قصائد هايكو من أقطار الأرض المفجوعة

«هايكو الحرب.. آثار الرصاص من أنحاء العالم» نصوص جمعها وترجمها عن الإنجليزية آزاد اسكندر، وقدمت لها الصحافية والروائية الزميلة إنعام كجه جي، التي كتبت تقول: «هايكو الحرب؟ كأن هناك خطأ في العنوان. نقيضان لا يصلحان للجلوس على أريكة واحدة. هل يمكن للشعر المهموم بحكمة الطبيعة أن يجتاز خط النار؟ سؤالي بريء وكم أنا ساذجة. فمنذ هيروشيما وناغازاكي تلوثت الطبيعة بنفثات الأسلحة الحديثة وما عادت ملاذا آمنًا للأزهار والأطيار والحالمين».
وجاء في كلمة المترجم «غيرت الحربُ حياتي مرتين ونفتني مرتين، مرة إلى بلادي الأم ومرة منها، مرة طفلاً ومرة شابًا، ولذا فإن هذا الكتاب، في أحد وجوهه، ثأرٌ شخصي صغير من الحروب ومقترفيها. هو الأغنية التي وقفت بوجه المدفع وقطرة الندى التي أغرقت نهر الدم. جمعتُ هذه القصائد على مدى عامين واجتهدتُ في أن أبقي أرقها وأقربها من روح الهايكو وأكثرها تعبيرًا عن فجائع الحروب. بعض شعراء هذه القصائد محترفون وبعضهم الآخر هواة، منهم الجندي والمحارب القديم، ومنهم الضحية والقتيل حيًا».
* من نصوص الكتاب:
1- صفارة إنذار
الناس يهربون إلى الملاجئ
الطيور إلى السماءْ
(ج. كات)
2- باحثًا عن
قصائد مناهضة للحرب
أعثرُ على طفلين يلعبان
(ناعومي، كندا)
3- إنهم يسيرونَ إلى الحرب
بأعينِ الموتى...
لا يَرَوْن، لا يَرَوْن
(رون روس، تسمانيا)
4- يدٌ بتراء تحاولُ عبثًا أن تمسحَ الدموع
(سيلفا ميزيريت، سلوفينيا)
5- أعصفي، يا رياح الصحراء، أعصفي
املأي عيونَ الرجالِ الحمقى
بالرمال!
(ألينكا زورمان، سلوفينيا)
6- هجومٌ بري
الزهرة البرية
في مكانها
(علم الدين قادريتش، صربيا)
7- سماءٌ شتوية
عبر المذياع
القنابلُ الأولى
(دوروثي هاوارد، كندا)
8- في القرية التي قُصِفَت
امرأة عجوز تلعنُ
بقاءَها حية
(زيلجكو فوندا، كرواتيا)
9- طفلٌ لاجئ
يُعَلِّمُ الطيرانَ لطيرٍ صغير
سَقَطَ من عُشِّه
(ندى سابادي، كرواتيا)
10- لا تتذكرُ
اسم الجندي
في صورة زفافها
(كارل بالمر، الولايات المتحدة)