرا لعطائهما الكبير طيلة أكثر من 50 عاما ونشرهما للحركة الثقافية والفنية في الخليج والجزيرة العربية ومحافظتهما على التراث في المنطقة ونشره عربيا وعالميا.
«الشرق الأوسط» كانت الصحيفة الوحيدة التي رافقت النجمين الكبيرين في رحلتهما إلى سلطنة عمان، ولم تختف ملامح السعادة عن الفنانين القديرين حيث وجه أبو بكر سالم شكره للسلطان قابوس على منحه هذا الوسام والتقدير الكبير الذي حظي به من السلطان وشكر أبو أصيل الشعب العماني الطيب على حسن استقبالهم ومحبتهم الكبيرة وقال أبو أصيل «هذا الشعب الذي يملك من الطيبة والوفاء الشيء الكثير ويتمتعون بالهدوء وسعة الصدر وتقدير الضيف وهذا التكريم أسعدني كثيرا وهو إضافة مهمة في مشواري التاريخي وأشكر معالي السيد خالد بن هلال على حسن استقباله»، فيما قال محمد عبده، إن «الوسام هو شرف كبير خاصة وأنه جاء من جلالة السلطان قابوس وهو فخر وشرف كبير بالنسبة لي أضيفه إلى الأوسمة التي أخذتها سابقا من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - وفخامة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح»، وقال الفنان السعودي «أوجه شكري ومحبتي للشعب العماني الطيب على حسن استقباله وكرمه، وأشكر معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني على حسن ضيافته».
ولم تخل الذكريات وتجاذب الأحاديث بين أبو بكر سالم ومحمد عبده حيث لم يفترقا أبدا طيلة وجودهما في مسقط وكانت تجمعهما الألفة والمحبة والجميل في الأمر أن محمد عبده لا يتحرك خطوة واحدة إلا وهو ممسك بأبو بكر سالم ويحاول بين الحين والآخر تقديم أبو أصيل قبله احتراما للفنان الكبير الذي يكبره سنا، فيما راح الطرفان يتذكران الزمن الجميل والغريب في الأمر أنهما التقيا سويا في حفلة واحدة أقيمت في سلطنة عمان عام 1970 م وتغنيا سويا في حفل واحد أقيم للجمهور العماني حيث كان محمد عبده في بداية مشواره مشاركا مع الفنان أبو بكر سالم. وفور الانتهاء من الزيارة الرسمية في ديوان البلاط السلطاني غادر النجمان إلى دار الأوبرا السلطانية بمسقط، وخلال تجوالهما في مسرح الدار والمرافق الأخرى تعرف الفنانان على ملامح من التاريخ الثقافي والفني للسلطنة وحرصت دار الأوبرا التي انطلقت في أكتوبر عام 2011م على هذا الامتداد الفكري، مؤكدة الدار بذلك على التواصل الثقافي وبناء جسور الحوار الفني والحضاري بين الشعوب، واستمتع الضيفان بالثراء المعماري الذي تتميز به الدار وقدرتها على المزج المتناغم بين الإرث الثقافي المعماري العماني، المتمثل في نقوش خشب الساج وزخرفات الأبواب والنوافذ من جانب والثقافة المعمارية من قارات العالم المختلفة. كما تعرفا على مقتنيات الدار الموسيقية والنادرة والتي يعود بعضها إلى القرن الـ17 الميلادي، مما يمثل إضافة ثقافية لزوار الدار واحتواء المسرح على آلة الأرغن التي تعد أكبر آلة أرغن متحركة في العالم، إلى جانب توظيف المسرح لأحدث المستجدات التكنولوجية في تقنيات الصوت والإضاءة وإمكانية تغيير بعض مكوناته، بما يتوافق مع العرض المقدم.
وفي نهاية الزيارة، أبدى عمالقة الفن العربي أبو بكر سالم ومحمد عبده سعادتهما بزيارة هذا المعلم الحضاري والثقافي الفريد وسجلا انطباعاتهما في كتاب كبار الزوار. فيما غادر النجمان من سلطنة عمان إلى دبي، فيما توجه يوم أمس الأربعاء الفنان أبو بكر سالم إلى ميونيخ الألمانية وذلك لإجراء فحوصات طبية اعتيادية، وسيتواجد في ألمانيا قرابة العشرة أيام وسيعود بعدها إلى العاصمة السعودية الرياض.



ريشا سركيس لـ«الشرق الأوسط»: رغبت في رؤية «نانسي العصبية»

يخرج سركيس في {طول عمري نجمة} عن المألوف والتقليدي (ريشا سركيس)
يخرج سركيس في {طول عمري نجمة} عن المألوف والتقليدي (ريشا سركيس)
TT

ريشا سركيس لـ«الشرق الأوسط»: رغبت في رؤية «نانسي العصبية»

يخرج سركيس في {طول عمري نجمة} عن المألوف والتقليدي (ريشا سركيس)
يخرج سركيس في {طول عمري نجمة} عن المألوف والتقليدي (ريشا سركيس)

مَن قال إن الشائعات التي تلاحق فناناً ما لا تصلح مرّات موضوعَ فيديو كليب؟ فالمخرج ريشا سركيس وبفكرة تعدّ جريئةً وذكيةً في آن، حبك قصة كليب أغنية نانسي عجرم الجديدة «طول عمري نجمة». وهو ما أكسب العمل نجاحاً كبيراً، بحيث لا يزال يتصدّر «التريند» في وسائل التواصل الاجتماعي.

الأغنية من كلمات هاني عبد الكريم، وألحان الراحل محمد رحيم، الذي تهديه نانسي العمل، وتُمرِّر مقطعاً من اتصال هاتفي بينهما في نهاية الكليب.

قدّم سركيس نانسي في قالب جديد (ريشا سركيس)

وتدور قصة الكليب حول امرأة على طريق الانفصال عن زوجها، فربطها سركيس بشائعة طلاق نانسي من زوجها طبيب الأسنان فادي الهاشم، فهذه الشائعة تلاحقها منذ زواجها حتى اليوم. وعندما تمَّ نشر لقطة من الكليب للتسويق له، ظهرت نانسي توقّع أوراقاً رسمية. فصدَّق جمهور نانسي الشائعةَ التي انتشرت كالنار في الهشيم، ليتبيَّن فيما بعد أن المشهدَ هو مجرّد لقطة مصوَّرة من الكليب.

يقول مخرج الأغنية ريشا سركيس لـ«الشرق الأوسط» إن نانسي ترددت بداية في الموافقة على الفكرة: «لقد عدَّتها خطيرةً وجريئةً في آن. فهي حريصة جداً على صورتها الشخصية. بعدها وافقت إثر اقتناعها بمجريات القصة البعيدة عن الابتذال».

رغب في إبراز ملامح المرأة القوية والواثقة من نفسها (ريشا سركيس)

كيف خطرت الفكرة على باله؟ يرد: «ما أن سمعت الأغنيةَ، أدركت أنها تحكي عن فراق حبيبين، كما تتخللها مواجهة حامية يلجأ فيها الرجل في مجتمعنا الذكوري إلى أسلوب الذمّ بالشريكة، فتراءت لي الفكرة، انطلاقاً من شائعة تلاحق نانسي عجرم منذ فترة طويلة. حتى إن بعض المحيطين بي كانوا يسألونني عن صحة هذه الإشاعة، وبما أن الجميع تشغله هذه الشائعة الكاذبة فقرَّرت استخدامها».

لم يكن سركيس يرغب في بناء قصة فراق عادية تم استهلاكها بكثرة في الكليبات الغنائية. ولذلك قرَّر كسر هذا النمط، وبالتالي تقديم نانسي عجرم في قالب جديد: «كنت متحمساً لرؤية نانسي في حالة عصبية، فهو أمر لم يره يوماً جمهورها. اشتغلت مجريات الكليب بدقة متناهية، ووضعت جميع مراحل تنفيذه على الورق وبوضوح، فالفكرة تخرج عن المألوف ولا تشبه أياً قبلها».

يصف سركيس نانسي بالممثلة المحترفة الوفية لدورها لأبعد حدود (ريشا سركيس)

عمد سركيس إلى حبك قصة ضمن إطار يميل أكثر إلى المجتمع الأجنبي؛ فمجريات الطلاق تدور حول طاولة نقاش يوجد حولها الطرفان المتنازعان: «أردتها كذلك كي تُولد من باب الخيال بعيداً عن واقعنا. ورغبت في أن تحكي عن امرأة قوية تعرف ماذا تريد. وكما تقول الأغنية، فهي طول عمرها نجمة وواثقة من نفسها».

يُمرِّر المخرجُ رسالةً مباشرةً إلى المرأة كي تتحلّى بالقوة والتحكم بأعصابها. فنرى نانسي بين نقاش وآخر تتصرَّف دون مبالاة، فتلتقط صوراً تذكارية مع المعجبين بها، وبالكاد تلقي نظرة على طلبات الشريك حول انفصالهما.

ويعدُّ المشهد الذي تخرج فيه نانسي عن طورها، فترمي بالجوال على الأرض، وتمزّق الأوراق بعصبية، الأكثر تأثيراً. عمل ريشا حركة كاميرا غير نمطية وسريعة. وفي الوقت نفسه نقل كل مشاعر وأحاسيس المرأة المستفَزّة من قبل أحدهم. فلحق هو أيضاً بخبرته المهنية كي يتم الأمر كما يشتهيه.

مع نانسي في كواليس تصوير الأغنية (ريشا سركيس)

يصف ريشا سركيس نانسي بـ«الممثلة المحترفة الوفية لدورها لأبعد حدود»: «إنها فنانة تعمل بدقة متناهية، وتجتهد كي تتميز، فعرفتْ كيف تنتقل من حالة إلى أخرى خلال الكليب بحرفية. وبحضور فريق العمل، الذي يفوق عدده الـ130 شخصاً، لم تفقد إحساسها وإلمامها بتوثيق اللحظة».

اختار سركيس الطابق الـ18 من عمارة وسط بيروت لتصوير الكليب. وارتدت نانسي الأبيض لتضفي على العمل وهج صورة متألقة؛ فالصالة التي صوَّر فيها سركيس تتألف من واجهات زجاجية واسعة، فوظّف النور الطبيعي المنبعث منها كي يؤرِّخ لمعاملات طلاق تجري في ساعات النهار الواحد. توجّه مع نانسي وفريق العمل في الرابعة فجراً إلى مكان التصوير، كي يتم التحضير بتأنٍ للكليب إلى حين إعلانه «توب كاميرا» عند شروق الشمس. وكان عليه أن يصوِّر المشاهد جميعها منذ دخولها العمارة إلى حين توقيعها أوراق الطلاق في غضون 6 ساعات فقط: «كنت أعيش صراعاً ما بين الضوء والوقت. فجرى التصوير في وقت قياسي».

في كل مرة يُقدِم سركيس على إخراج كليب غنائي لفنان ما يحقق نجاحاً لافتاً، فأفكاره غير معلَّبة ولا تشبه غيرها، كما أنها تتمتع بصورة مضيئة وألوان جذّابة تسهم في تشويق مُشاهدها لمتابعتها. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «بغض النظر عن مدى نجاح أعمالي، فإن قلقاً كبيراً يلازمني بالنسبة للخطوة التالية، فأعيش صراعاً مع نفسي ومع أفكاري، وأقرِّر في كل مرّة عدم تصعيب الأمر على نفسي، ولكنني لا ألبث أن أقع في فخ التحدي، فإذا كنت لا أستطيع ترك البصمة التي تطبع مشواري فلماذا أمشي بهذا الطريق؟!».

بغض النظر عن مدى نجاح أعمالي فإن قلقاً كبيراً يلازمني بالنسبة للخطوة التالية فأعيش صراعاً مع نفسي وأفكاري

وفي كل مرة يُصوِّر عملاً جديداً يثير شهية مُشاهده لمتابعته وتحليله وفكّ رموزه. ويبرر هذه الميزة: «ربما من شدة قراءتي لكتب كثيرة، ولتجربة تجاوزت الـ8 سنوات اليوم. ومع كل تحدٍّ جديد تتوالد الأفكار عندي، وهو ما حضَّني على عدم الانكباب على تنفيذ عدد كبير من الكليبات، فأنتقيها بدقة، لا سيما أني لا أستطيع التحوُّل إلى مصنع يفبرك الأفكار. فترينني أجتهد وأتعب كي يحقق كل كليب النجاح».

وبالنسبة لتعاونه مع نانسي يفتخر به، ويتمنى أن يتجدَّد: «إنها دقيقة جداً في عملها، وملتزمة، كما أنها ممثلة ممتازة وتزوِّد مخرج العمل بحرية التصرف، فيعيش حالة من السلطنة تفرز الإبداع، تماماً كما المطرب الأصيل عندما يغني».

لا شك أن هناك منافسة ممتعة نعيشها بصفتنا مخرجين مع دخول نبض شبابي جديد إلى الساحة

ويجد سركيس أن الساحة اليوم يحضر فيها الاستسهال كما التألق: «لا شك أن هناك منافسةً ممتعةً نعيشها بصفتنا مخرجين مع دخول نبض شبابي جديد إلى الساحة».

ويتابع: «المهم هو الاستمرارية، فالوقوف على الأطلال والانتشاء بنجاحات سابقة لا ينفعان. المخرجون الذين عاشوا فترةً ذهبيةً عليهم المثابرة، وإلا فمن الأفضل المغادرة».

ويختم ريشا سركيس: «ليس هناك من كليب قمت به ولم يحقق النجاح المطلوب. جميعها (ضربت) كما نقول في مهنتنا. وأعدكم بالأفضل والأجمل وأن الآتي أعظم».