اسطوانات

اسطوانات
TT

اسطوانات

اسطوانات

Death | Death III
النوع: روك حديث
انطلقت هذه الفرقة قبل عقود ثم اختفت ثم حاولت الظهور مجددا وفشلت، لكنها بقيت متماسكة إلى أن عادت قبل أربع سنوات ونفضت الغبار عن نفسها وموسيقاها. إذ فعلت ذلك، اكتشف الهواة أن ألحان وأغاني هذه الفرقة سبقت سواها من الفرق الجديدة. إن «البانك» الذي تكتنزه في ألحانها والكلمات الحادة التي تستخدمها لوصف حالات مغنيها ما زالت حديثة الصدى. الأسطوانة الحالية تستفيد من الزخم الذي تشهده الفرقة هذه الأيام وتعيد تقديمها لجمهور من غير العالمين. لكنه جمهور من فئة واحدة لا تعرف حق المعرفة ما يحب أو يكره في هذه الموسيقى.
تقييم الناقد:(2*)

Honest | Future
النوع: راب
قبل عامين تقدم فريق حديث باسم «فيوتشر» ليضيف لموسيقى «الراب» جديدا، لكن الأسطوانة الأولى له (وكانت بعنوان «بلوتو») لم تضف ما يذكر. قدمت ما ينضم إلى وليس ما يضيف على. في الألبوم الثاني هناك توجه ضمن النوع ذاته لتوفير مناخ اجتماعي للأغاني التي ينشدها الفريق. خذ مثلا «حرك هذا المخدر» المعادية لا للإدمان وحده، بل لصناعة المخدرات أولا من خلال كلمات يشرح فيها المغنون الثلاثة مواقفهم وكيف يتصرفون حيال انتشار الآفة. أن تكون هناك رسالات اجتماعية في أغاني «الراب» فإن هذا ليس جديدا وهذا ما يمنح هذا العمل قيمته لجانب موسيقاه.
تقييم الناقد:(3*)

The Air is on Fire | David Lynch
النوع: مؤثرات‬
المخرج الأميركي الطليعي ديفيد لينش كان دائما فنانا سينمائيا غريبا فيما يختاره من مواضيع، والأكثر فيما يختاره من كيفية تصوير تلك المواضيع. الآن، وبعد عزوف عن العمل الفيلمي منذ سنوات، يطلق أسطوانته الأولى «الهواء يحترق» فإذا بها مصنوعة بالقدر ذاته من الغرابة. هناك موسيقى لأجواء تبحث عن كلمات وقصة. لينش يرسم جوا بالموسيقى ويبقيها في الخلفية، لكنه لا يقدم شيئا أمامها. تسمع انسيابات وأصوات رياح ورعد وأقدام وصوت يد تدق على باب ما.. لكن أين الموضوع؟ هواة أفلامه لن يطرحوا هذا السؤال، بل سيقبلون على الأسطوانة على أي حال.
تقييم الناقد:(3*)

Quack | Duck Sauce
النوع: ديسكو
لو كان الأمر عبارة عن تفنيد الألحان والأدوات الموسيقية المستخدمة فيها ومدى إتقان عزفها، لبلغت هذه الأسطوانة درجة عالية من الإتقان مقارنة مع ما يرمى على المسامع من أغاني وألحان ديسكو. لكن «كواك» هي أكثر من ذلك. مع بداية نسمع فيها أصوات البط (تبعا لاسم الفرقة وعنوان الألبوم) ووصولا إلى تلك الفواصل التعليقية التي نسمعه فيها، على سبيل المثال، أن «الأرض تحكمها عقول من الفضاء الخارجي»، فإن الناتج تسلية فكهة إلى جانب الإثارة الراقصة. ضمن ذلك هناك تنوع في الاستلهامات كافة وتجديد في كيان هذه الموسيقى مثير للاهتمام.
تقييم الناقد:(4*)



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».