لورا خليل: الجمهور العربي تحسنت أذنه الموسيقية بفضل برامج المواهب الفنية

تستعد لتصوير أغنيتها الجديدة «يا مهاجر»

لورا خليل
لورا خليل
TT

لورا خليل: الجمهور العربي تحسنت أذنه الموسيقية بفضل برامج المواهب الفنية

لورا خليل
لورا خليل

قالت الفنانة اللبنانية لورا خليل إن التطور الأكبر، الذي لمسته منذ بداية مشوارها الفني حتى اليوم، يكمن في أذن الجمهور العربي. وأوضحت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر أن الأذن الموسيقية لدى الجمهور العربي انقلبت 180 درجة، إذ صار يتذوق الفن الأصيل ويستمتع بسماع الأصوات الجميلة». وأضافت: «إن الاهتمام الذي كان سائدا في الماضي بالمغنيات عارضات الأزياء وأصحاب القد الجميل ولى، وكما يقول المثل الشائع (لا يصح إلا الصحيح)، فلقد عادت الأمور إلى طبيعتها وعاد زمن الأصوات الجميلة بدل الشكل الجميل». وعما إذا كانت البرامج التلفزيونية الخاصة بتقديم المواهب الغنائية قد ساهمت بشكل أو بآخر في هذا التطور أجابت: «طبعا، فبفضلها عادت الأمور إلى نصابها، فالـ(إم بي سي) بالتحديد وضعت النقاط على الحروف وسجلت هدفا في مرمى الساحة الفنية اليوم، بحيث علمت الناس كيف يستمعون إلى الصوت الجميل ويتعلقون به». ورأت لورا خليل العائدة حديثا من جولة غنائية قامت بها في أستراليا أن برنامج «ذا فويس» بالذات كان له وقعه وأصداؤه الكبيرة على الناس، لا سيما أن عملية اختيار المواهب الغنائية فيه تجري من قبل لجنة حكم متمكنة وترتكز على الصوت وليس على الشكل الجميل.
وقالت في سياق حديثها: «عندما كنت في زيارة إلى مدينة أربيل العراقية، حيث أحييت عدة حفلات غنائية هناك، كانت تلفتني تجمعات الناس في المقاهي والمطاعم وعلى الطرقات، حتى إنه خيل إلي في إحدى المرات وأنا في أسواق أربيل أن هناك أحداثا سياسية أو مدنية تجري على الأرض، ولكني اكتشفت فيما بعد أن هذا التجمهر يعود سببه إلى برنامج (أراب أيدول)، وهؤلاء الناس كانوا يتجمهرون لمتابعة غناء ابنة بلدهم برواز حسين، وهو أمر أفرحني لأن الناس صارت تفهم بالموسيقى والغناء وتعلم تماما إلى ماذا يجب أن تستمع».
وعن رأيها بالمناسبة في الجمهور الأربيلي الذي صار وجهة معروفة لدى الفنانين اللبنانيين أجابت: «إنه جمهور يتذوق الفن على أصوله، ويحب المطربين اللبنانيين وينتظر حفلاتهم بحماس». وتتابع: «لأربيل سحر خاص على الفنان الذي تستضيفه فيشعر بأنه بين أهله لأن شعب أربيل طيب جدا ومضياف».
وعن أغنيتها الجديدة التي تنوي تصويرها قريبا قالت: «الأغنية بعنوان (يا مهاجر)، وهي من ألحان وسام الأمير الذي أكن له كل محبة، ومن المتوقع أن يشرف على تنفيذها إدوار بشعلاني، وسأظهر فيها ببساطتي المعهودة، إذ لن يطرأ على شكلي الخارجي أي تغيير جذري». ولكن ما سبب عدم لجوئها إلى التغييرات المتبعة عادة لدى الفنانات، واللاتي يأخذن في كل إطلالة جديدة لهن شكلا جديدا يشمل اللوك وتسريحة الشعر وغيرها؟ ترد: «أنا راضية عن نفسي كما أنا عليه اليوم، وعندما يحين الوقت للقيام ببعض التغييرات التي تخدم إطلالتي ولا تشوهها، كما يحصل لدى بعض الفنانات اللاتي يبالغن في تجميل أنفسهن، فسيكون لكل حادث حديث».
وعن سبب تأخر إطلاق ألبومها الجديد أوضحت: «إنها المشكلة ذاتها، وهي شركات الإنتاج التي صارت مقلة اليوم في إصداراتها، وأتمنى أن تتبنى عملي الجديد هذا شركة (روتانا) لأنها الأفضل برأيي وأحب طريقة تعاملها مع الفنان».
ويتضمن ألبومها الغنائي الجديد كما ذكرت في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط» عشر أغنيات منوعة، بينها الرومانسي والكلاسيكي والشعبي، وكذلك دويتو غنائي سجلته مع المغني الإسباني (فرانميرا) بعنوان «مطرح ما كنا»، وهي من ألحان سمير صفير، إضافة إلى أغانٍ أخرى تعاونت فيها مع جان صليبا وعلي الديك ووسام الأمير الذي لحن لها «كمشة حطب» و«طمن بالك».
وعن سبب تمسكها باللون البدوي الذي حمل عنوان انطلاقتها منذ البداية ردت قائلة: «أحب هذا اللون الغنائي، وأعتقد أنني نجحت فيه، صحيح أنني قدمت أغاني بلهجات مختلفة كالمصرية واللبنانية ولكن البدوية منها تبقى الأفضل بالنسبة لي».
وعن مدى تأثرها بالمطربة اللبنانية سميرة توفيق التي اشتهرت بهذا اللون قالت: «أنا معجبة كبيرة بهذه المطربة الأصيلة، ولقد حاولت الاتصال بها عدة مرات ولكني لم أوفق في ذلك، وقريبا جدا سأطرح في الأسواق أغنية لها بتوزيع جديد للموسيقي بلال الزين، وأنا متحمسة جدا لهذا العمل».
وعما إذا كانت أغنية حسين الديك الأخيرة ذات اللون البدوي «لما ضمك عا صديري» قد لفتتها وتمنت لو غنتها بعد أن لاقت شهرة واسعة، أوضحت: «لا أبدا، لم أتمنَّ ذلك، فلكل في النهاية نصيبه في النجاح، وحسين الديك يستحق كل خير، ولكني لا أجدها تناسبني».
وعن اللهجة الغنائية الجديدة التي تفكر بأدائها قريبا قالت: «لا أذيع سرا إذا قلت إنني أنوي غناء الفولكلور العراقي أو اللهجة العراقية بالتحديد، كما أنوي أيضا تقديم أغنية خليجية جديدة، وقريبا سأتوجه إلى دولة الإمارات العربية للقاء بعض الملحنين المعروفين في هذا المجال هناك، فأنا أتوق لتقديم عمل خليجي بامتياز». واعتبرت أنها تجيد أداء اللهجة الخليجية وأن الفنانين الخليجيين الذين انتقدوا أداء بعض الفنانين اللبنانيين لعدم إجادتهم لهذه اللهجة هم على حق لأن الفنان المحترف يجب أن يتقن اللهجة التي يغنيها.
وعن إطلالاتها التلفزيونية الأخيرة قالت: «لقد كان لدي إطلالات في برامج تعجبني، وعادة إذا كان لا جديد عندي فإنني أحتجب عن الشاشة الصغيرة». وعن الإعلامي الذي يلفتها حاليا وترغب في أن يحاورها قالت: «لقد أحببت أسلوب المقدم التلفزيوني عادل كرم في برنامجه (هيدا حكي)، فهو أسلوب جديد من نوعه وخفيف الظل ويجذب المشاهد».
وعن الفنانين الذين تتابع أعمالهم قالت: «أنا في شوق كبير لسماع سلطان الطرب جورج وسوف، وأنتظر إطلالته القريبة مع الإعلامي نيشان بفارغ الصبر، فهو بالنسبة لي المطرب الأفضل على الساحة». أما بالنسبة للفنانات فهي ردت بصراحة بأنها لا تتابع أحدا منهن، وأن العمل الجميل فقط هو الذي يلفتها. وختمت هذا الموضوع قائلة: «إن زمن النجومية صار إلى أفول، واليوم صرنا نعيش زمن الأغنية الجميلة».
ووصفت لورا خليل صوت ابنتها رفقا بالرائع وبأنها لن تقف في طريقها فيما لو اختارت الفن مهنة لها، واعتبرت أن لعائلتها المؤلفة من زوجها وولديها (رفقا وشربل) الأولوية في حياتها، حتى لو تطلب منها الأمر ترك كل شيء من أجلها، مؤكدة أن نصيحتها الدائمة لأولادها هي التمسك بالإيمان من أجل حياة سعيدة وصلبة. أما النصيحة التي توجهت بها لمواهب الغناء فهي الاتصاف بالتواضع لأن الغرور هو الذي يؤدي إلى الفشل.



ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
TT

ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)

قبل أسابيع قليلة، شارك المغني ميشال رميح في المهرجان الفني اللبناني في ولاية أريزونا في أميركا. تردد رميح قبل الموافقة على هذه المشاركة. وجد نفسه محرجاً في الغناء على مسرح عالمي فيما لبنان كان يتألّم، ولكنه حزم أمره وقرر المضي بالأمر كونه سيمثّل وجه لبنان المضيء. كما أن جزءاً من ريع الحفل يعود إلى مساعدة النازحين. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «كانت الحفلة الأولى لي التي أقيمها خلال هذه الحرب. وترددي جاء على خلفية مشاعري بالحزن على وطني».

خلال الحرب أصدر ميشال رميح أغنيته الوطنية «عم يوجعني بلدي». وقدّمها بصورة بسيطة مع عزف على البيانو، فلامست قلوب سامعيها بدفء كلماتها ولحنها النابع من حبّ الوطن. فهو كما ذكر لـ«الشرق الأوسط» كتبها ولحنها وسجّلها وصوّرها في ظرف يوم واحد. ويروي قصة ولادتها: «كنا نتناول طعام الغداء مع عائلتي وأهلي، ولم أتنبه لانفصالي التام عن الواقع. شردت في ألم لبنان ومعاناة شعبه. كنت أشعر بالتعب من الحرب كما كثيرين غيري في بلادي. والأسوأ هو أننا نتفرّج ولا قدرة لنا على فعل شيء».

ألّف رميح أغنيته "عم يوجعني بلدي" ولحّنها بلحظات قليلة (ميشال رميح)

وجعه هذا حضّه على الإمساك بقلمه، فكتب أحاسيسه في تلك اللحظة. «كل ما كتبته كان حقيقياً، وينبع من صميم قلبي. عشت هذا الوجع بحذافيره فخرجت الكلمات تحمل الحزن والأمل معاً».

يقول إنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل، ولذلك آثر تمرير ومضات رجاء تلونها. وجعه الحقيقي الذي كان يعيشه لم يمنعه من التحلي بالصبر والأمل. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «في النهاية سنقوم من جديد؛ كوننا شعباً صلباً لا تشّلنا الأزمات. والفنان صاحب الأحاسيس المرهفة لا يمكنه أن يفرّق بين وجهة سياسية وأخرى، ولا بين طائفة وأخرى ينتمي إليها هذا الشخص أو ذاك. فما أعرفه جيداً هو أننا جميعنا لبنانيون، ولذلك علينا التوحّد ومساعدة بعضنا البعض. رؤية أبناء بلدي يهجرون منازلهم وقراهم المدمّرة، لامستني عن قرب، فولدت أغنيتي (عم يوجعني بلدي)؛ لأني بالفعل عشت ألماً حقيقياً مع نفسي».

حفرت في ذاكرة ميشال رميح مشاهد عدة مؤثّرة عن لبنان المهجّر والمدمّر، كما يقول. «لن أنسى ذلك المسنّ الذي بكى خسارته لزوجته وبيته معاً. اليوم لا يجد مكاناً يؤويه، كما يفتقد شريكة حياته. وكذلك تعاطفت مع الأطفال والأولاد الذين لا ذنب لهم بحروب الكبار. فهؤلاء جميعاً أعتبرهم أهلي وإخوتي وأبنائي. كان لا بد أن تخرج مني كلمات أغنية، أصف فيها حالتي الحقيقية».

ميشال ابن زحلة، يقيم اليوم في أميركا. يقول: «هاجرت إلى هناك منذ زمن طويل. وفي كل مرة أعود بها إلى لبنان أشعر بعدم قدرتي على مغادرته. ولكن بسبب أطفالي اضطررت للسفر. وعندما أغادر مطار بيروت تمتلكني مشاعر الأسى والحزن. لم أرغب في ترك بلدي وهو يمرّ في محنة صعبة جداً. ولكن الظروف مرات تدفعنا للقيام بعكس رغباتنا، وهو ما حصل معي أخيراً».

يقول بأنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل (ميشال رميح)

صوّر ميشال أغنيته، وسجلها في الاستوديو، في الوقت نفسه. لم يرغب في أن تكون مصطنعة بمشهديتها بل أن تمثّل واقعاً يعيشه. «الأغنية ليست تجارية، كتبت كلماتها على قصاصة ورق صغيرة. وأنا أتوجّه إلى استوديو التسجيل قمت بتلحينها».

سبق وتعاون رميح في عدة أغنيات مع مجموعة شعراء وملحنين، ومن بينهم هيثم زيات وسليم عساف. ولكن في أغنية «عم يوجعني بلدي» ترك العنان لأحاسيسه، فلحّن وكتب وغنّى من هذا المنطلق. صديقه ريكاردو عازار تسلّم مهمة عزف اللحن على آلة البيانو. «لم أشأ أن ترافقها آلات وإيقاعات كثيرة لأنها أغنية دافئة ووطنية».

يعدّ رميح الأغنية الوطنية وجهة يجب أن يتحوّل إليها كل فنان تتملّكه أحاسيس حقيقية تجاه وطنه. ويستطرد: «هكذا أنا مغنٍ أستطيع أن أقاوم عندما بلدي يشهد مرحلة صعبة. لا أستطيع أن ألتزم الصمت تجاه ما يجري من اعتداءات على أرضه. ولأن كلمات الأغنية تنبع من رحم الواقع والمشاعر، لاقت انتشاراً كبيراً».

حتى أثناء مرور لبنان بأزمات سابقة لم يوفّر ميشال رميح الفرصة ليغني له. «أثناء ثورة أكتوبر (تشرين الأول) وانفجار المرفأ غنيّت لبنان بأسلوبي وعلى طريقتي. وتركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي. غنيت (شعب لبنان) يومها من ألحان هيثم زيات».

تركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي (ميشال رميح)

ينقل ميشال رميح حقيقة أحاسيس كل لبناني اضطر إلى هجرة وطنه. «قد يعتقد البعض أن من يعيش خارج لبنان وهو في أزمة، يتمتع بالراحة. هذا أمر خاطئ تماماً. فقد عصرني الألم وأنا أغادر وطني، وكلما حلّقت الطائرة وصغرت صورة لبنان من الأعلى، شعرت بحزن أكبر. جميع أبناء لبنان ممن أعرفهم هنا في أميركا يحزّ في قلبهم ابتعادهم عن وطنهم المجروح. ولكنهم جميعهم يأملون مثلي بالعودة القريبة إليه. وهو ما يزيد من صبرهم، لا سيما وأن أعمالهم وعائلاتهم تعيش في أميركا».

أغانٍ وطنية عديدة لفتت ميشال رميح أخيراً: «أرفع القبعة لكل فنان يغني لبنان المتألم. استمعت إلى أغانٍ عدة بينها لجوزف عطية (صلّوا لبيروت)، ولماجد موصللي (بيروت ست الدنيا)، وأخرى لهشام الحاج بعنوان (بيروت ما بتموت)، وكذلك واحدة أداها الوليد الحلاني (بعين السما محروس يا لبنان)». ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذه الأغاني بمثابة غذاء الروح لوطني لبنان. لا شك أن ما أعنيه يأتي مجازياً؛ لأن لا شيء يعوّض خسارات بلدي. ولكن من ناحيتي أجد صوتي وأغنيتي هما سلاحي الذي أدافع فيه عن بلدي».

عندما غادر رميح لبنان منذ نحو الشهر كان في زيارته الثانية له بعد غياب. فحب الوطن زرعه في قلبه، ونما بداخله لا شعورياً. «لن أستسلم أبداً، وسأثابر على زيارة لبنان باستمرار، على أمل الإقامة فيه نهائياً وقريباً. فوالداي علّماني حب الوطن، وكانا دائماً يرويان لي أجمل الذكريات عنه. وأتمنى أن أشهد مثل هذه الذكريات كي أرويها بدوري لأولادي».