تعاون متاجر «إتش أند إم» وألكسندر وانغ يفتح الجدل حول مثل هذه الشراكات

من عرض ألكسندر وانغ لربيع وصيف 2014
من عرض ألكسندر وانغ لربيع وصيف 2014
TT

تعاون متاجر «إتش أند إم» وألكسندر وانغ يفتح الجدل حول مثل هذه الشراكات

من عرض ألكسندر وانغ لربيع وصيف 2014
من عرض ألكسندر وانغ لربيع وصيف 2014

عندما أعلن المصمم ألكسندر وانغ خبر تعاونه المقبل مع متاجر «إتش أند إم» عبر «إنستغرام»، قامت الدنيا ولم تقعد، وتداول الخبر على صفحات التواصل الاجتماعي و«تويتر»، وكأن مصير عالم الموضة يتوقف على تشكيلته القادمة للمتاجر السويدية الشهيرة. ورغم أن الخبر أثار شريحة الشباب أكثر، وألهب وسائل التواصل أكثر من الجرائد والمجلات، فإنه أيضا فتح ملف التعاونات بين المحلات الكبيرة والمصممين وكيف تغيرت خلال عقد من الزمن. السبب أن الفكرة سابقا كانت استقطاب مصممين كبار لا تجد لهم الأغلبية من الزبائن سبيلا، لأنهم يطرحون أزياء وإكسسوارات تتعدى آلاف الدولارات، سواء كانت شانيل أو فندي أو «فيكتور أند رولف» أو «فرساتشي» وغيرها، بينما يعد ألكسندر وانغ من المصممين الذين يطرحون منتجات بأسعار متوسطة، كما لهم بالأساس خط رخيص هو «تي باي ألكسندر وانغ» يخاطب ذوي الدخل المحدود. وهذا ما يجعل اختياره مثيرا للتساؤل عن الفكرة التي بدأت كدمقرطة للموضة وكوسيلة لتعريف جيل جديد من الزبائن بمصممين يخاطبون بالأساس ذوي الدخل العالي فقط. أول ما يتبادر إلى الذهن أن المحلات السويدية بدأت تفقد طريقها ولم تعد تجد من يقبل التعاون معها من المصممين الكبار، لكن هناك مؤشرات تقول إنها تريد مواكبة إيقاع العصر بمخاطبة الشباب بأكثر من لغة وأسلوب. وفي كل الحالات، فإن ردود الفعل بعد نشر الخبر، تشير إلى أنها لمست بالفعل وترا حساسا، وأن طوابير الانتظار خارج محلاتها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل ستكون طويلة.
تجدر الإشارة إلى أن متاجر «إتش أند إم» بدأت عملية التعاون مع مصممين كبار منذ نحو عشر سنوات. المرة الأولى كانت مع كارل لاغرفيلد، مصمم شانيل وفندي، الذي قال إن فكرة دمقرطة الموضة والتقرب من شريحة شابة من الزبونات أثارته وحفزته على أن يقبل العرض. بعده تعاونت المتاجر مع مصممين لا يستهان بأهميتهم، مثل ستيلا ماكارتني، سونيا ريكييل، الثنائي «فيكتور أند رولف»، فرساتشي، مارني، ألبير إلبيز مصمم «لانفان» وفي العام الماضي إيزابيل مارون. ورغم أنها كانت في كل مرة تحقق أرباحا، فإن وهجها بدأ يخف في السنوات الأخيرة، بسبب التعود من جهة، ولأن الأسماء لم تكن دائما ملهبة للخيال بالنسبة لشابات لا يعرفن من الموضة سوى الأسماء العالمية الشهيرة مثل شانيل وفرساتشي وأمثالهما، بينما أسماء مثل ميزون مارتان مارجيلا أو كوم دي غارسون، فكانت تخاطب قلة من العارفين. لكن مما لا شك فيه أن اختيار ألكسندر وانغ، هذه المرة ألهب الحماس من جديد واللهفة على ما سيطرحه.
فهو المصمم المدلل حاليا في ساحة الموضة، حيث حقق الكثير في فترة زمنية قصيرة، بالنظر إلى أن عمره لا يتعدى الـ30 عاما. في العام الماضي، مثلا، حصل على وظيفة المصمم الفني في دار بالنسياجا، وهذا يكفي لكي يرفعه إلى مصاف الكبار، رغم أنه، عندما اقتحم عالم الموضة في بداية العشرينات من عمره، لم يكن يتسلح سوى بأسلوب رياضي يعتمد على «تي شيرتات» بطيات وتصاميم مريحة وألوان هادئة يغلب عليها الأسود والرمادي، لكن دائما بلمسة فنية شابة خاصة به استقطبت له معجبين وزبائن. أكد بسرعة أنه من المصممين القلائل الذي يفهمون السوق عدا أنه يتمتع بقدرة عجيبة على تسويق نفسه. من الأشياء التي فهمها أن الإكسسوارات هي منبع المال والأرباح، لهذا لم يتأخر عن طرح حقائب يد تعكس أسلوبه وفلسفته، ولم يمر سوى وقت وجيز حتى أنجز ما كان يحلم به من خلال حقيبة «روكو» المرصعة من أسفل. فقد حققت نجاحا منقطع النظير وجعلته واحدا من المصممين المفضلين حاليا، وأسعاره معقولة مقارنة بغيره.



اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
TT

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم، سواء تعلق الأمر بمناسبات النهار أو المساء والسهرة. ثم جاءت أميرة ويلز، كاثرين ميدلتون، لترسِخ مكانته منذ أيام قليلة، لدى مشاركتها مراسيم استقبال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني. ظهرت به من الرأس إلى أخمص القدمين، في لوحة مفعمة بالجرأة والكلاسيكية في الوقت ذاته. هذه اللوحة ساهم في رسمها كل من مصممة دار «ألكسندر ماكوين» السابقة سارة بيرتون من خلال المعطف، ومصممة القبعات «سحر ميليناري» ودار «شانيل» من خلال حقيبة اليد.

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

كان هذا اللون كافياً لكي يُضفي عليها رونقاً ودفئاً من دون أن يحتاج إلى أي لون آخر يُسنده. ربما تكون أقراط الأذن والعقد المرصعين باللؤلؤ هما الاستثناء الوحيد.

لكن من يعرف أميرات القصر البريطاني يعرف أن اختياراتهن لا تخضع لتوجهات الموضة وحدها. هن أيضاً حريصات على توظيف إطلالاتهن كلغة دبلوماسية في المناسبات الرسمية. في هذا الحالة، يمكن أن نقرأ أن سبب اختيارها هذا اللون كان من باب الاحتفاء بالضيفين العربيين، بالنظر إلى أنه أحد ألوان العلم القطري.

لكن إذا تقيّدنا بتوجهات الموضة، فإنها ليست أول من اكتشفت جمالياته أو سلّطت الضوء عليه. هي واحدة فقط من بين ملايين من نساء العالم زادت قابليتهن عليه بعد ظهوره على منصات عروض الأزياء الأخيرة.

اختيار أميرة ويلز لهذا اللون من الرأس إلى أخمص القدمين كان مفعماً بالأناقة (رويترز)

«غوغل» مثلاً أكدت أن الاهتمام بمختلف درجاته، من العنابي أو التوتي أو الرماني، بلغ أعلى مستوياته منذ 5 سنوات، في حين ارتفعت عمليات البحث عنه بنسبة 666 في المائة على منصات التسوق الإلكترونية، مثل «ليست» و«نيت أبورتيه» و«مايتريزا» وغيرها.

ورغم أنه لون الخريف والشتاء، لعُمقه ودفئه، فإنه سيبقى معنا طويلاً. فقد دخل تشكيلات الربيع والصيف أيضاً، معتمداً على أقمشة خفيفة مثل الكتان والساتان للنهار والموسلين والحرير للمساء، بالنظر إلى أن أول تسلل له، كان في تشكيلات ربيع وصيف 2024 في عرضي كل من «غوتشي» و«بوتيغا فينيتا». كان جذاباً، الأمر الذي جعله ينتقل إلى تشكيلات الخريف والشتاء الحاليين والربيع والصيف المقبلين.

بغضّ النظر عن المواسم والفصول، كان هناك إجماع عالمي على استقباله بحفاوة جعلته لون الموسم بلا منازع. لم يعد يقتصر على العلامات الكبيرة والغالية مثل «غوتشي» و«برادا» وغيرهما. انتقلت عدواه سريعاً إلى المحلات الكبيرة من «بريمارك» إلى «زارا» و«أيتش أند إم» مروراً بـ«مانغو» وغيرها من المتاجر الشعبية المترامية في شوارع الموضة.

الجميل فيه سهولة تنسيقه مع ألوان كثيرة مثل الرمادي (إ.ب.أ)

ورغم أن أميرة ويلز ارتدته من الرأس إلى القدمين، فإن أحد أهم عناصر جاذبيته أنه من الدرجات التي يسهل تنسيقها مع ألوان أخرى كثيرة، من دون أن يفقد تأثيره. يمكن تنسيقه مثلاً مع الأسود أو البيج أو الرمادي أو الأزرق الغامق. يمكن أيضاً تنسيق كنزة صوفية بأي درجة من درجاته مع بنطلون جينز بسيط، أو الاكتفاء بمعطف منه أو حقيبة أو حذاء حتى قفازات فقط.