شيخ قبلي: مؤيدو الحوثي في صعدة لا يتجاوزون 20 %

شيخ قبلي: مؤيدو الحوثي في صعدة لا يتجاوزون 20 %
TT

شيخ قبلي: مؤيدو الحوثي في صعدة لا يتجاوزون 20 %

شيخ قبلي: مؤيدو الحوثي في صعدة لا يتجاوزون 20 %

قال الشيخ عبد الخالق بشر، عضو مجلس إعمار محافظة صعدة وشيخ شمل قبيلة خولان بن عامر في صعدة (معقل الحوثيين)، إن نسبة مؤيدي الحوثي في المحافظة لا تتجاوز 20 في المائة، مشيرا إلى أن الميليشيات «تعيش أوقاتًا صعبة وتراجعا كبيرا بعد تضييق الخناق عليها في عدة جبهات، ولا سيما جبهتي مندبة والبقع اللتين حقق فيهما الجيش الوطني والمقاومة انتصارات كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية».
وبحسب بشر، فإن جبهة مندبة المحاذية لمنفذ (علب) الحدودي مع السعودية أصبحت لا تبعد عن مركز المحافظة سوى كيلومترين وحسب، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المسافة التي تفصل هذه الجبهة عن مسقط رأس الحوثيين ومقرهم الرئيس في وديان نقعة لا تتجاوز 20 كيلومترًا».
ولفت عضو مجلس إعمار صعدة إلى أن قوات الجيش اليمني والمقاومة القادمة من جهة منفذ (علب) الحدودي أصبحت على مشارف مديرية باجم التي تنتمي إليها قبائل جماعة الغنية بالمؤيدين لـ«الشرعية»، وأضاف أن «العمليات الأخيرة أثرت بشكل كبير وخلخلت صفوف الحوثيين الذين اضطروا لاستدعاء عناصرهم من محافظة تعز لتدعيم جبهة صعدة وحماية مركزهم الرئيسي بعد الخطورة التي شعروا بها».
وأوضح أن التقدم الذي أحرزه الجيش في جبهة البقع عاد بنتائج إيجابية من خلال عودة الأمل من جديد لأبناء صعدة «الذين اكتووا بجبروت وطغيان الميليشيات بعد رؤيتهم قوات الشرعية واستعدادهم للمشاركة في هذه القوات لتخليص مناطقهم من هذه الميليشيات».
وكثفت الميليشيات الحوثية في الآونة الأخيرة من الرقابة الداخلية في القرى والمنازل والمدارس والمساجد وأمام منازل الشخصيات الاجتماعية المؤثرة؛ خوفًا من انتفاض أبناء صعدة من الداخل، وفقا لبشر، الذي أضاف: «في حال تقدمت قوات الجيش الوطني بشكل أكبر داخل مديريات صعدة فإن انتفاض أبنائها وارد جدًا لأن الناس تنتظر (الجيش اليمني) بفارغ الصبر... لكنه أخذ سطوته بقوة الحديد والنار، وقتل وإرعاب المواطنين، وهي عادة الميليشيات في أي مكان، كذلك تواطؤ الدولة في عهد المخلوع الذي تخلى عن أبناء صعدة وترك أبناءها يواجهون مصيرًا مجهولا مع ميليشيات مدججة بالسلاح الثقيل».
إلا أن الحوثيين يختلفون اليوم عما كانوا عليه الأمس - بحسب بشر - الذي أكد أن الحوثي منهك ومنهار في مختلف الجبهات، ويواجه سخطا شعبيًا كبيرًا جراء ما يقوم به من غلاء لمعيشة وتوقف المرتبات، والفساد المالي لمشرفيه، إلى قمع الناس والحريات، وتابع: «نترقب تبني الحكومة الشرعية وقيادة التحالف العربي بدء المعركة الفاصلة في صعدة ومشاركة الجيش الرسمي بإشراف قيادة الأركان عبر الأولوية المجهزة عسكريًا بشكل جيد، ونطمئن الجميع أن صعدة اليوم غير الأمس، والحوثي منهك اليوم بعد خسارته آلاف المقاتلين وتفجير معظم مخازن أٍسلحته».
وفي سؤال عن وضع عبد الملك الحوثي وما إذا كان هرب من صعدة في الفترة الأخيرة، توقع عبد الخالق بشر ألا يخرج زعيم المتمردين إلا مقتولاً لأنه يعتبر صعدة مصيره النهائي، وقال: «لاشك سيلقى مصير أخيه حسين بدر الدين الحوثي الذي قتل على أيدي رجال القوات المسلحة اليمنية».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».